تكنولوجيا

خطر هواوي على الشرق الأوسط وإفريقيا بات جليا بعد ورود تقارير عدة فاضحة

فريق عمل المشارق

تاجر يدقق في هاتفه الذكي في دبي. تتزايد المخاوف في الإمارات حيث وقعت هواوي اتفاقية في عام 2022 ’للتعاون في تعزيز الاستراتيجيات السيبرانية المحلية‘. [كريم صاحب/وكالة الصحافة الفرنسية]

تاجر يدقق في هاتفه الذكي في دبي. تتزايد المخاوف في الإمارات حيث وقعت هواوي اتفاقية في عام 2022 ’للتعاون في تعزيز الاستراتيجيات السيبرانية المحلية‘. [كريم صاحب/وكالة الصحافة الفرنسية]

سلطت الأحداث الأخيرة التي تزامنت مع سلسلة من الاكتشافات والتحقيقات، الضوء على التهديد الخطير الذي تشكله شركة هواوي الصينية العملاقة للتكنولوجيا في البلدان التي توغلت فيها بعمق داخل المنظومة الرقمية المحلية.

ويعتبر هذا التهديد خطيرا على نحو خاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث استثمرت هواوي مليارات الدولارات وحققت وجودا شبه احتكاري لها.

ومؤخرا، أدى منطاد المراقبة الصيني الذي حلّق فوق الولايات المتحدة في أوائل شباط/فبراير مثيرا سخطا دبلوماسيا قبل أن تسقطه طائرة حربية أميركية، إلى تجدد المخاوف حول كيفية جمع بيجين للمعلومات الاستخبارية حول العالم.

فإن هواوي التي تعتبر ظاهريا شركة عادية مصنعة للهواتف المحمولة والمنتجات الاستهلاكية، مدعومة إلى حد كبير من قبل الحكومة الصينية ولها صلات عميقة بجيش التحرير الشعبي.

كاميرا مراقبة في مركز تجاري في بيجين. [غريغ بيكر/وكالة الصحافة الفرنسية]

كاميرا مراقبة في مركز تجاري في بيجين. [غريغ بيكر/وكالة الصحافة الفرنسية]

وفي شمال إفريقيا، أنشأت هواوي مركزا لوجستيا في ميناء طنجة المتوسط في المغرب وربطت نفسها بنظام اتصالات السكك الحديدية الوطني في البلاد، كما شاركت في بناء وإطلاق مشروع مدينة مراكش الآمنة.

وفي الإمارات، وقّعت هواوي عام 2022 اتفاقية "للتعاون في تعزيز الاستراتيجيات السيبرانية المحلية".

وتعمل الشركة الصينية مع شركات الاتصالات المحلية لطرح اتصالات الجيل الخامس في 8 دول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقا لتقرير أعدته عام 2022 مجلة ذي ديبلومات.

وفي عام 2021، استثمرت هواوي 15 مليون دولار للترويج لاستخدام الحوسبة السحابية في الشرق الأوسط.

وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال في عام 2019 أن الشركة قامت أيضا ببناء شبكات اتصالات في 40 دولة إفريقية من خلال تقديم صفقات رخيصة غالبا ما يتم تمويلها عن طريق قروض بشروط مواتية، إضافة إلى تقديم خدمة عملاء على الأرض.

وأشار تقرير نشرته مؤسسة بروكينغز في نيسان/أبريل 2021 إلى أن القدرات المعلوماتية تكمن في صميم برنامج التحديث العسكري الصيني.

ونقل التقرير عن تشنغ أنكي من الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات قوله في عام 2020 "إذا كانت القوات العسكرية الحديثة تتمتع بقدرة معلوماتية قوية، فإنها تتمتع بقدرة عسكرية قوية".

وأضاف أن "أساس قوة المعلومات هو الشبكة. بدون دعم شبكات النطاق العريض المتنقلة والمنتشرة في كل مكان، فإن قوة الجيش في امتلاك المعلومات تبقى مجرد كلام فارغ".

وكتب ديل ألوف في ذي ديبلومات "في الوقت الذي أصبحت فيه دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر اعتمادا على أنظمة التكنولوجيا الصينية، أكسب هذا الأمر بيجين نفوذا أكبر".

وتابع أن "هذه التبعيات الناشئة تعمل كآلية ردع إذ أن أي حكومة أو شركة تتجرأ على الإساءة إلى الصين تخاطر بذلك بإبعادها عن سوقها الهائل وعن التقنيات الحيوية التي تسهل الحياة اليومية".

فضح القرصنة الصينية

وفي السنوات الأخيرة، تكرر صدور تقارير بشأن اقتحام قراصنة صينيين مدعومين من الدولة للأنظمة حول العالم.

وعلى سبيل المثال، تم في عام 2020 اختراق مقر الاتحاد الإفريقي في ما وصفه محللو الجريمة بأنه جزء من نمط أكبر تنتهجه الشبكات الصينية للتسلل إلكترونيا إلى قنوات الاتصال الرئيسة في إفريقيا.

واكتشف موظفو التكنولوجيا في الاتحاد الإفريقي أن مجموعة من المتسللين الصينيين المشتبه بهم تلاعبوا بخوادم موجودة في الطابق السفلي من ملحق إداري لسحب مقاطع فيديو للمراقبة من حرم الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا بإثيوبيا، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وأضافت أن مجموعة القرصنة الملقبة بـ "الرئيس البرونزي"، تمكنت من مراقبة الكاميرات التي تغطي مكاتب الاتحاد الإفريقي ومواقف السيارات والممرات وغرف الاجتماعات.

وأشارت مذكرة داخلية إلى أن الفنيين تمكنوا من وقف تدفق البيانات، لكنها حذرت في الوقت عينه من قدرة المتسللين على السيطرة على الأوضاع مجددا وبسهولة.

وقال الباحث في سكيوروركس مارك أوزبورن، إن شركته وجدت أدلة قوية تشير إلى أن مجموعة الرئيس البرونزي تعمل من الصين وتم رصدها وهي تقوم بعمليات تجسس تستهدف منغوليا والهند.

وفي حديثه لصوت أميركا عام 2021، أكد كبير محللي السياسة في إفريقيا بمؤسسة هيريتيج فاونديشن جوشوا ميسيرفي، "لم أتفاجأ على الإطلاق. نحن نعلم أن الصين تعمل بهذه الطريقة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في إفريقيا".

ومنعت واشنطن شركة هواوي من تزويد أنظمة الحكومة الأميركية وشجعت بشدة القطاع الخاص على عدم استخدام معداتها بسبب مخاوف من اضطراره إلى مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع الحكومة الصينية.

وفي هذا السياق، قالت رئيسة لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية جيسيكا روزنوورسيل في بيان صدر في تشرين الثاني/نوفمبر بعد حظر الموافقة على تراخيص معدات الاتصالات الجديدة من هواوي وزد تي إي، إن "هذه الأحكام الجديدة تعد جزءا مهما من إجراءاتنا المستمرة لحماية الشعب الأميركي من كل ما يهدد الأمن القومي في مجال الاتصالات".

ومنعت دول غربية أخرى أيضا هواتف هواوي من أن تكون جزءا من شبكات الهاتف المحمول من الجيل الخامس، مشيرة إلى مخاطر أمنية.

خطر رقابي تشكله هواوي

يُذكر أن هواوي التي تهيمن على العديد من الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، باعت أدوات أمنية تستخدمها حكومات للمراقبة الرقمية والرقابة.

ولكن قدم موظفو هواوي خدمات أخرى لم يتم الكشف عنها، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.

وأضافت أن "فنيين من الشركة الصينية العملاقة ساعدوا شخصيا في حالتين على الأقل حكومات إفريقية في التجسس على خصومها السياسيين".

وشمل ذلك "اعتراض اتصالاتهم المشفرة ووسائل التواصل الاجتماعي واستخدام بيانات الهاتف المحمول لتتبع أماكن وجودهم، وفقا لمسؤولين أمنيين كبار يعملون مباشرة مع موظفي هواوي في هذه البلدان".

وفي عام 2019، نشرت وسائل الإعلام الجزائرية خبرا استنادا إلى تقارير وول ستريت جورنال وزعمت فيه أن موظفي هواوي استخدموا نظام مراقبة لمساعدة الحكومات الجزائرية والأوغندية والزامبية في التجسس على المعارضين السياسيين، وهو أمر نفته هواوي.

ولكن يقول مسؤولون أفارقة إن المسؤولين الحكوميين الصينيين لعبوا دورا رئيسا في تسهيل الصفقات لصالح شركة هواوي في إفريقيا وحضور الاجتماعات ومرافقة مسؤولي المخابرات الأفارقة إلى مقر الشركة في مدينة شنجن الصينية.

ووفقا لبيانات جمعها عالم المراقبة الرقمية في جامعة ولاية بويز ستيفن فلدستين، باعت هواوي أنظمة متقدمة للمراقبة بالفيديو والتعرف على الوجه في أكثر من 20 دولة، حسبما أوردته وول ستريت جورنال.

وبعد تحقيق أجرته عام 2021، كشفت صحيفة واشنطن بوست أنها دققت في أكثر من مائة عرض تسويقي لشركة هواوي، طبع العديد منها بكلمة "سري".

وذكر التقرير أن هذه العروض التقديمية أظهرت هواوي "وهي تسوق لتقنياتها وكيف يمكن لهذه الأخيرة مساعدة السلطات الحكومية في التعرف على الأفراد عن طريق الصوت ومراقبة سياسيين محددين وإدارة إعادة التأهيل الأيديولوجي وجداول العمل الخاصة بالسجناء، إضافة إلى مساعدة تجار التجزئة على تعقب المتسوقين باستخدام تقنية التعرف على الوجه".

هذا وارتبط اسم هواوي أيضا ببرنامج التعرف على الوجوه في منطقة شينجيانغ الصينية، حيث أجبر ملايين المسلمين على الإقامة في "معسكرات إعادة تلقين" وتعرضوا للتعذيب والاغتصاب واعتداءات أخرى.

ويستعرض موقع شركة هواوي الإلكتروني أيضا مجموعة من منتجات المراقبة بالفيديو.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

كلام فارغ اذا هذا في هواوي فهو موجود في بقية الشبكاة وابالذاة الامريكيهواخرى وقدتكون هواوي بريئه من ماذكرتم ولكن هذا تشويه سمعه حتى لاتنمو هواوي بسرعه اكبر لان اجهزتها افضل سعرواوفر في القطه وارخص

الرد