أمن

الحوثيون يستخدمون ناقلة النفط صافر كـ ʼورقة ضغطʻ رغم الخطر الهائل على المنطقة

نبيل عبدالله التميمي

صيادون يمنيون عائدون من رحلة صيد للسمك قبالة ساحل مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر في 5 نيسان/أبريل. سيؤدي تسرب للنفط من خزان صافر النفطي المتآكل إلى تدمير النظام البيئي للبحر الأحمر والقضاء على قطاع الصيد وإغلاق مرفأ الحديدة الحيوي باليمن لمدة 6 أشهر، حسبما ذكرت الأمم المتحدة. [خالد زياد/وكالة الصحافة الفرنسية]

صيادون يمنيون عائدون من رحلة صيد للسمك قبالة ساحل مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر في 5 نيسان/أبريل. سيؤدي تسرب للنفط من خزان صافر النفطي المتآكل إلى تدمير النظام البيئي للبحر الأحمر والقضاء على قطاع الصيد وإغلاق مرفأ الحديدة الحيوي باليمن لمدة 6 أشهر، حسبما ذكرت الأمم المتحدة. [خالد زياد/وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن -- قال مسؤول يمني إن تردد الحوثيين المدعومين من إيران في السماح لمحققي الأمم المتحدة بالصعود على متن ناقلة تخزين عائمة متآكلة قبالة الساحل الغربي لليمن يظهر أنهم يستغلون الوضع كورقة ضغط سياسية.

وقد وصفت منشأة التخزين والتفريغ العائمة والمهجورة صافر، والتي تحتوي على مليون ومائة ألف برميل من النفط الخام، بأنها "قنبلة موقوتة" نظرا لتآكل هيكلها والاعتقاد السائد بأن براميلها تطلق منذ 5 سنوات وبصورة متواصلة غازات قابلة للاشتعال.

وفي هذا السياق، ذكر فيصل المجيدي وكيل وزارة العدل أن ناقلة النفط عمرها 45 عاما وحالتها متردية منذ العام 2015 على الأقل.

وقال "هناك تقارير عديدة أكدت وضعها الخطير والمدمر سواء عبر تسريب حمولتها من النفط للبحر أو إذا تعرضت للانفجار".

تهدف هذه الصور التي التقطت بالأقمار الصناعية من قبل بلانيت لابز وقُدمت إلى تانكر تراكرز لإظهار تسرب نفطي حصل قبل أسبوعين بناقلة صافر النفطية في البحر في البحر الأحمر قبالة الساحل الغربي لليمن.

تهدف هذه الصور التي التقطت بالأقمار الصناعية من قبل بلانيت لابز وقُدمت إلى تانكر تراكرز لإظهار تسرب نفطي حصل قبل أسبوعين بناقلة صافر النفطية في البحر في البحر الأحمر قبالة الساحل الغربي لليمن.

وتابع أن التبعات ستكون كارثية ليس فقط لليمن، بل لدول المنطقة أيضا بما في ذلك السعودية وصولا إلى قناة السويس وجيبوتي.

وأضاف المجيدي أن "التقارير تظهر أن ذلك سيؤثر على 90 نوعا من الأسماك فضلا عن تدمير الشعب المرجانية في حالة التسريب".

وذكر "بينما في حالة التفجير، فإن آثاره السلبية ستكون أعلى من انفجار مرفأ بيروت".

مناشدات متواصلة لتمكين الوصول

هذا وجدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 3 حزيران/يونيو مناشداته للحوثيين للسماح للمحققين بزيارة الناقلة المتآكلة "من دون تأخير إضافي".

وعقد المجلس المؤلف من 15 عضوا اجتماعا استثنائيا بشأن منشأة التحميل والتفريغ صافر بطلب من بريطانيا، وذلك بعد أن قال الحوثيون في 1 حزيران/يونيو إن اتفاقا للسماح لبعثة الأمم المتحدة بالدخول "قد وصل إلى طريق مسدود" عقب أيام عديدة من المحادثات.

وجاء في بيان أن الدول الأعضاء طالبت الحوثيين "بتسهيل الوصول غير المشروط والآمن لخبراء الأمم المتحدة كي يجروا تقييما شاملا وشفافا ومهمة إصلاح أولية من دون تأخير إضافي".

وكان من المقرر أساسا أن يقيّم المحققون ناقلة النفط العام الماضي، إلا أنه تم تأخير المهمة مرارا وتكرارا بسبب خلافات مع الميليشيا المدعومة من إيران.

ويطالب الحوثيون بتدقيق وصيانة فورية للناقلة، إلا أن الأمم المتحدة شددت على ضرورة أن يتوفر تقييم شفاف قبل أن تبدأ أعمال الصيانة بأمان.

وفي هذا الإطار، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية خلال اجتماع المجلس إن الفريق الأممي "يبقى جاهزا للانتشار".

وبدورها، قالت مديرة شعبة التنسيق والاستجابة التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية رينا غيلاني إن "الأمم المتحدة ستبقي هذا الفريق على أهبة الاستعداد طالما لدينا تمويل المانحين للقيام بذلك".

وأضافت "لكن ستبدأ بعض هذه الأموال بالنفاد قريبا، ولذلك نأمل أن يحصل تقدم بصورة أسرع بكثير".

ʼقنبلة موقوتةʻ

وأكد المجيدي أن الحوثيين يستخدمون خزان صافر النفطي "كقنبلة موقوتة لتهديد دول المنطقة والعالم".

وأضاف أن "وزير المياه والبيئة في الحكومة اليمنية قال إن عملية الصيانة لم تعد مجدية، بل يجب سحب ناقلة صافر إلى مكان آخر وتفريغها".

وتابع "ولكن هذا لن يقبل به الحوثي لأنه يتخذها قضية لابتزاز العالم"، مشيرا إلى أن الجماعة تريد أن يُدفع لها مقابل المليون ومائة ألف برميل من النفط المتواجدة على متن الناقلة وتريد استخدام هذه الأموال "لتمويل حروبها وإثراء بعض قادتها وهذا لا يجوز وغير مقبول".

وذكر أن "الحوثيين يخشون من تطبيق حل لأنهم يخشون من فقدان ورقة ضغط دولية يملكونها وقد تساعدهم على تحقيق مكاسب سياسية".

هذا وحذرت منظمة جرين بيس الدولية غير الربحية التي تعنى بمجال البيئة في 3 حزيران/يونيو من أن الناقلة "تتصدأ في المرساة وقد تنكسر أو تنفجر في أية لحظة".

وقال المتحدث باسم جرين بيس أحمد الدروبي "الأمر ليس في ماذا إذا وقعت الكارثة بل متى ستقع".

وقالت المنظمة إنه إضافة إلى التآكل في السفينة المتصدئة، تم تجاهل الأعمال الأساسية لمعالجة الغازات القابلة للاشتعال في خزاناتها.

بدورها، قالت المديرة التنفيذية لجرين بيس جنيفر مورغان "تتزايد الأخطار الكارثية مع مرور كل يوم من التقاعس عن العمل".

وأكدت "على الأمم المتحدة التحرك الآن لتجنب ما يمكن أن تكون أكبر كارثة نفطية في المنطقة هذا القرن. إن الحلول متوفرة والخبرات والتقنيات معروفة".

وختمت قائلة "حان الوقت للتصعيد ومنع وقوع المزيد من الكوارث على الشعب اليمني، وما قد ينتج عن ذلك من آثار أخرى محتملة على ملايين آخرين في المناطق المجاورة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500