إرهاب

المواقع الأثرية في سوريا معرضة للخطر بسبب استخدامها كمخازن سلاح من قبل الميليشيات

فارس العمران

أنقاض مدينة تدمر السورية التي يعود تاريخها للحقبة الرومانية، في 7 شباط/فبراير. [لؤي بشارة/وكالة الصحافة الفرنسية]

أنقاض مدينة تدمر السورية التي يعود تاريخها للحقبة الرومانية، في 7 شباط/فبراير. [لؤي بشارة/وكالة الصحافة الفرنسية]

قال مسؤولون محليون إن الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا تعرّض المواقع الأثرية المحلية للخطر عبر استخدامها كمستودعات لتخزين الأسلحة والصواريخ التي قامت بتهريبها إلى البلد عن طريق البر أو الجو.

وأضافوا أن أقبية القلاع القديمة تحولت إلى مستودعات لحماية الأسلحة من الغارات الجوية، ما يعد خرقا للاتفاقية الدولية المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة الحرب.

وقال محمد عزام السخني عضو الهيئة السياسية لبادية حمص إن الميليشيات المدعومة من إيران بدأت تخزن الأسلحة والصواريخ التي أحضرتها من العراق في عدة أماكن أثرية في البادية السورية الشرقية.

وأضاف أن الكثير من هذه المواقع قد تحول إلى مستودعات أسلحة ضخمة.

صورة تظهر غرافيتي لكتائب الإمام علي على حائط في مدينة تدمر في كانون الأول/ديسمبر 2019. وقد سيطرت الميليشيات الموالية لإيران بما فيها كتائب الإمام علي، على المباني الحكومية والمنازل في المدينة بعد أن هجرها أهلها للفرار من مضايقات تلك الميليشيات وتهديداتها. [SY24]

صورة تظهر غرافيتي لكتائب الإمام علي على حائط في مدينة تدمر في كانون الأول/ديسمبر 2019. وقد سيطرت الميليشيات الموالية لإيران بما فيها كتائب الإمام علي، على المباني الحكومية والمنازل في المدينة بعد أن هجرها أهلها للفرار من مضايقات تلك الميليشيات وتهديداتها. [SY24]

صورة التقطت في حزيران/يونيو 2017 يظهر فيها قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والذي قتل عام 2019، وإلى جانبه عضو بإحدى الجماعات الوكيلة في مدينة تدمر الأثرية. [صورة تم تداولها على الإنترنت]

صورة التقطت في حزيران/يونيو 2017 يظهر فيها قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والذي قتل عام 2019، وإلى جانبه عضو بإحدى الجماعات الوكيلة في مدينة تدمر الأثرية. [صورة تم تداولها على الإنترنت]

وتابع أنه توجد مستودعات أسلحة بالقرب من قلعة الرحبة ومنطقة مزار عين علي، وكلاهما على مقربة من الميادين بمحافظة دير الزور.

وذكر أنه يتم أيضا تخزين الأسلحة في موقع الكنيسة البيزنطية رصافة هشام بن عبد الملك غربي مدينة الرقة، وكذلك قرب المواقع الأثرية في التلال المطلة على مدينة دير الزور.

وأوضح أن معبد بل في مدينة تدمر الأثرية بمحافظة حمص قد تحول إلى مستودع للأسلحة والصواريخ الإيرانية.

الميليشيات تؤمن مساحة لعناصرها

وبالتزامن مع ذلك، تقوم الميليشيات بترحيل السكان من البلدات القريبة لاستقدام مقاتليها وأسرهم.

وتقول المصادر المحلية إن 28 ألف مواطن من أصل 30 ألف قد فروا من بلداتهم المحيطة بمدينة تدمر بسبب مضايقات وتهديدات الميليشيات.

وأشار إلى أن قرابة 4000 عنصر من الميليشيات ينتشرون في تدمر وأطرافها، مضيفا أنهم استولوا على عقارات المواطنين النازحين، أو أجبروهم على بيعها بأسعار منخفضة وشغلوها مع عائلاتهم.

ونوه إلى أن بلدة السخنة التي تبعد 70 كيلومترا إلى الشرق من تدمر، قد أخليت تقريبا من سكانها، ويجري حاليا تفريغ البيوت القليلة المتبقية من أصحابها.

وأضاف أن كل الميليشيات المنتشرة في سوريا تحت أمرة الحرس الثوري بما فيها الفصائل العراقية واللبنانية، ضالعة في تهريب السلاح والصواريخ الإيرانية من العراق.

وأوضح أنه بعد تهريب تلك الذخائر عبر الحدود، يتم تخزينها بالمواقع الأثرية السورية أو قربها بمساعدة قوات النظام السوري.

ووفق السخني، فإن الطريق الممتد من الحدود مع العراق باتجاه البادية السورية الشرقية يخضع لسيطرة الميليشيات ويعتبر ممرا رئيسيا لنقل الأسلحة المهربة باتجاه المواقع الأثرية.

الاختباء في المواقع التاريخية

وتابع السخني أن الميليشيات المنتشرة في شرق سوريا، ومن بينها كتائب حزب الله وحزب الله اللبناني ولواء فاطميون ولواء زينبيون وعصائب أهل الحق وكتائب الإمام علي، واجهت ضربات جوية موجعة خلال الأشهر الماضية.

وأكد أن هذا دفعها لإعادة الانتشار والاحتماء بالمناطق الأثرية.

من جانبه، قال المعارض السوري المقيم في محافظة دير الزور أحمد عمر بديري إن الميليشيات تعتبر تلك المواقع ملاذا آمنا كونها محمية بموجب القانون الدولي ومن غير الممكن استهدافها بالغارات الجوية.

وأوضح أن الميليشيات قد تحصنت في هذه المناطق، وحولتها إلى مواقع عسكرية كما حاصرتها بالحواجز والمركبات المدرعة.

وذكر بديري أن الميليشيات تستخدم الأقبية والكنائس التاريخية هناك مثل الصالحية والرحب في دير الزور، لتخزين وإخفاء السلاح والصواريخ.

وأكد أن "إيران وميليشياتها تهدد الإرث التاريخي لسوريا وتنتهك كل المعايير واللوائح التي تجرم استخدام المباني ومناطق الآثار كمقرات عسكرية ومواقع لتخزين الأسلحة".

عمليات نهب واسعة

وأكد بديري أنه بالإضافة إلى مخالفة القوانين الوطنية والدولية باستخدام المواقع الأثرية للأغراض العسكرية، فإن الميليشيات تقوم أيضا بأعمال نبش وحفر واسعة وغير مصرح بها في تلك المواقع.

وأوضح أنها تأمل في استخراج قطع الآثار وبيعها، إذ تشكل عمليات تهريب وبيع الآثار المسروقة أحد أكبر مصادر عائدات هذه الجماعات.

هذا ويواصل وكلاء الحرس الثوري الإيراني تهريب السلاح من العراق لسوريا عبر طرق سرية.

وقال بديري إن ذراع الحرس الثوري الخارجي أي فيلق القدس والميليشيات المرتبطة به تهرب الأسلحة جوا على متن طائرات مدنية إيرانية تهبط في مطارات عسكرية سورية، وأيضا عبر معابر حدودية غير رسمية بين سوريا والعراق.

وذكر أنه يجري تفريغ حمولات الشحنات الجوية في مطارات السين والضمير والمزة وغيرها، على شاحنات مموهة بإشارات وعلامات لمنظمات إنسانية من أجل تجنب استهدافها، ومن ثم تنقل إلى المستودعات.

وأوضح أنه يتم تهريب الأسلحة إلى سوريا عبر المعابر الحدودية فجرا بشاحنات الخضار أو بناقلات وقود، مشيرا إلى أن هذه العمليات تتواصل رغم الهجمات الجوية التي تتعرض لها الميليشيات.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500