عدن - يطالب أهالي مديرية المحفد بمحافظة أبين جنوبي اليمن باستئناف الجهود الأمنية لطرد العناصر المتطرفة من المنطقة، وذلك عقب مقتل "أمير" محلي بتنظيم القاعدة في حادث مروري.
وقد لقي من يسمى بـ"أمير" تنظيم القاعدة بمديرية المحفد المدعو صالح السامل الباحلي، مصرعه يوم 19 أيار/مايو في حادث مروري بمنطقة معوان غربي المحفد مع قيادي محلي آخر بالتنظيم يدعى ناصر لكرع الباحلي.
وبحسب ضابط رفيع في إدارة أمن مديرية المحفد طلب عدم ذكر اسمه، فإن القياديين قتلا أثناء تنقلهما بسيارة مدنية.
وأشار الضابط إلى أن التقارير التي تناقلتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن أن عملية مقتل الباحلي كانت بكمين نصبته قوات الحزام الأمني التي تدعمها الإمارات، غير صحيحة.
ولفت إلى أن إمكانات إدارة الأمن محدودة، وأن ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة تحتاج لتضافر الجهود الاستخباراتية واشتراك قوات الأمن ووحدات من الجيش.
ودعا القوات اليمنية لاستئناف ملاحقتها لأعوان الباحلي ومن تبقى من عناصر القاعدة الذين قال إنهم يحاولون لملمة صفوفهم مستغلين الحرب اليمنية المستمرة.
تنظيم القاعدة لا يزال يمثل تهديدا
بدوره، قال عبد السلام محمد مدير مركز أبعاد للدراسات إنه بغض النظر عن طريقة مقتل الباحلي، فإن مقتله يشكل ضربة لبقايا عناصر التنظيم في المحفد الذين يحاولون إعادة تنظيم أنفسهم.
وأشار إلى أن الباحلي كان قائد خلية تابعة للتنظيم ومن هنا أهمية مقتله، قائلا إن مقتله جاء أيضا فيما يعيش تنظيم القاعدة أسوأ مراحله منذ هزيمته على يد القوات الحكومية في 2012.
كما أن قوات التحالف العربي والجيش اليمني استطاعت في السنوات الأخيرة إلحاق الهزيمة بالتنظيم وتمكنت من طرده من محافظة حضرموت.
وأوضح أن من تبقى من عناصر تنظيم القاعدة فروا إلى الصحراء وبعضهم عاد لجبال البيضاء المحاذية لمحافظة أبين.
وأكد محمد أن تواجد تنظيم القاعدة في أبين تقلص الآن وأصبح في صورة جماعات صغيرة من المقاتلين الذين ليس لهم القدرة ولا الأدوات لفرض السيطرة.
لكن لا يزال بوسعهم تنفيذ عمليات إرهابية، بحسب ما ذكر.
ودعا محمد القوات اليمنية وحلفاءهم للقيام بعمليات تتبع جديدة تستهدف عناصر تنظيم القاعدة وخلاياه في أعقاب مقتل الباحلي الذي قال إنه سيكون له تأثير مباشر على أعضاء الخلية الآخرين.
في انتظار عودة الاستقرار
من جانبه، قال المحلل السياسي محمود الطاهر إن استمرار الحرب في اليمن يعطي العناصر المتطرفة فرصة لتجميع عناصرها وتجنيد مقاتلين جدد والبحث عن مصادر تمويل.
وطالب بتوحيد الجهود العسكرية والأمنية للقوات اليمنية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي وفقا لاتفاق الرياض وبتركيز الجهود على العناصر الإرهابية قبل أن تستعيد نشاطها.
وقال سالم الراعي وهو من أبناء محافظة أبين ويعمل في القطاع الحكومي، إن جهود قوات الحكومة والقوات التابعة للمجلس الانتقالي يجب أن تتحول باتجاه تنظيم القاعدة.
وأضاف أن "معاناة محافظة أبين من عناصر تنظيم القاعدة كبيرة ولا زال أبناؤها يحصدون الثمار السلبية لسيطرة القاعدة على أبنائهم وأرزاقهم وممتلكاتهم".
وأشار إلى أن أبين عاشت تجربة صعبة جدا بسبب القاعدة وأن سكانها ينتظرون الآن عودة الاستقرار وإعادة إعمار المحافظة.