حقوق الإنسان

محادثات السلام مفتاح إنهاء البؤس الشديد في اليمن

نبيل عبد الله التميمي

علي يحيى هيبة وأولاده الذين هربوا من القتال بين الحوثيين والقوات اليمنية يظهرون في هذه الصورة يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر في مخيم السمية شرقي مدينة مأرب وهي المعقل الأخير المتبقي للحكومة في شمالي اليمن. [وكالة الصحافة الفرنسية]

علي يحيى هيبة وأولاده الذين هربوا من القتال بين الحوثيين والقوات اليمنية يظهرون في هذه الصورة يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر في مخيم السمية شرقي مدينة مأرب وهي المعقل الأخير المتبقي للحكومة في شمالي اليمن. [وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن -- مع توقع وصول حصيلة الوفيات جراء الحرب اليمنية الدائرة منذ 7 سنوات إلى رقم مفزع يبلغ 377 ألف قتيل مع نهاية العام 2021، يشير كثيرون إلى ضرورة إجراء محادثات سلام بصورة عاجلة.

وأكد مسؤولون وخبراء في اليمن في حديث للمشارق أن المفاوضات هي الحل الوحيد لوقف مسلسل سفك الدماء، قائلين إن الخسائر البشرية والاقتصادية قد فاقت كل التوقعات والتقديرات.

وقدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصول حصيلة القتلى جراء الحرب في اليمن إلى 377 ألف قتيل مع نهاية العام الجاري.

ففي تقرير صدر في 23 تشرين الثاني/نوفمبر، ذكر أن نحو 60 في المائة من الوفيات حصلت جراء التأثير غير المباشر للحرب، ويشمل ذلك الجوع والمرض ونقص المياه الآمنة للشرب.

الطفلة اليمنية أحمدية عبده البالغة من العمر 10 سنوات، والتي يبلغ وزنها 10 كيلوغرامات بسبب سوء تغذية حاد، تجلس على سريرها في مخيم للنازحين بمحافظة حجة في 23 كانون الثاني/يناير. [عيسى أحمد/وكالة الصحافة الفرنسية]

الطفلة اليمنية أحمدية عبده البالغة من العمر 10 سنوات، والتي يبلغ وزنها 10 كيلوغرامات بسبب سوء تغذية حاد، تجلس على سريرها في مخيم للنازحين بمحافظة حجة في 23 كانون الثاني/يناير. [عيسى أحمد/وكالة الصحافة الفرنسية]

وتابع أنه مع نهاية العام 2021، سيكون القتال قد أدى إلى مقتل أكثر من 150 ألف شخص.

وغرق اليمن بالحرب منذ تنفيذ الحوثيين المدعومين من إيران انقلابا في صنعاء عام 2014، مما دفع التحالف العربي بقيادة السعودية إلى التدخل دعما للحكومة الشرعية في الربيع التالي.

وأكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الحرب كانت لها "آثار كارثية على تنمية الأمة"، ويواجه اليمن اليوم ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ كارثة إنسانية في العالم.

أطفال يموتون من الجوع

وأشار البرنامج إلى أن معظم من قتلوا بسبب الآثار غير المباشرة للحرب هم أطفال صغار، وهي شريحة من السكان عرضة بشكل خاص لنقص وسوء التغذية.

وأضاف أنه "في عام 2021، يموت طفل يمني دون سن الخامسة كل 9 دقائق بسبب الصراع".

وخلال فعالية رفيعة المستوى نظمت على هامش الجمعية العام الـ 76 في أيلول/سبتمبر، رسمت مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) هنريتا فور صورة قاتمة للطفولة في اليمن.

وقالت إن هناك 1.7 مليون شاب نازح و11.3 مليون مراهق يعتمدون على المساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة و2.3 مليون طفل دون سن الخامسة "يعانون من سوء تغذية حاد"، ومن بينهم نحو 400 ألف هم "عرضة لخطر الموت الوشيك".

وأضافت أن "كل يوم، يقضي العنف والدمار على حياة الأطفال وعائلاتهم".

وتابعت "أن تكون طفلا في اليمن، يعني أنك على الأرجح قد واجهت أو شهدت عنفًا مروعًا لا يجب لأي طفل أن يواجهه. ببساطة، يعد اليمن من أصعب البقاع في العالم التي يمكن أن يعيش فيه أي طفل".

وفي الكلمة التي ألقاها في الفعالية نفسها، قال مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي إن الحصص الغذائية ضرورية لـ 12.9 مليون شخص، بينما يحتاج 3.3 ملايين طفل وامرأة لغذاء خاص إلى جانب 1.6 مليون تلميذ مدرسة.

وتابع "ننظر فعلا إلى 16 مليون شخص يتجهون نحو المجاعة".

الحرب ʼأكلت الأخضر واليابسʻ

وبدوره، قال نبيل عبدالحفيظ وكيل وزارة الشئون القانونية وحقوق الإنسان للمشارق إن "الحرب في اليمن أكلت الأخضر واليابس".

وأشار إلى حصيلة القتلى المتوقعة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، قائلا إن "هذا الرقم مخيف" ومضيفا أنه لا يستبعد أن تفوق الحصيلة الفعلية هذا التقدير، لا سيما نتيجة المعارك العنيفة الدائرة في مأرب.

وأشار عبد الحفيظ إلى أن ثلثي هذا الرقم هم ضحايا الحرب بشكل غير مباشر، مما يعني أنهم من المدنيين غير عسكريين وقتلوا بسبب ظروف كالفقر والجوع والمرض.

وتابع أن هناك مناشدات لتأمين الغذاء والمساعدات الإغاثية لدعم من نزحوا من محافظة مأرب، لا سيما مع اقتراب موسم الشتاء، علما أنه من دون تلك المساعدات من المرجح أن تزداد الحصيلة.

وقال البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة إن خسائر اليمن الاقتصادية جراء الحرب بلغت حوالي 126 مليار دولار، وإن الصراع المسلح جعل اليمن من أفقر البلدان بالعالم.

ومن جهته، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت إن الخسائر التي ذكرها تقرير البرنامج الإنمائي هي خسائر في الناتج المحلي ولا تشمل الخسائر التي أصابت البنية التحتية التي تضررت بسبب المعارك.

وأضاف أن توقف إنتاج اليمن من النفط والغاز وتوقف الإنتاج المحلي بشكل كبير واختلال النظام المالي، تسببت في خسارة العملة الوطنية أكثر من 60 بالمائة من قيمتها.

وأكد ثابت أن كل هذه الظروف مجتمعة أدت إلى تدهور مستوى المعيشة، حيث أصبحت معدلات الفقر والبطالة في مستويات قياسية تنذر بـ "كارثة".

وأكد عبد الحفيظ أن الخطوات الأولى لوضع حد لخسائر اليمن المتفاقمة يجب أن تشمل وقفا لإطلاق النار والتوجه لطاولة المفاوضات باستعداد كامل.

وفي هذه السياق، لفت وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي إلى أنه "للأسف لا سبيل لإيقاف الكارثة إلا بحسم الحرب وعودة مؤسسات الدولة والعمل على إعادة الإعمار".

هل أعجبك هذا المقال؟

2 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

المواطن يرين انخفض العمله قيره ميريد

الرد

لااله الاالله. محمد رصول الله

الرد