إرهاب

هجمات أبين تثير المخاوف بشأن عودة أنشطة القاعدة في جنوب اليمن

نبيل عبد الله التميمي

محافظ أبين اللواء أبو بكر حسين سالم (ثالث يسار) ومسؤولون أمنيون آخرون يتفحصون جثامين عناصر القاعدة الذين قتلوا بعد شن هجوم على نقطة أمنية لقوات الحزام الأمني في مديرية أحور بالمحافظة يوم 6 أيلول/سبتمبر. [وكالة الصحافة الفرنسية]

محافظ أبين اللواء أبو بكر حسين سالم (ثالث يسار) ومسؤولون أمنيون آخرون يتفحصون جثامين عناصر القاعدة الذين قتلوا بعد شن هجوم على نقطة أمنية لقوات الحزام الأمني في مديرية أحور بالمحافظة يوم 6 أيلول/سبتمبر. [وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن -- أثارت هجمات أخيرة استهدفت قوات الأمن في محافظة أبين بجنوب اليمن المخاوف بشأن عودة أنشطة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إلى تلك المنطقة، وذلك عقب النجاح في تطهيرها من التنظيم.

فقد أثارت حادثتان وقعتا مؤخرا باستخدام عبوات ناسفة يوم 6 كانون الثاني/يناير عند مدخل وادي عمران بمديرية مودية في محافظة أبين القلق في المعقل السابق للقاعدة.

واستهدف المهاجمون آليتين عسكريتين تابعتين لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، ما أسفر عن سقوط أكثر من 12 جنديا بين قتيل وجريج.

ويأتي استهداف المتطرفين لقوات الأمن في أبين نتيجة لعملية "سهام الشرق" العسكرية التي أطلقتها القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في 22 آب/أغسطس.

برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية يعرض مكافأة تصل إلى 5 مليون دولار أميركي لمن يدلي بمعلومات حول قيادي القاعدة البارز إبراهيم البنا، الذي يدعى أيضا أبو أيمن المصري. [برنامج مكافآت من أجل العدالة]

برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية يعرض مكافأة تصل إلى 5 مليون دولار أميركي لمن يدلي بمعلومات حول قيادي القاعدة البارز إبراهيم البنا، الذي يدعى أيضا أبو أيمن المصري. [برنامج مكافآت من أجل العدالة]

قوات أمنية تسير في زنجبار يوم 16 آب/أغسطس 2016 بعد دخولها إلى عاصمة محافظة أبين عقب شن هجوم بدعم من غارات جوية نفذها التحالف العربي لاستعادة المدينة من القاعدة. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

قوات أمنية تسير في زنجبار يوم 16 آب/أغسطس 2016 بعد دخولها إلى عاصمة محافظة أبين عقب شن هجوم بدعم من غارات جوية نفذها التحالف العربي لاستعادة المدينة من القاعدة. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

وتهدف العملية لطرد عناصر القاعدة من المديريات الوسطى لمحافظة أبين التي تشهد تواجد للعناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة.

ودانت وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمنية الهجمات التي وقعت يوم 6 كانون الثاني/يناير، واتهمت خلايا متطرفة في وادي عمران بتنفيذها.

وأضافت الوزارة أن المهاجمين استهدفوا جنود اللواء الرابع مشاة وهم يؤدون واجبهم ضمن عملية "سهام الشرق" لتأمين محافظة أبين من خطر الإرهاب.

وأوضحت الوزارة أن هذه الأعمال تسعى لنشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار، مشيرة إلى أن الحوثيين المدعومين من إيران يستفيدون من تلك الأعمال الإرهابية في تعاون وتخادم بين هذه الجماعات.

وأكدت الوزارة أن الأعمال الإرهابية لن تثني الحكومة اليمنية عن مواصلة حربها ضد الإرهاب وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار.

وقال المحلل السياسي فيصل أحمد للمشارق إن عملية سهام الشرق "نجحت إلى حد كبير في ملاحقة عناصر التنظيم وخلاياه خصوصا أنها اقتحمت معسكر تنظيم القاعدة في وادي عمران".

وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها قوات تابعة للجيش هذه المناطق.

وأضاف أن الهجمات التي تنفذها العناصر الإرهابية بعبوات ناسفة "هي من أجل الانتقام للنتائج التي حققتها عملية سهام الشرق".

وتابع أحمد أن "تنظيم القاعدة في تقهقر مستمر، إذ اقتصرت عملياته ضد قوات الحزام على العبوات الناسفة فقط، وهذا دليل على الوهن الذي تعيشه بقاياه".

مكافآت مقابل معلومات

من جانب آخر، جدد برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع للخارجية الأميركية يوم 6 كانون الثاني/يناير الإعلان عن تقديم مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن زعيم القاعدة المصري إبراهيم البنا.

وأضاف البرنامج أن البنا، الذي يدعى أيضا أبو أيمن المصري، هو "آخر مؤسسي فرع القاعدة في اليمن الأحياء"، وأنه "متورط في الإرهاب منذ عقود".

وتعليقا على ذلك، قال عبد السلام محمد رئيس مركز أبعاد للأبحاث والدراسات إن الإعلانات الأميركية عن تقديم مكافآت "تزداد وتيرتها عندما تتصاعد مؤشرات مخاطر تنظيم القاعدة".

وأضاف أن التهديد المتزايد من التنظيم المتطرف "ناتج بصورة مباشرة عن إطلاق الحوثيين كثير من قيادات وعناصر القاعدة من سجونهم".

وأشار إلى أن قيادات تنظيم القاعدة الذين أطلق الحوثيون سراحهم اتجهوا إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية الشرعية.

وأوضح أن عمليات التنسيق والدعم اللوجستي والتمويل جارية بين عناصر تنظيم القاعدة وقيادات جماعة الحوثي في مهاجمة المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية.

وطالب أن تكون جهود مكافحة الإرهاب موحدة وبتنسيق مع الأجهزة الأمنية ووزارتي الداخلية والدفاع والمخابرات وشراكة الحلفاء الدوليين.

وتابع محمد أن "شراكة كل الأجهزة الأمنية والعسكرية توجب مشاركة كل وحدات مكافحة الإرهاب في كل مؤسسات الدولة العسكرية وليس فقط الأجهزة التابعة للمجلس الانتقالي".

بدوره، قال نبيل عبد الحفيظ وكيل وزارة حقوق الإنسان إن الهجمات الأخيرة تشير إلى "تخادم تنظيم القاعدة مع الحوثيين لتقويض الأمن والاستقرار وتفتيت النسيج الاجتماعي".

ودعا شركاء اليمن الدوليين لدعمه في "مواجهة آفة الإرهاب"، مشيرا إلى أن الجماعات الإرهابية والحوثيين المدعومين من إيران يسعون لتهديد "الأمن والاستقرار المحلي والإقليمي والدولي".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500