قادة العالم يتعهدون بمحاسبة بوتين على "حربه المتعمدة" ضد أوكرانيا

واشنطن - دان قادة العالم يوم الخميس، 24 شباط/فبراير، بشكل فوري الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، وتعهدوا بمعاقبة موسكو سياسيا واقتصاديا على الحرب العدوانية غير المشروعة التي تشنها.

وغزت القوات الروسية أوكرانيا على جبهات مختلفة يوم الخميس، لتبدأ أكبر حرب في أوروبا منذ عام 1945.

وفي بيان صدر بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه سيعلن قريبا عن "العواقب" التي ستلحق بروسيا.

وذكر بايدن أن "صلوات العالم بأسره مع شعب أوكرانيا الليلة وهو يتعرض لهجوم غير مبرر وغير عادل من قبل القوات العسكرية الروسية".

وأضاف "لقد اختار بوتين شن حرب متعمدة ستؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح وإلى معاناة بشرية. إن روسيا وحدها المسؤولة عن الموت والدمار الذي سينجم عن هذا الهجوم".

وأعلن أن "العالم سيحاسب روسيا".

وبعد وقت قصير من سماع دوي الانفجارات في مناطق متعددة من أوكرانيا، تحدث بايدن أيضا عبر الهاتف مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال بايدن في بيان عقب المكالمة "سنواصل تقديم الدعم والمساعدة لأوكرانيا وللشعب الأوكراني".

ومن جانبه، قال زيلينسكي في إحاطة صحافية عبر الإنترنت، "لقد هاجمت روسيا أوكرانيا بطريقة جبانة وانتحارية، كما فعلت ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية".

وعقد قادة مجموعة السبع أي بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، اجتماعا افتراضيا مغلقا يوم الخميس لمناقشة العقوبات التي سيفرضونها على روسيا على خلفية "عملها العدواني الذي لا داعي له ضد أوكرانيا والسلم والأمن العالميين"، بحسب ما جاء في البيان الصادر عن بايدن.

وقالت وزارة الخارجية إن وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين تحدثا أيضا مع أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ لإدانة "الهجوم غير المبرر وغير العادل على أوكرانيا".

وقال دبلوماسيون لوكالة الصحافة الفرنسية إن حلف الناتو سيعقد قمة افتراضية يوم الجمعة لمناقشة الغزو الروسي، مع إعلان الحلف عقب اجتماع طارئ عن اتخاذ "خطوات إضافية" لحماية الدول الأعضاء.

إدانة ’مجرمي الحرب‘

وبعد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نداء مباشرا وشخصيا إلى بوتين طالبه فيه "باسم الإنسانية" بوقف الهجوم.

وقال "باسم الإنسانية، لا تسمح بأن تبدأ في أوروبا ما يمكن أن تكون أسوأ حرب منذ بداية القرن".

وتابع "يجب أن يتوقف الصراع فورا".

وقال ستولتنبرغ إن روسيا "اختارت طريق العدوان على دولة مستقلة وذات سيادة"، واصفا الغزو بأنه "انتهاك خطير للقانون الدولي".

وخلال الاجتماع الطارئ والمشحون الذي عقد يوم الأربعاء، طالب السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة سيرجي كيسليتسيا سفير روسيا بالتخلي عن مهامه كرئيس للمجلس.

وقال كيسليتسيا والحزن باديا عليه "لا يوجد مطهر لمجرمي الحرب. فهم يذهبون مباشرة إلى الجحيم حضرة السفير".

وكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على تويتر أن "الرئيس بوتين اختار طريق إراقة الدماء والدمار بشن هذا الهجوم غير المبرر على أوكرانيا. سيكون رد المملكة المتحدة وحلفائها حاسما".

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في بيان إن "هذه الأفعال المتهورة والخطيرة لن تمر دون عقاب".

’أرواح لا حصر لها ستزهق‘

ومن جانبه، قال مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن روسيا واجهت "عزلة غير مسبوقة" وستتعرض "لأقسى العقوبات" من قبل الاتحاد الأوروبي في تاريخه.

وتابع أن "هذه ليست مسألة تكتلات وليست مسألة استعراض قوة دبلوماسية. إنها مسألة حياة أو موت وتتعلق بمستقبل مجتمعنا العالمي".

كذلك، غرد كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل على تويتر وقالا "في هذه الساعات الحالكة، تتجه أفكارنا إلى أوكرانيا وإلى نسائها ورجالها وأطفالها الأبرياء وهم يواجهون هذا الهجوم غير المبرر وينتابهم الخوف على حياتهم". وأضافا "سنحاسب الكرملين".

وبدوره، حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، قائلا إنه سيكون للغزو الروسي لأوكرانيا عواقب إنسانية "مدمرة"، وطالب الدول المجاورة بإبقاء حدودها مفتوحة أمام الفارين من العنف.

وقال في بيان إن "العواقب الإنسانية على السكان المدنيين ستكون مدمرة. لا منتصر في الحرب، لكن أرواح لا حصر لها ستزهق".

العالم ’لن ينسى‘

واستنكر قادة من جميع أنحاء العالم الغزو الروسي.

وانتقد المستشار الألماني أولاف شولتز بشدة "تصرف بوتين الشائن" وتحدث إلى زيلينسكي للتعبير عن "تضامن بلاده الكامل" مع أوكرانيا.

وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك من أن العالم "لن ينسى يوم العار هذا".

وقال وزير الاقتصاد والمناخ الألماني روبرت هابيك "ستكون لهذا الهجوم عواقب سياسية واقتصادية وخيمة على روسيا".

وغرد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر قائلا "على روسيا أن توقف فورا عملياتها العسكرية".

وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي، إن "الغزو الروسي الأخير يهز أسس النظام الدولي الذي لا يسمح بمحاولات أحادية الجانب لتغيير الوضع القائم".

ومن جهته، أكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في بداية اجتماع طارئ مع الطاقم العسكري ومسؤولي الطاقة، أن "اليونان تدين بشكل قاطع أعمال الهرطقة".

أما رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، فطالب بوتين بـ"وضع حد فوري لإراقة الدماء وسحب قواته العسكرية دون قيد أو شرط".

وقال "حان الوقت" لفرض "حزمة صارمة جدا من العقوبات ضد روسيا".

وقالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وروسيا عضو فيها، إن "الهجوم على أوكرانيا يعرض حياة ملايين الأشخاص لخطر جسيم وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي والتزامات روسيا".