عدن - يضرب الموظف الحكومي عبد العزيز محسن كفيه تعبيرا عن يأسه من عجزه عن توفير احتياجات أسرته في عيد الأضحى.
وقال محسن البالغ من العمر 40 سنة وهو أب لـ 5 أطفال في صنعاء، إنه لم يتقاض إلا نصف راتبه هذا الشهر، وهو لا يكفي لشراء لوازم العيد، ناهيك عن توفير الاحتياجات الأساسية للأسرة.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية يوم الاثنين، 19 تموز/يوليو، أن الريال اليمني بلغ أقل مستوى له في أكثر من 7 سنوات من الصراع مقابل الدولار خلال الشهر الجاري في المناطق الخاضعة للحكومة. ففي هذه المناطق، أصبح الدولار الواحد يشتري أكثر من ألف ريال.
وتتراوح أسعار الأغنام والماعز بين 150 ألف و200 ألف ريال (أي بين 150 و200 دولار أميركي)، في حين يبلغ سعر الدجاج 20 ألف ريال (20 دولار أميركي).
وقال محسن "سلبت ظروفنا الاقتصادية الصعبة فرحة العيد".
وأضاف "لا أضحية عيد ولا أيضًا مكسرات وزبيب العيد، وليس لنا من ذلك إلا ما يقدمه الجيران وأهل الخير".
وتابع "أما عن ملابس العيد، فقد احتفظنا للأولاد بملابس عيد الفطر الفائت التي تم التبرع بها لنا".
وأكد محسن أن "توفير لقمة العيش الضرورية أصبحت شغلنا الشاغل"، مضيفا أن "استمرار المعاناة الإنسانية وتفاقمها منذ 7 سنوات بسبب الحرب قد أكلت الأخضر واليابس".
وقد أجبرت الحرب التي بدأت حين شن الحوثيون المدعومين من إيران انقلابا في صنعاء، الحكومة اليمنية على نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن حيث أسست عاصمتها المؤقتة في العام 2016.
ولكن لا يزال المقر التاريخي للبنك في صنعاء يعمل تحت سيطرة الحوثيين.
وقد تسبب ذلك في وصول النظام القائم على الريال اليمني إلى نقطة الانهيار، وهو ما دفع الناس إلى استخدام العملات الصعبة مثل الريال السعودي.
وضع مريع
وقالت الناطقة باسم الأمين العام للأمم المتحدة فلورنسيا سوتو نينو في إفادة يومية يوم 14 تموز/يوليو إن "الوضع الإنساني في اليمن لا يزال مريعا، بما في ذلك التهديد الحقيقي بالمجاعة هذا العام".
وأضافت أن "انهيار العملة اليمنية سيجعل الأمر أيضا أكثر صعوبة لليمنيين في توفير ثمن الطعام والأساسيات الأخرى. ذلك سيء للغاية بالنسبة لخطر المجاعة ويعني أن المزيد من الناس من المرجح أن يتطلعوا إلى الوكالات الإنسانية للحصول على الدعم".
وأشارت إلى أن أسرع طريقة لتقديم المساعدة تكمن في "زيادة الدعم لخطة الاستجابة التي وضعتها الأمم المتحدة" لليمن، والتي لم تحصل حتى الآن إلا على 44 في المائة من التمويل اللازم.
وأوضحت أن الموارد ستبدأ في النفاذ مرة أخرى في أيلول/سبتمبر، وهو ما سيجبر الوكالات على تقليص المساعدات في الوقت الذي من المرجح أن تتزايد فيه احتياجات الناس.
وتابعت أن "ذلك سيكون كارثيا لملايين الأشخاص الذين يعتمدون على هذه البرامج للبقاء على قيد الحياة".
وأعربت نينو عن قلق الأمم المتحدة إزاء "التصعيد الواضح في الصراع في مأرب وأماكن أخرى في الأسابيع الأخيرة، والذي يهدد ملايين الناس".
ومن جانبه، قال مصطفى نصر رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي إن تراجع قيمة العملة اليمنية التي فقدت ثلثي قيمتها مقارنة بفترة ما قبل الحرب، يضاعف من المأساة الإنسانية في البلاد.
وأضاف أن معظم العاملين في اليمن يتقاضون رواتب زهيدة بالعملة المحلية بينما متطلبات العيد عديدة كشراء الملابس والأضاحي.
وأكد أن "عشرات الآلاف من الأسر اليمنية أصبحت لا تستطيع أن تواجه أعباء العيد بسبب تصاعد أسعار السلع والخدمات بصورة كبيرة جدا، وقد ألغى الكثير من الأسر العديد من طقوس العيد والزيارات العائلية بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة".
وأوضح نصر أن تقارير الأمم المتحدة تؤكد أن 85 في المائة من اليمنيين بحاجة للمساعدات، ما يكشف حجم المأساة التي يعيشها اليمنيون.