قالت منظمة السلام الأخضر (غرين بيس) يوم الاثنين، 24 نيسان/أبريل، إن الصين أعطت الأولوية لإمدادات الطاقة على حساب التزامها بخفض انبعاثات الوقود الإحفوري، مع إقرارها هذا العام زيادة كبيرة في الطاقة التي تولد عبر الفحم.
ونذكر أيضا أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يعتبر أكبر باعث لغازات الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى التغير المناخي، مثل ثاني أكسيد الكربون، وتعد تعهدات الصين حول الانبعاثات ضرورية وأساسية للإبقاء على مستوى زيادة الحرارة العالمية أقل من درجتين مئوية.
إلا أن الطفرة في منح تصاريح لبناء محطات كهرباء تعمل على الفحم أثارت مخاوف من أن تكون الصين تتراجع بشأن أهدافها حول الوصول لذروة الانبعاثات وبعدها لانخفاضها في الفترة بين 2026 و2023 ومن ثم تصبح من الدول التي لا تطلق ثاني أوكسيد الكربون بحلول عام 2060.
وقالت منظمة غرين بيس إن الحكومات المحلية في المقاطعات الصينية المتعطشة للطاقة وافقت على طاقة مولدة من الفحم بقدرة 20.45 جيجاواط على الأقل في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023.
ويمثل ذلك أكثر من ضعف ما أوردته غرين بيس بالنسبة للفترة نفسها من العام الماضي، والذي بلغ 8.63 جيجاواط، وأكبر من قدرة الـ 18.55 جيجاواط الإجمالية التي حصلت على الضوء الأخضر في عام 2021 كله.
والعام الماضي، اعتمدت الصين على الفحم لتأمين ما يقرب من 60 في المائة من احتياجاتها من الكهرباء.
وقال الناشط بغرين بيس، زي وينوين، إن التوجه نحو إنشاء المزيد من محطات الطاقة التي تعمل على الفحم "ينذر بحدوث كوارث مناخية ... ويحبسنا في مسار عالي الكربون".
وأضاف أنه "من الواضح أن الطفرة في استخدام الفحم خلال العام 2022، تواصلت هذا العام أيضا".
وقالت دراسة أصدرتها منظمة غلوبال إنرجي مونيتور في شباط/فبراير إن الصين وافقت العام الماضي على أكبر توسع في محطات الطاقة التي تعمل على الفحم منذ العام 2015.
حلقة مفرغة
وأوضحت غرين بيس أن معظم مشروعات الفحم الجديدة التي أقرت في الفترة كانون الثاني/يناير-آذار/مارس هذا العام، كانت في المقاطعات التي تعرضت لقطع متكرر في الكهرباء جراء موجات الحرارة القياسية في العامين المنصرمين.
وكانت هناك عدة مشروعات أخرى في جنوب غرب الصين حيث أدى الجفاف القياسي العام الماضي إلى خفض إنتاج الطاقة الكهرومائية وأجبر المصانع على الإغلاق.
ومن غير الواضح عدد محطات الكهرباء العاملة على الفحم والتي أقرت هذا العام ستبدأ عمليات بنائها.
وحذر محللو غرين بيس من أن الاستثمار في المزيد من المحطات التي تعمل على الوقود الإحفوري للاستعداد للزيادة في استهلاك تكييف الهواء ستخلق دائرة مفرغة: الزيادة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من محطات الفحم ستعجل بالتغير المناخي، ما يؤدي إلى المزيد من أحوال الطقس المقاسي مثل موجات الحرارة المرتفعة.
وأضاف زي من غرين بيس أن "قطاع الكهرباء الصيني يمكن أن يصل إلى ذروة الانبعاثات بحلول عام 2025"، لكنه أوضح أن الانبعاثات التي تطلق اليوم ستبقى في المناخ الجوي لعقود.
كما أن الصين هي أكبر منتج للطاقة المتجددة في العالم والأسرع نموا بالعالم في ذلك القطاع.
لكن منظمة غرين بيس قالت إن الزيادة في الموافقات على مشاريع الطاقة التي تعمل على الفحم تظهر كيف أن الحاجة إلى النمو الاقتصادي قصير الأجل تؤدي إلى صرف الاستثمار بعيدا عن مشاريع الطاقة المتجددة مثل ترقيات الشبكة التي يمكن أن تقدم فائض في إنتاج طاقة الرياح والطاقة الشمسية للمناطق التي تحتاجها.
ووفق التقرير، فإن محطات الكهرباء التي تدار بالطاقة في الصين، والتي يبلغ متوسط عمرها الافتراضي بين نحو 40 و50 عاما، ستعمل بالحد الأدنى من طاقتها، بل وأيضا ستعمل بخسارة إذا التزمت البلاد بتعهدها فيما يتعلق بالانبعاثات.
وقال مجلس الكهرباء الصيني إن أكثر من نصف شركات الكهرباء الكبيرة التي تدار بالفحم قد تكبدت خسائر في النصف الأول من العام 2022.