أمن

محللون: مقتل سليماني أربك حزب الله

نهاد طوباليان من بيروت

زعيم حزب الله حسن نصر الله يلقي خطابا لتأبين قائد فيلق القدس قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس اللذين قتلا في ضربة أميركية في بغداد يوم 3 كانون الثاني/يناير. [الصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

زعيم حزب الله حسن نصر الله يلقي خطابا لتأبين قائد فيلق القدس قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس اللذين قتلا في ضربة أميركية في بغداد يوم 3 كانون الثاني/يناير. [الصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

رأى محللون ومعارضون لحزب الله في لبنان أن الميليشيا الموالية لإيران تعيش حال إرباك بعد مقتل قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليمانييوم الجمعة، 3 كانون الثاني/يناير الجاري.

وكان فيلق القدس الذي يترأسه سليماني مسؤولا عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني وأذرعه، بما فيها حزب الله اللبناني.

ورأى رئيس المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حسان قطب أن قرار الإدارة الاميركية بقتل سليماني "يعتبر قرارا استراتيجيا لأنه استهدف الرجل الثاني والأقوى بالقيادة الإيرانية" .

وقال للمشارق إن "إيران خسرت أحد أكبر أركانها الذي كان يوجه العمليات العسكرية والأمنية بالمنطقة بشكل مدروس ومتناغم، من اليمن وصولًا للبنان، بما يخدم مصلحة إيران وأهدافها الاستراتيجية".

وأضاف أن قادة الميليشيات التابعة لإيران لا بد أنهم يشعرون الآن بحالة من الضياع نتيجة غياب سليماني الذي كان يمسك بزمام أمورها ويقوم بتوجيهها.

ولفت قطب إلى أن قادة الميليشيات التابعة للحرس الثوري، وبمقدمهم قادة حزب الله اللبناني، "أصبحوا الآن دون غطاء وحماية ويشعرون أنهم قد يكونون مستهدفين".

’ليس من السهل استبدال سليماني‘

وأضاف قطب أن "القيادة الإيرانية أصيبت بالإرباك إذ ليس من السهل استبدال سليماني بشخصية أخرى تستطيع متابعة مخططاته وتنفيذها".

ومع أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أسرع بتعيين اللواء إسماعيل قاآني بديلاً لسليماني، فإن مجموعة من الضباط المقربين من سليماني سقطوا إلى جانبه، بحسب ما أشار قطب.

وأشار إلى أن سليماني "كان يمسك بالملفات الخارجية الحساسة، ويقود المواجهة الميدانية والمسلحة مع خصوم إيران السياسيين والعقائديين داخل إيران وخارجها، من لبنان مرورًا بسوريا والعراق لليمن وأفغانستان".

ولفت قطب إلى أن سليماني "كان يتنقل بين هذه الدول دون إعلام وإعلان أو إجراءات حدودية".

وأكد أن الميليشيات في تلك البلاد كانت تتبع أوامره وتوجيهاته، مضيفًا أن تداعيات غيابه عن الساحة السياسية والأمنية ستكون "هائلة".

بدوره، قال الشيخ محمد علي الحاج العاملي،الذي شارك في تأسيس حركة الإصلاح الشيعي في لبنان،إن اغتيال سليماني يأتي فيما تواجه إيران أزمات داخلية وخارجية متصاعدة.

وأضاف أن لبنان يواجه أزمة خاصة به، حيث يخرج الآلاف إلى الشوارع للاحتجاج على الفساد والأحوال الاقتصادية المتدهورة.

ولم يستبعد العاملي إقدام الحزب على استغلال اغتيال سليماني "لشد عصب أنصاره" وتوجيه انتباههم إلى مسائل أخرى.

الأثر على الميليشيات المدعومة من إيران

وقال المحلل السياسي إلياس الزغبي في حديث للمشارق إن مقتل سليماني يمثل خسارة هائلة لكل أذرع الحرس الثوري الإيراني، ولا سيما حزب الله.

وأضاف أن "كل الميليشيات الخاضعة للإدارة الإيرانية تأثرت بشكل عميق بمقتل سليماني" مشيرا إلى أن قائد فيلق القدس لم يكن شخصا عاديا، بل كان نقطة ارتكاز أساسية لسياسة التوسع الإيرانية.

ولفت إلى أن طهران "لا تتحمل اليوم أي خطأ تكتيكي قد يرتكبه حزب الله أو غيره من الميليشيات" المتحالفة مع الحرس الثوري.

وأوضح أنه لهذا السبب، كان خطاب التأبين الذي ألقاء زعيم حزب الله حسن نصر الله لسليماني في الضاحية الجنوبية خطابيًا في طبيعته إلى حد كبير ولا يمكن اعتباره دعوة لاتخاذ إجراء واضح ومحدد.

واعتبر الزغبي أن واقعة مقتل سليماني"ألغت هوامش ميليشيات حزب الله بلبنان والحشد الشعبي بالعراق".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

Hayda l7ake kelo kzeb m7ada yfaker 2eno حزب الله ndar

الرد