بغداد - خرج آلاف المتظاهرين العراقيين في بغداد يوم الثلاثاء، 25 أيار/مايو، للمطالبة بالعدالة على خلفية موجة من الهجمات العنيفة التي استهدفت ناشطين وصحافيين والتي يلقي كثيرون باللائمة فيها على أذرع إيران.
واحتشد المتظاهرون في مدن أخرى بما فيها البصرة، لمطالبة السلطات بالكشف عن هوية مرتكبي الهجمات أو توجيه التهم لهم، علما أن هذه الهجمات تعتبر على نحو واسع جزءا من حملة ممنهجة لإسكات منتقدي إيران.
وقد قتل عراقيان وأصيب 28 آخرين في المظاهرات. وقال مسعفون ورجال شرطة إن المتظاهرين أصيبوا حين أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، في حين أصيب 5 من رجال الشرطة بمقذوفات ألقيت عليهم أثناء العملية.
ومات محمد بكر وأصله من مدينة الديوانية الجنوبية، في مستشفى الكندي إثر إصابته بطلق ناري في الرقبة، بحسب ما أفاد مصدر طبي.
وقال مصدر طبي آخر لاحقا إن شخصا آخر قد مات أيضا، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.
وقد احتشد المتظاهرون وهم يحملون صور الضحايا الذين تعرضوا للقتل باستخدام أجهزة كاتمة للصوت على يد مهاجمين مجهولين، في الساحات الرئيسية بالعاصمة العراقية بما فيها ساحة التحرير، في ظل انتشار قوات الشرطة في المنطقة.
وقد كتب على اللافتات "من قتلني؟".
محاولة اغتيال ʼوحشيةʻ
هذا وقد جاء الكثيرون من المشاركين في المسيرات من مدن كربلاء والنجف والناصرية الجنوبية، حيث حصلت عدة عمليات قتل ضد ناشطين وصحافيين.
وأوردت شبكة رووداو الإعلامية أن ناشطا بارزا في الناصرية نجا السبت من محاولة اغتيال "وحشية" استخدمت فيها "قنبلة لاصقة" وضعت على سيارته.
واستهدفت العبوة الناسفة سيارة عماد العقيلي بالقرب من مسجد فالح باشا الكبير بالمدينة، بحسب ما قال الناشط محمد خياط.
وأضاف أن العقيلي في حالة مستقرة بعد خضوعه لعملية جراحية.
وبعد الحادث، توجه المتظاهرون الغاضبون إلى ساحة الحبوبي بالمدينة للتنديد بتصعيد الاغتيالات التي تلقى باللائمة فيها بصورة كبيرة على الميليشيات التابعة لإيران.
وكان الناشط في مجال مكافحة الفساد إيهاب الوزني قد قتل في كربلاء يوم 9 أيار/مايو قبل يوم من إطلاق النار على الصحافي البارز أحمد حسن في جنوب العراق. ولا يزال في حالة غيبوبة بعد خضوعه لعملية جراحية في الدماغ.
حملة اغتيالات ممنهجة
هذا واستهدفت عمليات ومحاولات قتل وعمليات اختطاف أكثر من 70 ناشطا منذ اندلاع حركة احتجاجية ضد الفساد الحكومي والتدخل الإيراني في العراق في 2019.
ويبدو أن العنف جزء من حملة ممنهجة تشنها الميليشيات المدعومة من إيران، مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وعصبة الثائرين، لإسكات العراقيين المطالبين بإنهاء النفوذ الإيراني في بلادهم.
ووفق الخبير العسكري والاستراتيجي حاتم الفلاحي، فإن الهجمات على الناشطين تأتي في إطار محاولة "لإسكات كل الأصوات التي تطالب بإنفاذ سلطة الدولة واستعادة السيادة الوطنية".
وأضاف أن الميليشيات تسعى للدفاع عن النفوذ الإيراني عبر قتل أولئك الذين يطالبون بالحرية والقضاء على الحركة الاحتجاجية، مشيرا إلى أن الناشطين العراقيين واجهوا أيضا حملة تشويه وتحريض ضدهم.