دين

أقباط مصر يحتفلون بعيد الميلاد في أكبر كاتدرائية بالشرق الأوسط

وليد أبو الخير

البابا تواضروس الثاني خلال حديثه مع مجموعة من كشافة الكنيسة القبطية في كاتدرائية ميلاد المسيح. [الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]

البابا تواضروس الثاني خلال حديثه مع مجموعة من كشافة الكنيسة القبطية في كاتدرائية ميلاد المسيح. [الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]

القاهرة - يرحب أقباط مصر العام الجديد بعودة قداس عيد الميلاد القبطي الذي سيقام مساء الخميس، 6 كانون الثاني/يناير، بعدما ألغي العام الماضي في خضم جائحة كوفيد-19.

وستتخذ إجراءات مشددة لضمان عدم الاكتظاظ، كتدبير احترازي لحماية المصلّين من الفيروس.

وسيقام الاحتفال الأبرز بعيد الميلاد لدى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذا العام للمرة الثانية في كاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة. وقد افتتحت الكاتدرائية عام 2019 وسط إجراءات أمنية مشددة.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أمر ببناء أكبر مسجد وكنيسة في البلاد في كانون الثاني/يناير 2017، عقب هجوم استهدف كنيسة القديس بطرس والقديس بولس في القاهرة في كانون الأول/ديسمبر 2016.

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع البابا تواضروس الثاني في حفل افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح. [الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع البابا تواضروس الثاني في حفل افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح. [الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]

صورة ليلية لكاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر. [رئاسة الجمهورية]

صورة ليلية لكاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر. [رئاسة الجمهورية]

وقد قتل 25 شخصا على الأقل وأصيب كثيرون آخرون حين انفجرت قنبلة في الكنيسة التي تقع بجوار كاتدرائية القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية.

وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المسؤولية عن الهجوم وعن سلسلة هجمات أخرى استهدفت مسيحيي مصر.

وأمر السيسي حينها ببناء الصرحين في العاصمة الإدارية الجديدة ليصبحا رمزا للتعايش والوحدة الوطنية.

وقال القس سامح اسكندر من كنيسة مار مينا في الجيزة إن الحضور ليلة عيد الميلاد في 6 كانون الثاني/ديسمبر سيكون محددا بنسبة 25 في المائة فقط من سعة الكاتدرائية الكلية أي 2050 شخصا، وذلك كتدبير احترازي بسبب المخاوف من فيروس كورونا.

ولفت إلى أن تدابير مماثلة ستعمم على جميع الكنائس في مصر.

وبالإضافة إلى عدد من أبناء الكنيسة الذين سيقومون بحجز أماكنهم مسبقا، فإن القيادات السياسية والأمنية والروحية ستحضر القداس الإلهي، إلى جانب سفراء بعض الدول.

وسيترأس القداس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية.

وستنفذ فرق الكشافة التابعة للكنيسة القبطية مهام الإجراءات الاحترازية عند مدخل الكنيسة الرئيسي، بحسب ما ذكره بيتر نعيم المسؤول في فرق الكشافة.

وأوضح أن الإجراءات ستشمل قياس درجة حرارة الذين سيدخلون الكنيسة، بالإضافة إلى التأكد من ارتداء الكمامات وتطهير الأيدي والحفاظ على التباعد الاجتماعي داخل الكنيسة.

أما الأمن فسيكون بعهدة وزارة الداخلية المصرية التي ستقوم فرقها المختصة بالتأكد من أسماء المدعوّين، بالإضافة إلى تأمين الكنيسة ومحيطها بشكل تام.

رمز للتعايش

وأشار نعيم إلى مشاورات تجري حاليا بشأن مشاركة شباب مسلمين بمهام كشافة الكنيسة "كرسالة حب وود بين أبناء الشعب المصري".

وفي السنوات الماضية، كان أحيانا يتم تجميد عمل فرق الكشافة بسبب التدابير الأمنية المشددة لحماية الكنائس من الاعتداءات الإرهابية.

وأكد أن زيادة المهام التي ستقوم بها فرق الكشافة هذا العام داخل الكاتدرائية وخارجها وفي جميع الكنائس، سيكون لها رد فعل ايجابي في البلاد.

وقال نعيم إنها ستكون "رسالة واضحة بأن الحرب على الإرهاب أتت بثمارها وأن الأمور عادت إلى طبيعتها".

بدوره، قال كيريلوس مجدي وهو أستاذ بإحدى المدارس الخاصة، إن "الاحتفال في كاتدرائية ميلاد المسيح هذا العام بليلة الميلاد له رمزية خاصة وهامة جدا".

وأضاف أن له رمزية "ليس فقط عند مسيحيي مصر بل أيضا عند المسلمين وجميع مؤسسات الدولة المصرية".

وأشار مجدي إلى أن هذه الكاتدرائية بنيت خلال الفترة التي كان الإرهاب يحاول أن ينال من مصر ووحدة المصريين.

وأوضح أن موقع الكاتدرائية في قلب العاصمة الجديدة هو هام أيضا، حيث أن العاصمة أصبحت رمزا عالميا لما تقوم به القيادة المصرية من جهود لتطوير البلاد.

وأكد أن إنشاء الكاتدرائية يعتبر ردا قويا على الشائعات التي حاولت الجماعات الإرهابية الترويج لها والتي أرادت أن تصوّر المجتمع المصري على أنه مناهض للمسيحيين.

وتصنّف كاتدرائية ميلاد المسيح على أنها أكبر كنيسة في الشرق الأوسط حيث تقع على مساحة 63 ألف متر مربع، وتحتل مركزا حيويا جنوب المنتزه المركزي بالعاصمة الإدارية الجديدة.

هذا وتستوعب الكاتدرائية أكثر من 8000 من المصلين، كما تعتبر المقر الأحدث للمقر البابوي، وتحتوي أيضا على متحف لتاريخ الكنيسة القبطية.

يذكر أن المسيحيين يشكلون 10 بالمائة من إجمالي سكان مصر، ويشكل الأقباط نحو 90 في المائة من هذه النسبة.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500