ذكر ناشطون محليون أن الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني تقوم بحفر الأنفاق والغرف المحصنة في منطقة الصحراء الشرقية (البادية) بين تدمر والسخنة في سوريا.
ويستخدم المسلحون هذه الشبكة الموجودة تحت الأرض للاختباء وتجنب الغارات الجوية وحماية الصواريخ والذخائر المخزنة.
وقال الناشط الإعلامي عمار صالح إن الهدف الأساسي من الأنفاق هو "تأمين حرية الانتقال والتنقل في المنطقة بعيدا عن المراقبة الجوية".
وتابع أن شبكة الأنفاق تسمح لعناصر الميليشيات "بالاختباء تحت الأرض لدى التعرض للغارات الجوية أو عمليات القصف التي تطال هذه الميليشيات بين وقت وآخر".
وأضاف أن المنطقة الصحراوية الممتدة بين تدمر والسخنة التي تقع على بعد نحو 70 كيلومترا إلى الشرق "هي من أكثر المناطق صعوبة وخطرا بالنسبة للانتشار العسكري بسبب الطبيعة الصحراوية".
ولفت إلى أن المساحات المفتوحة والشاسعة فيها تجعل "من أي تواجد هدفا محتملا بأي وقت"، وهو خطر دفع بالميليشيات إلى حفر شبكة أنفاق خاصة بها.
انتكاسات تواجهها الميليشيات
وقد واجهت الميليشيات التابعة لإيران غارات جوية عقابية خلال الأشهر الماضية، ولا سيما في المنطقة الحدودية المشتركة مع العراق في محافظة دير الزور، حيث تحاول تعزيز تواجدها.
وقال ناشطون إن ذلك أجبرها على إعادة الانتشار في المناطق النائية.
وقدلجأت بعض الميليشيات إلى المواقع الأثرية، فحولتها إلى مواقع عسكرية وحصنتها بالحواجز والآليات المدرعة، كون هذه المواقع محمية بموجب القانون الدولي ولا يمكن استهدافها بالغارات الجوية.
وإضافة إلى شبكة الأنفاق التي حفروها، استخدم المسلحون أقبية القلاع التاريخية كالصالحية والراهبة في دير الزور، لإخفاء وتخزين الأسلحة والصواريخ.
وفي هذه الأثناء، كانت رواتب الميليشيات تنخفض في ظل مواجهة إيران أزمة اقتصادية،ما دفع العديد من المقاتلين المرتزقة إلى ترك ساحة القتال في سوريا.
وبحسب الشيخ محمد عزام السخني من لجنة بادية حمص السياسية، هناك مؤشرات متزايدة على تفكك الميليشيات.
وأوضح أن "العلاقات بين تلك الجماعات المسلحة تسوء أكثر فأكثر، وهناك صراعات بين قياداتها".
وتابع أن الميليشيات قد استهدفت بعضها بعضا في تصفيات متبادلة لا سيما في الصحراء الشرقية والسخنة وتدمر ومهين، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى نزاع حول مصادر الإيرادات.
تغيير طرق استخدام أنفاق داعش
وفي هذا السياق، قال الناشط جميل العبد وهو من دير الزور، إن الميليشيات التابعة لإيران ومن بينها حركة النجباء ولواء فاطميون المؤلف من مرتزقة أفغان، قد بدأت بأعمال حفر الأنفاق في الصحراء الشرقية منذ أكثر من عامين.
وأوضح أنها "بدأت بإقامة غرف محصنة بالخراسنة الإسمنتية تحت الأرض للاختباء أثناء الغارات الجوية، ثم بدأت المرحلة الثانية والتي تقضي بربط العديد من المناطق ببعضها عن طريق شبكة أنفاق معقدة جدا".
وقال إن الميليشيات غيرت طريقة استخدام بعض الأنفاق التي تركها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) خلفه قبل فرار مقاتلي التنظيم من المنطقة.
وذكر "قامت الميليشيات بأعمال توسعة وتطوير عبر تمتين الأنفاق بالحديد والإسمنت، بالإضافة إلى زيادة عمقها إلى حدود الـ 3 أمتار على أقل تقدير وتزويد كل منطقة بغرف محصنة لتخزين الصواريخ".
يُذكر أن الميليشيات تستخدم الأهالي المحليين كعمال مياومين، فتقوم بنقلهم إلى المواقع ليلا في شاحنات مغلقة حتى لا تكشف أماكن الحفر وتمنعهم من حمل الهواتف الخلوية أو أي نوع من الأجهزة الإلكترونية.
وقال العبد إنها استعانت بمعدات حفر خاصة وبشركات بناء محلية لتنفيذ الأعمال.
ولفت إلى أن "حالة الضيق الاقتصادي وعدم وجود فرص عمل والخوف من ردة فعل الميليشيات عند رفض العمل معها هما الدافعان اللذان يجبران العمال على العمل في هذه الأنفاق".