قال خبراء للمشارق إن الدعم المالي الذي يقدمه النظام الإيراني للحوثيين (أنصار الله) في اليمن قد مكن تلك الميليشيا من إدامة الصراع على نحو يضر بالشعب اليمني.
وأضافوا أن النظام الإيراني يقوم بتحويل الأموال بهدوء إلى الميليشيا من خلال شركات واجهة تم إنشاؤها لهذا الغرض، ما مكن الحوثيين من تجنيد المقاتلين وشن هجمات تؤدي بدورها إلى إطالة أمد الحرب.
وتنفذ إيران عمليات مشابهة لتمويل أذرعها في العراق ولبنان، وكل ذلك بهدف تحقيق نفوذ إقليمي لها.
وتظهر مئات التقارير الاستخبارية التي تم تسريبها مؤخرا مدى استعداد النظام الإيراني لإقحام نفسه في الشؤون الداخلية لتلك الدول.
وتكشف الوثائق، وهي متضمنة في أرشيف من البرقيات الاستخبارية الإيرانية السرية التي حصل عليه موقع إنترسبت وقام بمشاركتها مع صحيفة نيويورك تايمز، نفوذ طهران الواسع في العراق.
نقل الأموال للحوثيين
كما يمثل تواجد ممول ومسؤول بارز من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في اليمن مؤشرا واضحا آخر على التدخل الإيراني في الشؤون اليمنية.
وكان مكتب المبعوث الأميركي الخاص لإيران بريان هوك قد أعلن يوم 5 كانون الأول/ديسمبر أن برنامج مكافآت العدالة بوزارة الخارجية الأميركية يعرض مكافأة تصل إلى 15 مليون دولار أميركي "لمن يدلي بمعلومات حول الأنشطة المالية لعبد الرضا شهلائي، وشبكاته وشركائه".
وكان قد تم إدراج شهلائي، الذي يُعتقد أنه يعمل انطلاقا من اليمن ويستخدم عددًا من الأسماء المستعارة، على قائمة الإرهابيين العالميين المحددين بصفة خاصة من قبل وزارة الخزانة الأميركية عامي 2008 و2011.
كما تم إدراج شهلائي على اللائحة السوداء من قبل السعودية والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والبحرين.
وقد اتهم شهلائي ايضا بقائمة طويلة من الجرائم، منها التخطيط لاغتيالات تستهدف أعضاء قوات التحالف الدولي في العراق وإمداد الأسلحة والمتفجرات للميليشيات المدعومة من إيران في ذلك البلد.
وقال مكتب هوك إنه "نظرًا لسجل شهلائي في الإرهاب وزعزعة الاستقرار في العراق، فإننا نظل قلقين للغاية من تواجده في اليمن ودوره المحتمل في إمداد أسلحة متقدمة من النوعية التي اعترضناها للحوثيين".
وأضاف أن "الحوثيين قد استخدموا الطائرات المسيرة والصواريخ والزوارق المفخخة الإيرانية في تهديد المصالح المدنية والاقتصادية الرئيسية وفي نشر الفوضى عبر المنطقة".
وقال"يؤكد هذا الإدراج [على قائمة الإرهاب]، فضلًا عن عملية الاعتراض الأخيرة في اليمن، التزامنا بحرمان إيران من الوسيلة اللازمة لإدارة سياسة خارجية توسعية. ونحن ندعو المجتمع الدولي للانضمام لنا في محاسبة إيران عن الأعمال الإرهابية ضد بلاد العالم وضد الشعب الإيراني نفسه".
الدعم الإيراني يغذي الحرب اليمنية
بدوره، قال محافظ محافظة الحديدة اليمنية حسن طاهر إن النظام الإيراني أنشأ خلال السنوات الأخيرة سلسلة واجهات لتسهيل تمويل الحوثيين وبالتالي بقاء اليمن بحالة الحرب.
وأضاف طاهر للمشارق أن شركات للصرافة والتحويل المالي وشركات نقل بحري ومنظمات تحمل طابع "مساعدات إنسانيةط لكنها في الحقيقة عبارة عن أغلفة مخادعة ووجودها من أجل تمويل الحوثيين.
وتابع أنه "يتم تهريب الوقود ومشتقات نفطية أخرى عبر سفن إيرانية تقف على مقربة من موانئ الحديدة الشمالية"
وذكر أن مليشيا الحوثي تقوم بإفراغها عبر زوارق صغيرة الى مناطق سيطرتها وبيعها هناك مقابل ربح.
وقال طاهر إنه يتم أيضا نقل الحشيشة للحوثيين كتجارة مدرة للمال تساهم في تمويلهم.
وتابع "بلا شك" فإنه يتم تمويل الحوثيين من خلال واجهات إيرانية مختلفة تقوم بتزويدهم بالسلاح والمخدرات والسلع الأخرى.
ونوه إلى أن إيران تنفذ عمليات تهريب مشابهة في العراق ولبنان، مشيرا إلى أنه في تلك الدول أيضا، فإن تدخل إيران "يهدد الأمن والاستقرار ويستولي على ثروات الشعوب ومقدراتهم".
وأكد طاهر أن تمويل إيران للحوثيين يمثل "تحديا لمقررات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة فيما يتعلق بإذكاء الحرب في اليمن".
بدوره، قال عضو الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية اليمنية علي التعزي إن الدعم الإيراني يوفر للحوثيين وفرة مالية تمكنهم من دفع مرتبات أتباعهم من المسلحين والمتعاونين معهم.