إرهاب

هل عاد تنظيم داعش إلى لبنان؟

جنيد سليمان

فتى سوري يسير بين المآوي المدمرة في مخيم للاجئين في بلدة عرسال اللبنانية بتاريخ 10 حزيران/يونيو 2019. وتحدثت تقارير عن استخدام عناصر تنظيم داعش هذه المناطق كمخابئ لها. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

فتى سوري يسير بين المآوي المدمرة في مخيم للاجئين في بلدة عرسال اللبنانية بتاريخ 10 حزيران/يونيو 2019. وتحدثت تقارير عن استخدام عناصر تنظيم داعش هذه المناطق كمخابئ لها. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

بيروت - تصاعد القلق مؤخرا في لبنان من احتمال أن يكون تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) قد اكتسب مجددا موطئ قدم له في البلاد.

ويطرح هذا السؤال بصورة متكررة إثر اعتقال الجيش اللبناني مؤخرا 18 لبنانيا وسوريا اعترفوا بأنهم ينتمون إلى خلايا تابعة لداعش.

وحصلت هذه الاعتقالات خلال "عمليات ميدانية" جرت في الأسبوعين الأخيرين من شهر كانون الثاني/يناير في بلدة عرسال الحدودية شمال البلاد، حسبما جاء في بيان للجيش صدر في 1 شباط/فبراير.

وذكر البيان أن الموقوفين أقروا بانتمائهم لتنظيم داعش وتأييدهم له ومتابعة بياناته الصحافية عن كثب. وضُبطت بحوزتهم كمية من الأسلحة والذخائر.

المتحدث باسم الجيش اللبناني علي قانصو (إلى اليسار) يتحدث خلال مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع في اليرزة شرق بيروت بتاريخ 19 آب/أغسطس 2017، عن عملية نفذها الجيش ضد داعش في عرسال. [أنور عمرو]

المتحدث باسم الجيش اللبناني علي قانصو (إلى اليسار) يتحدث خلال مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع في اليرزة شرق بيروت بتاريخ 19 آب/أغسطس 2017، عن عملية نفذها الجيش ضد داعش في عرسال. [أنور عمرو]

وأكدت الأجهزة الأمنية اللبنانية أنها ستواصل رصد الإرهابيين المشتبه بهم وملاحقتهم واعتقالهم.

وعام 2017، كانت جرود عرسال القاحلة والواقعة في الجبال بين سوريا ولبنان تشكل قاعدة لعمليات مسلحي تنظيم داعش وجبهة النصرة سابقا، وكان هؤلاء يشاركون في الحرب الأهلية السورية.

وتحسن الوضع الأمني في تلك المنطقة بعد استعادة الجيش اللبناني الأراضي التي استولى عليها المتطرفون في عملية فجر الجرود التي نفذها في آب/أغسطس 2017.

ولكن في الأشهر الأخيرة، دقت سلسلة من الحوادث ناقوس الخطر بشأن احتمال عودة النشاط المتطرف، على الرغم من تأكيد الخبراء أن القوى الأمنية اللبنانية أظهرت إلى حد كبير أنها مجهزة للتعامل معه.

وكان مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، قد أعرب في مقابلة متلفزة يوم 2 شباط/فبراير عن مخاوف من عودة محتملة لتنظيم داعش.

وقال "نشهد منذ فترة عودة لنشاط داعش في العراق وسوريا".

وتابع أن "لبنان ليس في جزيرة معزولة وسيتأثر بهذه العودة".

ولكنه أضاف أن الأجهزة الأمنية تعمل على رصد عناصر داعش وتتخذ كل الإجراءات الضرورية لمنع عودة داعش مجددا إلى لبنان.

’داعش تعيد تجميع صفوفها‘

وفي هذا السياق، أكد الكاتب السياسي والخبير في شؤون التنظيمات المتشددة قاسم قصير تصاعد المخاوف من عودة ظهور داعش في لبنان.

وقال "نشهد في الأشهر الأخيرة حركة لإعادة تنظيم داعش تجميع صفوفه وتفعيل عمله في المنطقة، من العراق مرورا بسوريا ووصولا إلى لبنان، مستفيدا من التطورات المرتبطة بكل من هذه البلدان".

وأردف أن الأجهزة الأمنية اللبنانية تملك معلومات حول جهود يبذلها تنظيم داعش "لتفعيل خلاياه وتطوير أدائه"، وهي تراقب عن كثب أنشطته ومحاولاته لتأمين التمويل.

وأشار قصير إلى اعتقال أو قتل عناصر خلية كبيرة لداعش في شمال لبنان أواخر العام الماضي.

ففي 26 أيلول/سبتمبر الماضي، قتلت الشرطة اللبنانية ما لا يقل عن 9 عناصر يشتبه بانتمائهم إلى خلية كبيرة لداعش خلال مداهمة منزل في منطقة وادي خالد الشمالية، حيث كان يتحصن "مشتبه بهم على صلة بداعش".

وكان 3 عناصر من الخلية نفسها قد اعتقلوا في مداهمات سابقة.

وأوضح قصير أن داعش تستخدم بعض المناطق المفتوحة على الحدود السورية والتي لا تخضع للرقابة، وتستفيد من الظروف المضطربة في لبنان لتنشيط خلاياها.

وأضاف أن "تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في لبنان مع التأزم السياسي [الحالي]، يوفر بيئة مناسبة للجماعات التي تتوسل العنف والإرهاب".

’لا وجود لخلايا كبيرة‘

ويتساءل بعض المراقبين إذا كان لبنان مستعدا للتعامل مع أي عودة محتملة للأنشطة الإرهابية في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة.

وفي هذا السياق، أكد الخبير الأمني العميد المتقاعد ناجي ملاعب "امتلاك الجيش والأجهزة الأمنية قدرات استباقية أثبتت فعاليتها في كشف الأعمال الإرهابية وهي في مرحلة التخطيط والإعداد قبل التنفيذ، ما جنب البلاد الكثير من الحوادث الأمنية".

أما الباحثة غير المقيمة السابقة في المجلس الأطلسي في واشنطن منى علامة، فقالت "قد يكون هناك في لبنان أفراد إرهابيون أو مجموعات صغيرة مرتبطة بداعش، إنما لا وجود لخلايا كبيرة وفاعلة".

وأعربت علامة عن اعتقادها بأن المجتمع اللبناني يختلف عما هو في العراق وسوريا، وبالتالي لن يجد تنظيم داعش بيئة حاضنة في لبنان يمكنه التحرك ضمنها بحرية.

وتابعت أن "تنظيم داعش تراجع ولم يختف كليا في العراق وسوريا، بينما طرد من الأراضي اللبنانية".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500