أمن

مجندو داعش يستغلون الفقراء واللاجئين في لبنان

نهاد طوباليان

المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي تعرض الأسلحة التي قالت وزارة الداخلية إنها ضبطت من تنظيم داعش خلال عملية استباقية، وذلك بمؤتمر صحافي عقد في بيروت يوم 23 شباط/فبراير. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي تعرض الأسلحة التي قالت وزارة الداخلية إنها ضبطت من تنظيم داعش خلال عملية استباقية، وذلك بمؤتمر صحافي عقد في بيروت يوم 23 شباط/فبراير. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

بيروت -- بعد إجهاض مخطط لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لمهاجمة أهداف في الضاحية الجنوبية لبيروت، حذر مسؤولون لبنانيون من أن التنظيمات الإرهابية تسعى لاستغلال أزمة البلاد لتجنيد الفئات الضعيفة من الشباب في صفوفها.

وقالت وزارة الداخلية إن الأجهزة الأمنية اللبنانية أحبطت يوم 23 شباط/ فبراير مخططا لداعش لتنفيذ ثلاثة تفجيرات انتحارية تستهدف مجمعات دينية شيعية بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وأوضح وزير الداخلية بسام مولوي أن "تنظيما إرهابيا جند بعض الشباب الفلسطينيين في لبنان لتنفيذ عمليات تفجيرية كبيرة باستخدام أحزمة ناسفة".

وأضافت الوزارة أنه "كان من المقرر ضرب ثلاثة أهداف منفصلة في الوقت نفسه"، في عملية قال عنها مولوي إنها كانت ستوقع الكثير من الضحايا.

وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي (وسط) يتحدث أثناء مؤتمر صحافي إلى جانب مدير قوى الأمن الداخلي عماد عثمان (يسار) ورئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي خالد حمود في بيروت، يوم 23 شباط/فبراير، للإعلان عن إجهاض هجمات لتنظيم داعش. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي (وسط) يتحدث أثناء مؤتمر صحافي إلى جانب مدير قوى الأمن الداخلي عماد عثمان (يسار) ورئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي خالد حمود في بيروت، يوم 23 شباط/فبراير، للإعلان عن إجهاض هجمات لتنظيم داعش. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

خريطة تظهر المواقع الثلاثة التي حددتها شبكة داعش لاستهدافها في الضاحية الجنوبية لبيروت في شباط/فبراير الفائت. [قوى الأمن الداخلي]

خريطة تظهر المواقع الثلاثة التي حددتها شبكة داعش لاستهدافها في الضاحية الجنوبية لبيروت في شباط/فبراير الفائت. [قوى الأمن الداخلي]

وأشار إلى أن هدف العملية كان الثأر لمقتل زعيم داعش أبو إبراهيم القرشي في عملية أميركية بسوريا الشهر الماضي.

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن قوى الأمن الداخلي اللبنانية قالت إن التعليمات الخاصة بمخطط التفجيرات جاءت من عميل لداعش يعيش في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة كان على اتصال بالمتطرفين في سوريا.

ونقلت هذه التعليمات إلى عميل سري جندته قوى الأمن الداخلي لاختراق شبكات داعش في لبنان.

وأشارت قوى الأمن الداخلي إلى أن التعليمات صدرت للعميل يوم 7 شباط/فبراير للتحضير لهجمات على مجمع ديني شيعي في حي الليلكي ومجمع الإمام الكاظم في حارة حريك ومركز الناصر الديني في الأوزاعي ببيروت.

وأضافت أنه أُعطي ثلاثة أحزمة ناسفة وأسلحة أخرى لتنفيذ الهجمات يوم 16 شباط/فبراير.

وحددت قوات الأمن منذ ذلك الحين هوية أربعة مسلحين مشتبه فيهم يقيمون في عين الحلوة، ويُعتقد أنهم متورطون في المخطط.

وقال مولوي إن اثنين من المشتبه فيهم كانا قد أوقفا، لكنه لم يحدد ما إذا كانا من ضمن الأربعة الذين حددت هويتهم في عين الحلوة أم لا.

استغلال الفقراء

وأشاد وزير الداخلية السابق مروان شربل بقوى الأمن الداخلي على عملياتها الاستباقية لضبط الأمن، والتي قال إنها جنبت لبنان تداعيات العمليات الإرهابية في السنوات الماضية.

وقال إن مخطط داعش تزامن مع انكشاف الساحة اللبنانية أمنيا بسبب تداعيات الانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي.

وحذر شربل من أن "ازدياد الفقر والعوز الناتج عن ذلك يمكن أن يدفع الشباب المعدم للانضمام إلى مثل هذه الشبكات".

وذكر أنه على الرغم من أن تنظيم داعش ليس له وجودا راسخا في لبنان، إلا أن لبنان ما يزال ساحة مفتوحة لاستغلاله من قبل التنظيمات الإرهابية، "لأنه تصدع جراء الخلافات السياسية الداخلية والخلافات مع الخليج العربي".

وحذر أيضا من أن الانتخابات النيابية التي ستجري في 15 أيار/مايو المقبل والانتخابات الرئاسية يمكن أن تصبح هدفا لمن يسعون لتنفيذ أعمال تخريبية. هذا ومن المقرر أن تنتهي ولاية الرئيس ميشال عون في تشرين الأول/أكتوبر 2022.

وتابع "كلما اقتربنا من هاتين المحطتين، ارتفع منسوب الخطر"، مؤكدا في الوقت عينه تصاعد التوترات بين مؤيدي حزب الله ومعارضيه.

بدوره، قال وزير العدل السابق أشرف ريفي إن "المنطقة تمر بمرحلة دقيقة وصعبة لها انعكاسها على لبنان، ما يتطلب تنبها ووعيا من اللبنانيين".

وأضاف أن "التنظيمات الإرهابية تسعى لتجنيد الشباب بمن فيهم الفلسطينيون، مستغلة وجعهم وفقرهم".

وأكد أن "الجوع والفقر والحرمان والقهر ووجود دويلة داخل الدولة، كلها عوامل تؤدي إلى توترات أمنية وتخلق أزمات في البلاد"، في إشارة إلى دويلة حزب الله الموازية.

ثغرات أمنية

وكانت تقارير لبنانية قد أشارت في الأشهر الأخيرة إلى اختفاء عشرات الشباب في طرابلس وظهورهم لاحقا في العراق.

ويعتقد الكثيرون أنهم انضموا إلى صفوف تنظيم داعش.

وقال الكاتب الأمني يوسف دياب إن عودة تحرك المنظمات الإرهابية في لبنان كانت متوقعة، وذلك بسبب انكشاف لبنان أمنيا نتيجة للانهيار الاقتصادي والمالي.

ولفت إلى أن المنظمات الإرهابية تجد أن ظروف لبنان مؤاتية لتجنيد الشباب الغارق في الفقر.

ورأى أن "من يستطيع تجنيد شباب طرابلس للقتال مع داعش بسوريا والعراق، قادر بدفع الأموال على تجنيد شبكات إرهابية [لمهاجمة حزب الله]".

وأشار إلى أنه طالما الأمور في لبنان على ما عليها وبنية الدولة ضعيفة، ستستمر هذه الشبكات الإرهابية في اكتساب القوة.

وأوضح أن العمليات الأمنية الاستباقية تستطيع أن تكبح الانفلات الأمني ونشاط الشبكات الإرهابية، داعيا إلى تعزيز القدرات اللوجستية والتقنية لقوات الأمن كي تستطيع الصمود في مواجهة التنظيمات الإرهابية.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500