تستمر القوات البحرية المشتركة بلعب دور هام في حماية التجارة الحرة وتعزيز الأمن البحري ومكافحة الأنشطة غير المشروعة في المياه الدولية المحيطة بشبه الجزيرة العربية.
وتتمحور أولويات هذه القوة الدولية التي تضم 32 دولة، حول محاربة الإرهاب ومكافحة القرصنة وتشجيع التعاون الإقليمي وتعزيز الأمن البحري.
ويترأس القوات البحرية المشتركة المتعددة الجنسيات أدميرال هو قائد القوات البحرية الأميركية ومقره البحرين، مع عميد من البحرية الملكية البريطانية ينوب عنه ومناصب عالية يشغلها مسؤولون كبار آخرون من الدول الأعضاء.
وتعمل القوات البحرية المشتركة على نطاق 3.2 مليون ميل مربع في المياه الدولية، وفي بعض أهم خطوط الشحن البحري في العالم.
ويختلف مستوى مشاركة الدول الأعضاء الـ 32 بحسب قدرتها على المساهمة بالأصول، ويلعب في هذا السياق الأسطول الأميركي الخامس والقوات البحرية الفرنسية أدوارا رئيسية.
ويتمركز الأسطول الأميركي الخامس في البحرين، بينما تعمل القوات الفرنسية من محطة "معسكر السلام" البحرية المعروفة أيضا باسم قاعدة أبو ظبي في الإمارات.
وقال الضابط السابق في إدارة مكافحة المخدرات في دبي العقيد راشد محمد المري إن "البحرية الفرنسية المتواجدة في منطقة الخليج العربي تلعب دورا أمنيا أساسيا".
وأضاف لموقع المشارق أن "العديد من عمليات مكافحة الإرهاب والتهريب والقرصنة ونزع الالغام في الخليج قامت بها هذه القوات على مدى السنوات الماضية".
وأشار إلى أنه منذ تأسيسها قبل عشر سنوات، سمحت القاعدة الفرنسية في الإمارات بتوفير دعم لوجستي إضافي للأساطيل البحرية.
علاقات وطيدة مع مجلس التعاون الخليجي
وأوضح المري أن البحرية الفرنسية تنفذ تمرينات وتدريبات ومناورات بشكل دوري مع القوات البحرية لدول الخليج ومصر، كما تربطها علاقة ممتازة بدول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف أن دول المجلس الستة أي السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان، لها كلها حدود بحرية على الخليج العربي أو البحر الأحمر.
ولفت إلى أنها قريبة من ممرات مائية أساسية كباب المندب وقناة السويس، علما أن هذه تعد معابر لحركة التجارة العالمية، كما يمكن أن تستخدم كممرات للتهريب والقرصنة وتجارة المخدرات وتنقل الإرهابيين.
ولإحباط مثل هذه الأنشطة، تجري البحرية الفرنسية دوريات منسقة مع الأسطول الخامس في البحرية الأميركية، وتساعد في عمليات التطهير والكشف عن الألغام بواسطة كاسحة ألغام بحرية تنفذ دوريات منتظمة في المنطقة.
ومن الالتزامات الفرنسية، قيادة فرقة العمل المشتركة 150 (عمليات الأمن البحري ومكافحة الإرهاب) بالتناوب، وهي فرقة تختص بعمليات مراقبة السفن والتدخل السريع في حالات مكافحة الإتجار بالمخدرات أو الإرهاب.
مياه إقليمية ذات أهمية عالمية
وفي آذار/مارس، ضبطت السفينة الحربية الفرنسية "جان دو فيين" أكثر من أربعة أطنان من الحشيشة خلال عملية نفذت في المياه الدولية في بحر العرب، وفق ما ذكرته القوات البحرية المشتركة.
وأشار المري إلى أن القوات البحرية الفرنسية قامت بتطهير المياه الكويتية من الألغام والنفايات الخطرة ولا سيما بالقرب من منطقة محطة النويصب الكهربائية، وقد شاركت القوات البحرية في عمليات نزع الألغام قابلة ساحل البحر الأحمر في اليمن.
وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري السعودي المتقاعد اللواء منصور الشهري للمشارق إن البحرية الفرنسية تملك حاملات طائرات ومدمرات وفرقاطات وزوارق مخصصة لمرافقة السفن وبوارج كبيرة وزوارق سريعة تُستخدم في المناورات والهجمات والتدخل السريع.
من جانبه، أكد المحلل العسكري المصري اللواء المتقاعد عبد الكريم أحمد، أن التواجد البحري الغربي في منطقة الخليج الذي يشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأستراليا، يدوم منذ فترة طويلة.
واعتبر أن هذا الوجود طويل الأمد يُفسر "بالأهمية البالغة التي تولى لأمن هذه المياه، ليس فقط بالنسبة لبلدان المنطقة بل أيضا بالنسبة للتجارة العالمية".
ولفت إلى أنه كان بالتالي لفرض الأمن وتعزيزه في هذه المنطقة تأثير إيجابي على العالم أجمع، ذلك أن هذه المياه تشكل حلقة وصل بين أوروبا وآسيا.