أكد مسؤولون حكوميون وقيادات أمنية على أهمية التنسيق الأوثق بين مختلف الأجهزة الأمنية عقب الهجمات الدامية التي نفذت مؤخرًا في محافظتي عدن وأبين باليمن.
وقد دعوا إلى إنشاء غرفة عمليات واحدة، قائلين إن هذا سيكون أكثر فعالية في إفشال المخططات التي تسعى لتنفيذها ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران وتنظيم القاعدة وتنظيم"الدولة الإسلامية"(داعش).
وتأتي مطالبات التنسيق الأوثق بعد سلسلة من الهجمات التي نفذت مؤخرًا في محافظتين بجنوب اليمن والتي خلفت 69 قتيلًا على الأقل وعشرات المصابين.
وآخر هذه الهجمات وقع يوم السبت، 3 آب/أغسطس، وقتل فيها جندي حين انفجرت عبوة ناسفة زرعتها عناصر تنظيم القاعدة في مديرية المحفد خلال قيام قوات الحزام الأمني بتنفيذ عملية تمشيط في وادي الخيالة بالمحفد.
وقد جرح جندي آخر في التفجير.
وقد وقع حادث يوم السبت عقب رد قوات الحزام الأمني على هجوم نفذه تنظيم القاعدة يوم الجمعة على قاعدة للجيش بالمحفد والتي قتل فيها 19 جنديًا.
ويوم الخميس، استهدفت هجمات منفصلة تبنتها ميليشيات الحوثيين وتنظيم داعش قوات الأمن في عدن، ما أسفر عن مقتل 49 شخصا، كثيرون منهم طلاب شرطة مدربين حديثًا.
كما تبنى تنظيم داعش هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة استهدف مركزا للشرطة، ما أسفر عن مقتل 13 من ضباط الشرطة؛ في حين تبنى الحوثيون هجومًا بطائرة مسيرة وصاروخ بالستي على معسكر الجلاء غرب عدن.
الملاحقة في المحفد ستستمر
وقال أحمد الربعي مدير عام مديرية المحفد إن "قوات الحزام الأمني أطلقت السبت حملة لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في وادي الخيالة".
وأضاف أن "قوات الحزام الأمني، مدعومة بطيران التحالف وقوات النخبة الشبوانية، قد نجحت في صد هجوم لتنظيم القاعدة يهدف للسيطرة على معسكر القوات في المحفد وبعض نقاط التفتيش في المديرية".
وتابع أن "جنديا واحدا قتل وأصيب آخر حين انفجرت عبوة ناسفة زرعها إرهابيون أثناء العملية"، متعهدا بالاستمرار في حملة الملاحقة.
وطالب الربعي مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية في مديرية المحفد ومحافظة أبين أن تعمل ضمن غرفة عمليات واحدة لمواجهة الخطر الذي يشكله تنظيم القاعدة على أمن واستقرار المديرية والمحافظة.
وأشار إلى أن "القيادات الأمنية على مستوى المحافظة تناقش سبل مواجهة مخاطر هذه التنظيمات".
ونوه إلى أنه "إذا لم يتم توحيد جهود هذه الأجهزة، بما في ذلك الحزام الأمنى وقوات الأمن والألوية العسكرية، فإن هذه التنظيمات الإرهابية ستتمكن من توجيه ضربات لهذه القوات والإضرار بالأمن والاستقرار بشكل عام".
توحيد الجهود لمنع الهجمات
وكان أحمد عبيد بن دغر رئيس الوزراء السابق قد دعا الأجهزة العسكرية والأمنية لتوحيد جهودها تحت مظلة وزارتي الدفاع والداخلية وتكثيف العمليات الاستخباراتية.
وأضاف أن هذا الإجراء سيمنع تكرار الهجمات في المستقبل ويحفظ الأمن والاستقرار في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة.
من جانبه، أكد الناطق باسم وزارة الداخلية عبد القوي باعش أنه "في الحد الأدنى، يجب توحيد غرفة العمليات الأمنية تحت قيادة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية".
وأضاف أن هذا سيمكن وكالات الأمن من متابعة البلاغات والمعلومات الاستخبارية عن الحوثيين والجماعات الإرهابية وتحركاتها "لمواجهتها بشكل موحد لا بشكل انفرادي".
وأشار إلى "أن تزامن هجمات الخميس في عدن يؤكد أهمية توحيد جهود الأجهزة الأمنية لمواجهة الخطر الحوثي" والجماعات الأخرى الإرهابية.
من جانبه، قال الصحافي والمحلل السياسي فيصل أحمد للمشارق إن عناصر تنظيم القاعدة كانوا في وضع الدفاع منذ أن قامت قوات الحزام الأمني والألوية العسكرية والتحالف العربي بطردهم في أواخر عام 2016.
وأضاف أنه فيما بدأ التنظيم في التفكك، أصبحت هجماته مقتصرة إلى حد كبير على الهجمات بالعبوات الناسفة على نقاط التفتيش.
وأوضح أن هجمات تنظيم القاعدة الأخيرة تكشف أن "تنظيم القاعدة قد أدرك الفجوة الموجودة بين الأجهزة الأمنية ويحاول استغلال نقطة الضعف هذه"، مطالبًا قوات الأمن بالعمل معًا على نحو أوثق لسد أية فجوات.
ونوه إلى أن "توحيد العمليات الاستخباراتية تقتضي توحيد جهود الأجهزة الأمنية وإنشاء غرفة عمليات واحدة فقط لضمان الأمن والاستقرار في عدن وبقية المحافظات المحررة".