أمن

قيود الوقود السائل تعرض الصواريخ الإيرانية للضربات الاستباقية

فريق عمل المشارق

صاروخ أرض-أرض طراز شهاب-3 معروض في أحد الشوارع في إطار معرض نظمه الجيش والحرس الثوري الإيراني احتفاء بـ ʼأسبوع الدفاعʻ في ساحة بهارستان بطهران في 26 أيلول/سبتمبر 2019. [ٍمراسل مستقل/وكالة الصحافة الفرنسية]

صاروخ أرض-أرض طراز شهاب-3 معروض في أحد الشوارع في إطار معرض نظمه الجيش والحرس الثوري الإيراني احتفاء بـ ʼأسبوع الدفاعʻ في ساحة بهارستان بطهران في 26 أيلول/سبتمبر 2019. [ٍمراسل مستقل/وكالة الصحافة الفرنسية]

رغم الترسانة الإيرانية التي تزداد تطورا، تعاني الصواريخ البالستية الإيرانية متوسطة وقصيرة المدى من عيوب بارزة تجعلها عرضة للضربات الاستباقية.

ويعمل معظمها بالوقود السائل، مما يتطلب عملية إطلاق تستغرق وقتا طويلا، بحسب ما أفادته تقارير.

كما أن إيران مضطرة للاعتماد إلى حد ما في برنامج الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى على جهات أخرى، ولا سيما كوريا الشمالية، لتأمين بعض المواد ومكونات الصواريخ الأساسية.

وصعّبت ضوابط التصدير والعقوبات المفروضة على طهران أكثر فأكثر شراء غالبية هذه المواد.

وأعلنت الولايات المتحدة في 30 آذار/مارس عن فرض عقوبات تستهدف كيانات متعددة قالت إنها متورطة في تأمين إمدادات لبرنامج طهران النووي.

وقال رايان نيلسون وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب في بيان إن الخطوة "تعزز" التزام واشنطن بمنع إيران من تطوير صواريخ بالستية.

وأوضح أنه في حين أن الولايات المتحدة مستمرة بالسعي وراء "عودة إيران الكاملة" إلى الاتفاق النووي لعام 2015، إلا أنها "لن تتردد في استهداف من يدعمون برنامج الصواريخ البالستية لإيران" بمزيد من العقوبات.

وذكر "سنعمل أيضا مع شركاء آخرين في المنطقة لمحاسبة إيران على أفعالها، بما في ذلك الانتهاكات الصارخة لسيادة الدول المجاورة لها".

وتستهدف العقوبات المواطن الإيراني محمد علي حسيني و"شبكة شركاته" باعتبارهما جهات موردة للبرنامج، حسبما جاء في البيان.

وذكر البيان أن العقوبات فرضت في أعقاب "الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران على أربيل في العراق بتاريخ 13 آذار/مارس والهجوم الصاروخي الحوثي الذي مكّنته إيران ضد منشأة لشركة أرامكو السعودية في 25 آذار/مارس، إضافة إلى هجمات صاروخية أخرى نفذها وكلاء إيرانيون ضد السعودية والإمارات".

نقاط ضعف

وخضع البرنامج الصاروخي الإيراني لبعض التحسينات في العقدين الماضيين، شملت إطالة مدى الصواريخ وتعزيز دقتها وتطوير صواريخ موجهة وإنشاء منصات متنقلة لإطلاقها وصوامع تحت الأرض.

وجاء في دراسة نشرتها خدمة أبحاث الكونغرس في كانون الثاني/يناير 2020، أن غالبية صواريخ المدفعية الثقيلة والصواريخ البالستية الإيرانية هي إما تكتيكية أو قصيرة المدى، مما يعني أن مداها محصور بـ 500 كيلومتر.

وأشارت الدراسة إلى أن معظم الصواريخ البالستية الإيرانية هي مشتقات من صواريخ سكود-بي وسكود-سي التي تعمل بالوقود السائل وتعرف في إيران تحت اسم شهاب-1 وشهاب-2 على التوالي، علما أنه من المرجح أن تكون أغلبيتها من طراز سكود-سي.

وذكر التقرير أن "إيران تملك أقل من مائة وحدة نقل ونصب وقذف قابلة لإعادة الاستخدام للصواريخ البالستية قصيرة المدى، كما تملك على الأرجح مئات الصواريخ البالستية قصيرة المدى".

وأضاف نقلا عن المركز الوطني الأميركي للاستخبارات الجوية والفضائية عام 2017، أنه لربما تملك إيران أقل من 50 منصة إطلاق للصواريخ البالستية متوسطة المدى وعددا غير معروف من الصواريخ ذات الصلة.

ويبقى شهاب-3 الصاروخ البالستي متوسط المدى الأساسي لإيران، وهو صاروخ يعمل بالوقود السائل ويستورد من كوريا الشمالية ويستند إلى صاروخ نودونج والطرازات المشتقة منه.

ولكن أنظمة الوقود السائل المضمنة في صواريخ شهاب تتطلب وقت إطلاق طويلا، حسبما لفت موقع إيران برايمر التابع لمعهد الولايات المتحدة للسلام في كانون الثاني/يناير 2021.

ويجب تزويد مثل هذه الأنظمة بالوقود في موقع إطلاق يحدد مسبقا لمدة تتراوح بين ساعتين و4 ساعات قبل الإطلاق، مما يجعلها عرضة للضربات الاستباقية التي قد ينفذها الأعداء.

وذكر معهد الولايات المتحدة للسلام أنه في حين أن طرازي شهاب-1 وشهاب-2 هما نظامان يمكن نقلهما برا، إلا أن تجارب الحرب أظهرت أن هذه الصواريخ "تعمل ضمن نطاق مائة كيلومتر أو أقل من قواعدها نظرا للحاجة إلى ضمان الأمن التشغيلي والدعم اللوجستي الأساسي".

وقد يكون تدمير وحدات النقل والنصب والقذف قبل إطلاق الصواريخ كارثيا لإيران، كما أن من شأنه تعقيد مخططات الهجوم الإيرانية.

فعالية معدومة

يُذكر أن فعالية الصواريخ البالستية الإيرانية قصيرة ومتوسطة المدى هي موضع شك حتى في حال نجحت عملية إطلاقها .

وأشار معهد الولايات المتحدة للسلام إلى أن "الفائدة العسكرية للصواريخ البالستية الإيرانية التي تعمل بالوقود السائل محدودة بسبب الدقة المتدنية، وبالتالي من المستبعد أن تكون هذه الصواريخ فعالة في حال زودت برؤوس حربية تقليدية أو كيميائية أو بيولوجية".

وأضاف أن "التدمير الناجح لأي هدف عسكري ثابت مثلا قد يتطلب على الأرجح من إيران استخدام نسبة كبيرة من مخزونها من الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل".

وتابع "في وجه الأهداف العسكرية الكبيرة كالمطارت أو الموانئ، قد تنفذ إيران هجمات عدائية تهدف إلى تعطيل العمليات أو إلحاق الضرر بمخازن الوقود".

ولكنه أشار إلى أن "الصواريخ لن تكون على الأرجح قادرة على تعطيل الأنشطة العسكرية الحساسة. ومن شأن عدد وحدات النقل والنصب والقذف المتوفرة والتأخير في إعادة شحنها بالصواريخ أن يحدا من تأثير حتى أي هجوم واسع النطاق".

ومع ذلك، ذكر المعهد أن طهران قد تستخدم صواريخها كسلاح سياسي أو نفسي لترهيب مدن عدوها والضغط على حكومته.

وأوضح أن "مثل هذه الهجمات قد تثير الرعب، ولكن من المرجح أن تكون حصيلة الضحايا متدنية بحيث لا تتعدى بضعة مئات، وذلك حتى في حال أطلقت إيران ترسانتها الصاروخية البالستية بالكامل ونجحت غالبية الصواريخ في اختراق الدفاعات الصاروخية."

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500