احترقت طائرة مدنية يوم الأربعاء، 10 شباط/فبراير، بعد أن شن الحوثيون (أنصار الله) المدعومون من إيران هجوما بطائرة مسيرة على مطار أبها الدولي جنوبي السعودية.
ولم تعلن السلطات السعودية فور حصول الهجوم عن وقوع أي إصابات ناتجة عنه.
وفي تقرير بث على قناة الإخبارية التلفزيونية الحكومية، وصف التحالف العربي الحادث بأنه "اعتداء إرهابي جبان".
وتبنى الناطق باسم الحوثيين يحيى سريع الهجوم في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال التحالف العربي الذي يدعم الحكومة اليمنية في معركتها ضد الحوثيين، إن استهداف المطار شكّل "جريمة حرب" و"عرّض حياة الركاب المدنيين للخطر"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية.
ويوم الأحد، اعترضت السعودية طائرة مسيرة مسلحة كان قد أطلقها الحوثيون باتجاه المملكة.
وقال الناطق باسم التحالف العربي تركي المالكي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية إن التحالف "اعترض طائرة مسيرة مسلحة ودمرها".
وأضاف أن "الهجوم شن بصورة ممنهجة ومتعمدة من قبل الميليشيا الحوثية الإرهابية لاستهداف المدنيين والمنشآت المدنية في جنوب المنطقة".
سلسلة هجمات على مطارات ومدنيين
وفي أواخر شهر كانون الأول/ديسمبر، ألقى المسؤولون اليمنيون باللائمة على الحوثيين في هجوم استهدف مطار عدن وأسفر عن مقتل 26 شخصا على الأقل، وذلك بعد وقت قصير من وصول طائرة كانت تحمل أعضاء حكومة الوحدة الجديدة.
وكان مطار أبها الدولي هدفا لعدد من الهجمات السابقة التي نفذها الحوثيون. ففي 2 تموز/يوليو 2019، شن الحوثيون هجوما عبر الحدود على المطار، أصيب جراءه 9 مدنيين.
وقبل هجوم تموز/يوليو، شن الحوثيون سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة على مطار أبها ومدينة خميس مشيط القريبة ومطار جازان بالقرب من الحدود الجنوبية للمملكة مع اليمن، مما أسفر عن إصابة العشرات بجروح.
وقد اعترضت القوات السعودية وقوات التحالف العربي العديد من الهجمات المنفذة بالطائرات المسيرة.
وقد أدت الأزمة في اليمن والتي أججها الحوثيون، إلى مقتل وإصابة أكثر من 17500 مدني منذ العام 2015، وذلك بحسب ما نقله مشروع بيانات اليمن.
وأوردت منظمة هيومن رايتس ووتش أن أكثر من 20 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينما يواجه 10 ملايين آخرين خطر المجاعة.
ومنذ البداية، كان الحرس الثوري الإيراني يعتزم استخدام الحوثيين كوكيل للإخلال بتوازن القوى في المنطقة.
ويعود السبب في ذلك إلى الموقع الاستراتيجي للميليشيا بالقرب من الحدود الجنوبية للسعودية وهي الخصم الأساسي، ومضيق باب المندب الذي يعد بوابة للتجارة العالمية.
هذا ونقل الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، خبرة الحرس الثوري الاستخبارية والأمنية إلى الحوثيين لتنفيذ مهام محددة من شأنها أن تمنحهم النفوذ والسيطرة.
وقد تضمن ذلك إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وزرع الألغام في ممرات الملاحة الدولية.