اللاجئين

الأمم المتحدة: فرار الآلاف من المعارك في جنوب سوريا

المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

حافلات نقل صغيرة محلية تمر أمام مبان مدمرة في حي تسيطر عليه قوات المعارضة في مدينة درعا بجنوب سوريا في هذه الصورة التي التقطت في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2018. [محمد أبازيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

حافلات نقل صغيرة محلية تمر أمام مبان مدمرة في حي تسيطر عليه قوات المعارضة في مدينة درعا بجنوب سوريا في هذه الصورة التي التقطت في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2018. [محمد أبازيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

طالبت الأمم المتحدة يوم الخميس، 5 آب/أغسطس إلى وقف لإطلاق النيران في محافظة درعا بجنوب سوريا حيث تقول إن المعارك الأخيرة أجبرت 18 ألف شخص على الفرار.

وقد أسفر القتال الذي اندلع الشهر الماضي بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة عن مقتل 28 شخصا على الأقل في درعا، وهي نقطة اشتعال تعتبر مهد الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد الوحشي.

وقد هدأت هذه الاشتباكات التي قتل فيها 8 مدنيين على الأقل ومنهم أطفال، خلال الأسبوع الماضي، لكنها كانت الأعنف منذ استعادة النظام السوري السيطرة على المنطقة في عام 2018.

وتركزت معظم أعمال العنف في درعا البلد، وهي ناحية بجنوب عاصمة محافظة درعا ومعقل سابق للمعارضة لا يزال يضم مقاتلي المعارضة السابقين.

وقال مكتب مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليه إن "التصعيد في الأعمال العدائية قد أجبر 18 ألف مدني على الأقل على الفرار من درعا البلد منذ 28 تموز/يوليو".

وأضافت باشيليه في بيان "يلزم أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النيران للتخفيف من معاناة المدنيين في درعا".

بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هناك محادثات جارية لوقف إطلاق النيران بوساطة روسية بين قوات النظام وممثلي مقاتلي المعارضة.

وكانت القوات السورية المدعومة من روسيا والقوات المتحالفة معها قد استعادت محافظة درعا من فصائل المعارضة في عام 2018، وذلك في ضربة رمزية للانتفاضة المعارضة للنظام.

وقد تم إجلاء آلاف المقاتلين بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا، لكن الكثير من مقاتلي المعارضة السابقين بقوا أيضا في المحافظة، وقد انضم البعض منهم لقوات النظام التزاما بأداء خدمتهم العسكرية الإلزامية.

كما عادت مؤسسات الدولة إلى المحافظة، لكن جيش النظام السوري لم ينتشر بعد في بعض المناطق، بما في ذلك درعا البلد.

المدنيون ʼتحت حصار فعليʻ

هذا وجاءت اشتباكات الشهر الماضي بعدما شددت قوات النظام قبضتها حول درعا البلد في محاولة للضغط على مقاتلي المعارضة هناك للانسحاب إلى مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في شمال سوريا.

وقالت الأمم المتحدة إنه "في الأيام الأخيرة، لم يسمحوا إلا للمشاة بالخروج من درعا البلد على طول طريق السرايا، حيث يقومون بإخضاع الناس لعمليات تفتيش أمنية صارمة".

وقالت باشيليه إن المدنيين في درعا البلد كانوا فعليا "تحت الحصار".

وأضافت أنهم "يواجهون حواجز التفتيش والقيود على تحركاتهم والدبابات في الشوارع، كما يتم الاستيلاء على ممتلكاتهم وسرقتها".

وقال المرصد إن العشائر المحلية طالبت يوم الخميس برفع الحصار، ونددت بالهجمات على الأحياء السكنية في مدينة درعا.

وذكرت عشائر حوران في بيان "نستنكر أيضا الحصار الذي يطبق على أهالي درعا البلد وبقية المناطق التي هي تحت حصار النظام، ونرفض التهديد المستمر بالقتل والتدمير والتلويح بالتهجير الجماعي ونعتبرها أفعالا عدوانية".

وأضاف البيان "لا يليق أن يُعامل المواطنون بهذه الطريقة".

وأشار المرصد إلى أن العديد من المدنيين قد أصيبوا في الهجمات التي شنتها قوات النظام والفرقة الرابعة التي يقودها شقيق الرئيس العميد ماهر الأسد والمتمركزة في نقاط تفتيش على أطراف درعا البلد.

كما أطلقت قوات النظام نيران الرشاشات الثقيلة وعشرات قذائف المدفعية على أحياء سكنية في المنطقة، بحسب البيان الذي أوضح أن قوات النظام أطلقت أيضا نحو 20 قذيفة على بلدة ناحتة في ريف درعا.

هذا وقد أقامت قوات النظام سواتر ترابية وأغلقت الطريق الوحيد المتاح أمام المدنيين الذين يحاولون الفرار من أجزاء من مدينة درعا، بحسب المرصد.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500