بدأت المحكمة العسكرية في مأرب محاكمة حسن إيرلو سفير إيران في اليمن المتهم "بالتجسس والتخريب والمشاركة في أعمال عدائية ضد اليمنيين والجيش الوطني اليمني".
ففي جلسة عقدت يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر برئاسة القاضي عقيل تاج الدين، رفع المدعي العسكري القضية ضد إيرلو، الذي عمل من قبل ضابطا في الحرس الثوري الإسلامي.
وقد قدمت النيابة العسكرية أدلة على اتصالات قام بها الحوثيون مع إيران تضمنت تفاصيل تتعلق بإيرلو.
ومن المقرر عقد جلسة المحكمة المقبلة يوم الأربعاء 25 تشرين الثاني/نوفمبر.
في نفس الوقت يحاكم زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي و174 من قادة الحوثيين الآخرين حاليا بتهم تشمل التواصل مع إيران والقيام بانقلاب على الحكومة الشرعية في اليمن.
وقال مدير مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبد السلام محمد للمشارق إن التدخل الإيراني في اليمن أدى إلى ضم إيرلو لهذه المجموعة.
وكان السفير الإيراني الجديد قد وصل إلى صنعاء منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر، وهي المرة الأولى التي يُرسل فيها دبلوماسي إيراني إلى البلاد منذ خمس سنوات.
في هذا الإطار قال عبدالسلام محمد إن القضية المرفوعة ضد إيرلو تهدف إلى إبعاده عن وضعه الدبلوماسي واعتباره "عدوًا عسكريًا".
كما اتهم النظام الإيراني بـ "تكليف إيرلو بتوجيه الحرب في اليمن لخدمة المصالح الإقليمية للجمهورية الإسلامية".
ويرى أن "إيران تسعى للضغط على السعودية وممارسة نفوذها في الخليج والمنطقة العربية". وبناء على ذلك كلف ايرلو بالعمل على عرقلة أي تقارب بين الحوثيين والتحالف العربي.
غضب شعبي في صنعاء
وشهدت مدينة صنعاء موجة من الغضب الشعبي بين الجمهور اليمني على إثر وصول إيرلو إلى المدينة.
وقال الموظف الحكومي اليمني عبد الواسع محمد للمشارق "بعد وصول إيرلو وقعت عدة اغتيالات، كما قامت مليشيات الحوثيين بإغلاق مجلس النواب في صنعاء بسبب فشلها في انتخاب حوثي محسوب على الجماعة رئيسا له".
وقال "كانوا يعتزمون استبدال رئيس مجلس النواب الحالي التابع للمؤتمر الشعبي العام".
وأشار المحلل السياسي وضاح الجليل للمشارق إلى أن "وصول إيرلو سفيرا لإيران في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين دليل واضح على تواصل الحوثيين عن كثب مع إيران".
وأوضح الجليل أن "خلفية إيرلو تكشف عن عمله في استخبارات الحرس الثوري الإيراني ، لذا تم تعيينه لترتيب أنشطة الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني في المنطقة"، مضيفًا أنه كان مسؤولاً عن تجنيد ودعم شخصيات حوثية.
وأشار الجليل إلى أن مهمة إيرلو على ما يبدو كانت "إعادة هيكلة جماعة الحوثيين والتخلي عن أولئك الذين لا يؤمنون بمهمتها ومهمة الحرس الثوري الإيراني في المنطقة".
من جهته قال المواطن اليمني ياسر حسن للمشارق إن على إيران إرسال مساعدات لليمنيين بدلاً من سفير.
وأكد أن الشعب اليمني يعاني منذ خمس سنوات نتيجة تصرفات المنتسبين للحرس الثوري الإيراني ويعاني الآن أكثر من أي وقت مضى.