دشّنت مصر كاتدرائية ضخمة وسط إجراءات أمنية مكثفة عشية عيد ميلاد الأقباط الأحد، 6 كانون الثاني/يناير، بعد يوم من وقوع انفجار دام بالقرب من كنيسة، علما أن المتطرفين يقومون بصورة متكررة باستهداف المسيحيين.
ووقف الرئيس عبد الفتاح السيسي دقيقة صمت عقب انفجار السبت الذي وقع في الطرف الشرقي من القاهرة وأسفر عن مقتل شرطي كان يحاول تفكيك العبوة الناسفة وإصابة شخصين آخرين.
وافتتح السيسي كاتدرائية ميلاد المسيح رسميا في العاصمة الإدارية الجديدة لمصر، على بعد 45 كيلومترا شرقي القاهرة، قبيل قداس الميلاد وسط إجراءات أمنية مكثفة.
وكان على المصلين عبور ثلاث مجموعات من أجهزة الكشف عن المعادن للوصول إلى موقع الاحتفال، في حين تمركزت العربات المدرعة وعشرات سيارات الإسعاف على مقربة منه.
وألقى السيسي كلمة موجزة أكد فيها أن تزامن افتتاح الكاتدرائية ومسجد الفتاح العليم الضخم والقريب من الكاتدرائية، يحمل رسالة وحدة.
وقال "نحن واحد وسنبقى واحدا. هذه اللحظة مهمة جدا في تاريخنا".
ومن جهته، قال شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب للمشاركين في حفل التدشين، "إذا كان الشرع يكلّف المسلمين بحماية المساجد فإنه وبالقدر ذاته يكلّف المسلمين بحماية الكنائس".
وفي رسالة مصورة، وجّه البابا فرنسيس التهاني إلى بابا الأقباط تواضروس الثاني، قائلا إنه "عرف كيف يعطي شهادة حقيقية للإيمان والمحبة، حتى في الأوقات العصيبة".
يُذكر أن المسيحيين الأقباط الذين يشكلون نحو 10 في المائة من شعب مصر، استُهدفوا في سلسلة هجمات نفذها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) خلال السنوات الماضية.
ولم تعلن أي جهة على الفور تبنيها لهجوم السبت.
وقالت شخصيات دينية وشهود عيان إن العبوة الناسفة خُبأت في حقيبة وضعت على سطح مسجد الحق بالقرب من كنيسة العذراء مريم في حي مدينة نصر في القاهرة.
ووقع الحادث وسط إجراءات أمنية مكثفة اتخذت في محيط الكنائس قبيل حلول ميلاد الأقباط الذي يحتفل به في 7 كانون الثاني/يناير.
ʼعمل إجرامي آثمʻ
وفي هذا السياق، قال مسعد سعد، نجل مؤذن مسجد الحق، إنه كان داخل المبنى عندما لاحظ مصلون آخرون "شخصا صعد إلى سطح المسجد ومعه حقيبة"، ولكن عندما لحقوا به وجدوا "حقيبتين".
وأكد سعد وهو خباز في الخامسة والثلاثين من العمر، في مقابلة هاتفية "أبلغنا الشرطة".
ولم يصدر أي تأكيد مباشر من المسؤولين.
وفي الإطار نفسه، نقل موقع الأهرام أونلاين يوم الأحد أن عبوة ناسفة وضعت في حقيبة على سطح أحد المباني في عزبة الهجانة، من دون ذكر الكنسية أو المسجد.
وصباح الأحد، انتشرت القوات الأمنية في محيط الحي.
ودان مفتي الجمهورية المصرية شوقي علام "العملية الإرهابية التي استهدفت... الكنيسة" على صفحته الرسمية على فيسبوك.
وقال إن "متطرفين" زرعوا "عبوة ناسفة على سطح مسجد الحق... بجوار كنيسة السيدة العذراء".
كذلك، دان الأزهر الشريف الهجوم.
وقال في بيان إن "استهداف أماكن العبادة وقتل الأبرياء هما عمل إجرامي أثيم مناف لتعاليم كل الأديان".
وأكد تضامنه مع مؤسسات الدولة في مواجهة "الإرهاب" الذي حسب تعبيره يسعى إلى إفساد احتفالات الأقباط.
سلسلة هجمات
يُذكر أن أكثر من مائة قبطي قتلوا في هجمات متطرفة منذ كانون الأول/ديسمبر 2016.
وتبنت داعش هجوما نفذ في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، قتل فيه ستة أقباط ومسيحي آخر في محافظة المنيا الوسطى.
وقتل التنظيم المتطرف أكثر من 40 شخصا في تفجير مزدوج استهدف كنيستين في نيسان/أبريل 2017، كما قتل مسلح من داعش في كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه تسعة أشخاص في كنيسة في ضواحي القاهرة الجنوبية.
وقتل مئات العناصر من الشرطة والجيش أيضا في هجمات أخرى.
وفي أواخر شهر كانون الأول/ديسمبر، قتل ثلاثة سياح من فيتنام مع دليلهم السياحي المصري عندما استهدفت عبوة زرعت على جانب الطريق، الحافلة التي كانت تنقلهم عند أطراف القاهرة.
وفي شباط/فبراير، شن الجيش "عملية سيناء 2018" للقضاء على المتطرفين في شبه الجزيرة بعد أن أدى هجوم على مسجد إلى مقتل أكثر من 300 شخص.
هناك قضية قتل في أسيوط ابوتيج بين طالب لسه مخلص الامتجان في مدرسه وهو في أولي تجارة ارجوع من سيادتكم التدخل في ذلك الموضوع
الرد1 تعليق