تزامنا مع تشييع المسيحيين المصريين أبناءهم الذين قتلوا بالرصاص على متن حافلة نقل كانت تقل حجاجا جنوبي القاهرة، أعلنت وزارة الداخلية المصرية يوم الأحد، 4 تشرين الثاني/نوفمبر، أن 19 رجلا مشتبها بتورطهم في الهجوم قتلوا في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عبر وكالته الدعائية "أعماق"، الهجوم الذي وقع يوم الجمعة بالقرب من مدينة المنيا والذي أسفر عن مقتل سبعة مسيحيين كانوا عائدين من زيارة لدير القديس صموئيل في الصحراء.
وقال مصدر أمني أن سبعة آخرين أصيبوا في إطلاق النار.
ووسط حراسة مشددة قام بها رجال أمن ملثّمون يوم السبت، تجمّع مئات الأقباط الغاضبين في كنيسة الأمير تادروس ومحيطها لتشييع ستة ضحايا.
أما القتيل السابع وهو مسيحي أنغليكاني، فتم تشييعه مساء الجمعة في قرية مجاورة.
وبعد انتهاء الصلاة يوم السبت، أُخرجت الجثامين في توابيت بيضاء وضعت عليها زهور بيضاء. ودفن الضحايا في مقبرة مجاورة للأقباط.
وبعد وقوع الهجوم، اتصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ببابا الكنيسة القبطية تواضروس الثاني معزيا، وقدم دقيقة صمت على روح الضحايا في منتدى للشباب.
وقال "عندما يقع مواطن مصري ضحية هجوم إرهابي، نتأثر وكل الشعب المصري يتأثر"، مطالبا المصريين بمكافحة التمييز الديني.
ملاحقة الفارين
وقالت وزارة الداخلية في بيان إن من قتلوا في تبادل إطلاق النار مع الشرطة، كانوا تابعين للخلية المتورطة في الهجوم الذي نفذ يوم الجمعة في محافظة المنيا.
وتابع البيان أنه تم العثور على المشتبه بهم الـ 19 "في إطار جهود ملاحقة عناصر إرهابيين متورطين في تنفيذ عمليات عدائية في البلاد، بما في ذلك الهجوم المسلح الأخير الذي استهدف المواطنين العائدين من دير القديس صموئيل".
وأوضحت الوزارة أنه تم إجراء مداهمات في الصحراء الغربية الجلية لمحافظة المنيا من أجل ملاحقة "الإرهابيين الفارين".
ونشرت عدة محطات تلفزة مصرية صورا قدمتها وزارة الداخلية، تُظهر جثث مسلحين متناثرة في الصحراء.
وكذلك أظهرت الصور التلفزيونية أيضا خيمة زعم أنها كانت مستخدمة من قبل الخلية، وعلم داعش الأسود.
تخوف من هجمات إضافية
وانتظر عشرات أهالي الضحايا ليل الجمعة خارج مستشفى المنيا الرئيسي لاستلام الجثث لدفنها.
وجلست سيدة مسنّة على الأرض الترابية في فناء المستشفى قرب باب المشرحة، تبكي ابنها المقتول.
وقالت "كان أحسن أولادي... لن أراه ثانية".
وبقي عناصر الأمن خارج المستشفى في حالة تأهب، تخوفا من هجمات إضافية، فيما أقفلت الطرقات المؤدية إلى مكان إطلاق النار.
وذكر أحد رجال الدين الأقباط وقد طلب عدم الكشف عن اسمه، أن نحو 24 شخصا هربوا من موقع الهجوم من دون أن يصابوا بأذى وأمضوا الليل في كنيسة بقرية مجاورة.
ويوم السبت، كانت شاحنة محترقة رباعية الدفع متواجدة بالقرب من موقع الهجوم، وقد ذكر شهود عيان أنها كان تُستخدم من قبل مجموعة من المسلحين.
وكان الأهالي قد هاجموا المركبة وسلموا مسلحين اثنين للقوات الأمنية.
أهداف متكررة لداعش
يُذكر أن الأقباط هم أقلية مسيحية تشكل 10 في المائة من المجتمع المصري المؤلف من 97 مليون نسمة، وقد استهدفتها داعش بصورة متكررة خلال السنوات الماضية.
وفي أيار/مايو 2017، أمر مسلحون ملثّمون مسيحيين كانوا متجهين إلى دير القديس صموئيل، بالخروج من حافلة النقل ونكران دينهم.
فرفضت المجموعة ذلك، وأطلقت النار على كل فرد منها، مما أسفر عن سقوط 28 شخصا في هذا الهجوم الذي تبنته داعش.
كذلك، تسببت داعش أيضا بقتل أكثر من 40 شخصا في عملية تفجير كنيستين بشكل متزامن في نيسان/أبريل 2017، وقتل مسلح من داعش في كانون الأول/ديسمبر الماضي تسعة أشخاص في هجوم استهدف كنيسة في إحدى ضواحي القاهرة الجنوبية.
وأطلق الجيش المصري عملية واسعة ضد داعش في شباط/فبراير 2018 بسيناء، مما أدى إلى مقتل أكثر من 450 متطرفا، بحسب تقديرات الجيش.
وتسعى مصر إلى إحباط مثل هذه الهجمات عبر تعزيز جهوزيتها الأمنية وقدراتها في مكافحة الإرهاب من خلال تدريبات ومناورات مثل مناورة "النجم الساطع 2018"، التي جرت في أيلول/ سبتمبر بمشاركة الولايات المتحدة وشركاء آخرين.
شكرا جزيلا
الرد1 تعليق