تشن قوات سوريا الديموقراطية عملية واسعة النطاق لتطهير مخيم الهول في محافظة الحسكة شمالي شرقي سوريا من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقال مسؤولون إنه منذ بدء العملية الأمنية في 25 آب/أغسطس، اعتقل عناصر قوات سوريا الديموقراطية وآخرون يشاركون في عملية التمشيط الواسعة للمخيم، العشرات من عناصر داعش كما عثروا على أدلة عن جرائم ارتكبها التنظيم.
وفكك العناصر شبكة تسهيلات كبيرة لداعش تعمل داخل المخيم وفي مختلف أنحاء سوريا. كذلك، حرروا في 4 أيلول/سبتمبر 4 نساء في المخيم عثر عليهن في الأنفاق وهن مقيدات بالسلاسل وقد تعرضن للتعذيب على أيدي أنصار التنظيم.
وصادرت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من التحالف الدولي والتي تعمل إلى جانب وحدات حماية المرأة الكردية، أسلحة ورصاص وأجهزة إلكترونية يستخدمها عناصر داعش للتواصل مع الخلايا النائمة.
ولا يزال التنظيم يشكل تهديدا في المخيم وفي محافظة دير الزور حيث نفذ هجمات متفرقة.
وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية يوم الخميس، 8 أيلول/سبتمبر، عن مقتل 2 من مقاتليها واعتقال 6 من عناصر داعش إثر اشتباكات في مخيم الهول، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي حديثه للمشارق، قال الضابط في قوات سوريا الديموقراطية فرهاد خوجة، إن القوات الأمنية تواصل في هذه الأثناء العمل للقضاء على الخلايا الإرهابية في مخيم الهول.
وأشار إلى أنه تم حتى الآن تطهير نصف المخيم واعتقال أكثر من 50 رجلا وامرأة متهمين بالانتماء إلى داعش.
وأضاف أنه تم أيضا ضبط أغراض متنوعة منها هواتف خلوية وأجهزة كمبيوتر محمولة وعتاد عسكري كانت بحوزة هؤلاء الأشخاص، إلى جانب أسلحة وذخيرة.
وأوضح خوجة أن القوات الأمنية عثرت أثناء تمشيط المخيم على حفر وأنفاق كان قد استخدمها عناصر داعش للاختباء أو الفرار من المخيم أثناء العمليات الأمنية والتفتيش الأمني.
وتابع إنه تمت إزالة أكثر من 40 خيمة كان تنظيم داعش يستخدمها كـ"محاكم شرعية" مؤقتة أو كمواقع لتعذيب سكان المخيم الذين رفضوا التعاون معه أو انتهكوا تفسيره المتشدد للشريعة.
خيمة تستخدم كسجن للنساء
ودفعت أعمال الشغب والجرائم المتفشية في أقسام النساء في الهول إدارة المخيم إلى طلب المساعدة من فرق وحدات حماية المرأة، حسبما ذكرته روشان كوباني وهي من عناصر تلك الوحدات.
ويعود ذلك وفقا لها إلى احتمال أن يؤدي وجود رجال في تلك الأقسام إلى إشعال أعمال الشغب.
وقالت كوباني إن أبرز اكتشاف لها خلال عملية التفتيش، كان الخيمة التي استخدمت كسجن للنساء.
وكشفت أنه عثر داخل هذه الخيمة على 4 نساء مقيدات بالسلاسل وتظهر عليهن بوضوح آثار معاناتهن الجسدية والنفسية نتيجة تعرضهن للتعذيب.
وتم نقل هؤلاء النساء إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأشارت كوباني إلى أن العملية ستستمر حتى اعتقال جميع العناصر الإرهابية والتخلص من أسلحتها، مضيفة أنه يجري حاليا مسح شامل للمخيم.
وقالت إنه كجزء من هذه العملية، تتم مقارنة بصمات أصابع وصور سكان المخيم بتلك التي تم التقاطها خلال عمليات المسح السابقة.
ومن جهته، قال عدنان آزادي وهو مسؤول في الآسايش (قوى الأمن الداخلي الكردية)، إنه تم التخطيط للعملية الجارية بعد ورود تقارير عدة عن جرائم قتل نفذها عناصر داعش وتصاعد العنف داخل المخيم.
وأضاف أن سكان المخيم قدموا بلاغات بشأن هذه الحوادث بشكل سري خوفا من انتقام داعش منهم.
وتابع أنه منذ بداية العام 2022 وقع 43 هجوما إرهابيا في الهول أسفرت عن مقتل 44 شخصا، بينهم 14 امرأة وطفلين.
وتوصلت التحقيقات في هذه الأعمال الإرهابية إلى أن الضحايا كانوا مستهدفين ولم يقتلوا عشوائيا.
وقال آزادي إنه بناء على اعترافات المعتقلين، فإن الخلايا النائمة لداعش الموجودة في بعض مناطق سوريا والمناطق الصحراوية في العراق هي التي أمرت بعمليات القتل هذه.