إعلام

موجة غضب تسود اليمن مع إغلاق الحوثيين 6 إذاعات في صنعاء

نبيل عبد الله التميمي ووكالة الصحافة الفرنسية

مهندس صوت يمني يعمل في استديو إذاعة سمارة أف.أم بصنعاء في 13 شباط/فبراير 2021، محتفلا باليوم العالمي للإذاعة. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

مهندس صوت يمني يعمل في استديو إذاعة سمارة أف.أم بصنعاء في 13 شباط/فبراير 2021، محتفلا باليوم العالمي للإذاعة. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن -- يطالب الصحافيون والمجموعات الإعلامية في اليمن الحوثيين بالتوقف عن انتهاك الحريات الإعلامية وإعادة معدات البث التي قاموا بمصادرتها من 6 محطات إذاعية داهموها الأسبوع الماضي.

وأغلق الحوثيون 6 محطات إذاعية في صنعاء بعد أن رفضت هذه الأخيرة بحسب المعلومات بث الحملة الدعائية الحربية للجماعة بما في ذلك أناشيد موالية للحوثيين، أو لأنها بثت موسيقى تعتبرها الجماعة انتهاكا للإسلام.

ووصف الإعلاميون اليمنيون المداهمة بأنها فعل غير قانوني وتعسفي.

وبحسب نقابة الصحافيين اليمنيين، أقفل الحوثيون إذاعة صوت اليمن.

مهندس صوت يمني يعمل في استديو إذاعة سمارة أف.أم بصنعاء في 13 شباط/فبراير 2021 في اليوم العالمي للإذاعة. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

مهندس صوت يمني يعمل في استديو إذاعة سمارة أف.أم بصنعاء في 13 شباط/فبراير 2021 في اليوم العالمي للإذاعة. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

محادثة بين مقدمي برنامج حواري يمني في استديو إذاعة سمارة أف.أم بصنعاء في 13 شباط/فبراير 2021. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

محادثة بين مقدمي برنامج حواري يمني في استديو إذاعة سمارة أف.أم بصنعاء في 13 شباط/فبراير 2021. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

وقالت النقابة إن "القوات الأمنية التابعة للسلطة الفعلية في صنعاء اقتحمت مقر المحطة يوم الثلاثاء وأقفلته"، مضيفة أنه تم إغلاقها بصورة "غير قانونية" بحجة أنها بحاجة إلى بعض التراخيص.

وتم إغلاق 5 محطات إذاعية أخرى في صنعاء أثناء عملية الاقتحام التي نفذها الحوثيون، وهي العلا وألوان والقرآن ودلتا وغراند أف.أم.

واستنكرت نقابة الصحافيين "التدابير التعسفية التي تقيد حرية التعبير، مطالبة باستئناف البث الإذاعي على الفور".

الضغط على أصحاب المحطات

وفي هذا السياق، قال مجلي الصمدي مدير إذاعة صوت اليمن للمشارق إن 12 مسلحا اقتحموا أستوديوهات صوت اليمن "دون مسوغ قانوني... ودون سابق إنذار".

وعبّر الصمدي عن أسفه لما حدث، واصفا "الصدمة" التي شعر بها عندما تلقى خبر ما قامت به الجماعة.

وقال إن عناصرها قاموا "برش الطلاء على كاميرات المراقبة من أجل عدم توثيق تصرفات الجماعة رغم أن الكاميرات رصدت وصولهم ودخولهم للإذاعة".

وأوضح أن "الإذاعات المحلية ملتزمة ببث برامج أسبوعية خاصة بالجماعة ومشروعها مجانا كأحد اشتراطاتها للموافقة على عمل الإذاعة".

وأشار إلى أنه رغم هذه التنازلات، استمر الحوثيون باستهداف المحطات المحلية، مضيفا أن هذا الوضع قد جعله يريد أن يغادر اليمن.

وأكد الصمدي أن وزارة الإعلام الخاضعة للحوثيين في صنعاء تطالب المحطة بدفع مبلغ مالي كبيرة من أجل تجديد ترخيص عمل الإذاعة.

وبحسب مسؤول في محطة إذاعية محلية، يضغط الحوثيون على أصحاب المحطات من أجل "دفع ما بين مليون ومليوني ريال يمني (أي بين 4 و8 آلاف دولار) سنويا لتجديد تراخيص عملهم".

وتابع في حديث للمشارق طالبا عدم الكشف عن هويته، إن الجماعة تلزم أصحاب المحطات "بإيداع مبلغ مليوني ريال (8 آلاف دولار) في حساب بنكي كضمان مالي".

ولفت إلى أن أي انتهاك لهذه الأوامر يعني توقف البث وخسائر مالية كبيرة للمحطات الإذاعية.

يُذكر أن الحوثيين فرضوا تفسيرهم الصارم للإسلام في مناطق سيطرتهم باليمن أي في معظم مناطق الشمال، ويشمل ذلك قواعد صارمة مرتبطة بالملبس والفصل بين الجنسين والترفيه، بما في ذلك حظر لمعظم أشكال الموسيقى.

وأكد المسؤول أن عددا من مسؤولي الجماعة ينتقدون الإذاعات لبثها أغان، ذاكرين أن يجب الالتزام فقط ببث الزوامل وهي قصائد قصيرة أو أناشيد تستخدم من قبل الحوثيين كطريقة دعائية.

وقال "على المحطات الإذاعية الالتزام فقط ببث الزوامل التابعة للجماعة، خصوصا على الإذاعات في محافظتي إب وعمار الخاضعة لسيطرة الجماعة".

إغلاق وسجن وملاحقة

وأدان مرصد الحريات الإعلامية أفعال جماعة الحوثي في بيان نشر في 26 كانون الثاني/يناير، مطالبا إياها بالتوقف عن انتهاكات الحريات الإعلامية وإعادة أجهزة البث الإذاعي إلى المحطات.

وقال فؤاد قاسم رئيس تحرير صحيفة يمن اتحادي الإلكترونية إن مصادرة أجهزة البث الإذاعي هي "عمل مستنكر ويدل على ضيق أفق سلطة الأمر الواقع" في صنعاء.

وتابع أن جماعة الحوثي لا تقبل "بأي رأي مخالف لها حيث أنها لا تسمح بأي صوت حر".

وأشار قاسم إلى أنها "تلزم كل وسائل الإعلام في مكان سيطرتها ببث ما يخدم مصالحها"، وإذا لم يحصل ذلك "فالنتيجة الإغلاق والحبس والتعسف".

من جانبه، قال الصحافي خالد أحمد إنه "لهذا السبب أغلقت معظم الصحف والإذاعات ومكاتب القنوات التي تخالف الحوثيين في الرأي".

وأشار إلى أن اقتحام الإذاعات الست يأتي "ضمن عمليات التضييق التي تمارسها ميليشيا الحوثي على الحريات الإعلامية منذ أن انقلبت على مؤسسات الدولة في 2014".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500