أمن

قوات سوريا الديموقراطية تكثف عملياتها في ظل تصعيد داعش للجرائم وإرهابه للمدنيين

وليد أبو الخير

مقاتل من قوات سوريا الديموقراطية يؤمن الحراسة على تلة تشرف على قرية الباغوز شمال محافظة دير الزور بسوريا في 24 آذار/مارس 2021. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

مقاتل من قوات سوريا الديموقراطية يؤمن الحراسة على تلة تشرف على قرية الباغوز شمال محافظة دير الزور بسوريا في 24 آذار/مارس 2021. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

القاهرة -- تكثف قوات سوريا الديموقراطية (قسد) عملياتها ضد فلول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في محافظتي دير الزور والحسكة بسوريا، في ظل تصعيد الإرهابيين أنشطتهم خلال الأشهر الماضية.

ونفذت القوى الأمنية عشرات الاعتقالات في عملية متواصلة أطلقت يوم الأحد، 28 آذار/مارس، في مخيم الهول ومحيطه بحق أفراد يشتبه بأنهم من أسر مسلحي داعش، حسبما ذكر مسؤولون أكراد والمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في بريطانيا.

وفي هذا السياق، قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن أكثر من 30 شخصا قد اعتقلوا في العملية الواسعة التي نفذت ضد داعش من قبل قوات قسد وميليشيا وحدات حماية الشعب التركية وقوة محلية من الشرطة.

وأضاف أنه تم اعتقال سوريين وأجانب "يشتبه بدعمهم داعش".

عناصر من قوات سوريا الديموقراطية ذات القيادة الكردية يؤمنون الحراسة أثناء عودة التلاميذ من المدرسة في قرية الباغوز في شمال محافظة دير الزور بسوريا في 24 آذار/مارس 2021. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

عناصر من قوات سوريا الديموقراطية ذات القيادة الكردية يؤمنون الحراسة أثناء عودة التلاميذ من المدرسة في قرية الباغوز في شمال محافظة دير الزور بسوريا في 24 آذار/مارس 2021. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

أسلحة وذخائر وأجهزة اتصال ضبطت خلال مداهمة استهدفت خلية نائمة لداعش في ريف دير الزور. [قوات سوريا الديموقراطية/فيسبوك]

أسلحة وذخائر وأجهزة اتصال ضبطت خلال مداهمة استهدفت خلية نائمة لداعش في ريف دير الزور. [قوات سوريا الديموقراطية/فيسبوك]

ومن جانبهم، أكد مسؤولون من قوات قسد العملية، وقال أحدهم إنها ستمتد على مدار 10 أيام على الأقل.

وجاء في بيان لقوات قسد أنه تم نشر 5000 عنصر أمني في مخيم الهول من أجل "حماية السكان" خلال العملية.

وقال إنه تم حتى الآن احتجاز 9 أشخاص وبينهم "قيادي في داعش".

وذكر التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يحارب داعش أنه يقدم الدعم "الاستخباراتي والرقابي والاستطلاعي" لشركائه في قوات قسد.

وفي هذا السياق، قال واين ماروتو المتحدث باسم التحالف لوكالة الصحافة الفرنسية إن الهدف من العملية هو "إضعاف وتعطيل" أنشطة التنظيم في المخيم.

تصعيد في أنشطة داعش

ومن جهته، قال فرهاد خوجة، وهو أحد ضباط قوات قسد، إن وتيرة الأنشطة الإجرامية التي ينفذها تنظيم داعش "تصاعدت بشكل لافت" منذ مطلع العام 2021، حيث رصدت عشرات عمليات القتل وقطع الرأس والتفجيرات التي استهدفت المدنيين والقوات الأمنية.

وقد سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان نحو 40 عملية قتل في مخيم الهول منذ كانون الثاني/يناير.

وأشار خوجة إلى أن عمليات الدهم التي نفذتها قوات قسد أدت إلى تفكيك خلايا داعش النائمة واعتقال عدد كبير من عناصرها الذين "يظهرون فقط لتنفيذ عملياتهم ويعودون للاختباء".

وتابع أن القوات الأمنية ضبطت كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة وأجهزة الاتصال والأجهزة الإلكترونية خلال المداهمات.

وأضاف أن قوات قسد تستمر بتطبيق التدابير الأمنية المشددة في عدد من المناطق، بما في ذلك التدقيق بالأوراق الثبوتية ومنع سير الدراجات النارية بين السابعة مساء والسادسة صباحا كونها من أكثر وسائل النقل استعمالا من قبل عناصر التنظيم.

وبدوره، قال الناشط الإعلامي سامح العقيدي إن عناصر داعش يحاولون "نشر الرعب بأية طريقة ممكنة في منطقة دير الزور بعد فقدانهم للسيطرة على المنطقة".

ويهدد هؤلاء العناصر أهالي ريف دير الزور والحسكة، وتتركز أنشطتهم الإرهابية على الخطف مقابل فدية وتهديد عائلات عناصر قوات قسد.

وأوضح العقيدي أنهم "حذروا أهالي بلدة الصبحة بشرق دير الزور الذين لديهم أبناء يخدمون في قوات قسد من أن تنظيم داعش سيعود إلى البلدة إذا لم يترك أبناؤهم الخدمة في تلك القوات".

وأضاف أنهم يستهدفون أيضا موظفي الإدارة الذاتية الكردية الذين يتمثل عملهم في توفير الخدمات للمنطقة.

ومتحدثا عن أمثلة طرأت مؤخرا، أشار إلى مقتل بسام الهيشان، وهو مسؤول الإدارة في بلدة الكوشية، واغتيال سعدة الهرماس رئيس مجلس بلدة الدشيشة وهند الخضر مسؤولة لجنة الاقتصاد وعبود المحيميد الذي كان يعمل مع إحدى المنظمات الإغاثية.

ولفت إلى أن استهداف عناصر قوات قسد "بشكل انفرادي" يبدو أنه محاولة داعش الرئيسية للانتقام ردا على الخسائر التي يتكبدها التنظيم.

خطف وقتل وابتزاز

وفي مطلع شباط/فبراير، خطف عناصر من داعش وقتلوا بالرصاص تاجر سيارات من قرية تل الطويل في ريف الحسكة، بعد اتهامه بالعمل لصالح قوات قسد.

وبعد ذلك، أرسل التنظيم فيديو عن عملية الإعدام لزوجة الضحية، مطالبا العائلة بدفع 100 ألف دولار لتسلم جثته.

وفي 26 شباط/فبراير، تبنى تنظيم داعش عملية قتل علي الكريهان البالغ من العمر 80 سنة وينحدر من بلدة الصبحة، بالرشاش بتهمة أنه "مشعوذ".

كذلك في 4 آذار/مارس، خطفت داعش مقابل فدية 3 أشقاء من عامودا في ريف الحسكة كانوا يعملون كسائقي شاحنات تنقل السلع بين الحسكة ودير الزور. وتعرض الشبان للضرب وتم نقلهم إلى مكان مجهول قبل إطلاق سراحهم في اليوم التالي.

وذكر الصحافي السوري محمد العبدالله إن "خلايا [داعش] النائمة تواجه صعوبات بالبقاء في مخابئها وبالتالي تخرج إلى المدن والقرى للحصول على التموين والأموال من خلال التهديد بالقتل".

ولكنه أشار إلى أن عناصر داعش يفتقرون إلى أماكن يمكنهم الاختباء فيها.

وتابع أن تكثيف عمليات قوات قسد في مناطق البادية (الصحراء الشرقية) والمناطق الأقل كثافة سكانية دفع عناصر داعش إلى اللجوء إلى المناطق المأهولة، مما يسهل عملية وقوعهم في قبضة قوات قسد والتحالف الدولي.

وأشار العبدالله إلى أن تنظيم داعش يضيق على التجار لعرقلة سير الحياة الطبيعية التي أصبحت متاحة بفضل التحالف الدولي والإدارة الذاتية اللذين ركزا جهودهما على تحسين القطاع الزراعي والتجاري في المنطقة.

وقال إن عناصر من قوات قسد بدأوا بمراقبة وتتبع التحويلات المالية المرسلة إلى داعش، إضافة إلى العصابات التي تهرب المال والسلاح والذخيرة والإمدادات إلى التنظيم الإرهابي.

وتتحرك غالبية هذه العصابات بين المناطق الخاضعة للنظام السوري والميليشيات التابعة لإيران، والمناطق الواقعة تحت سيطرة قوات قسد.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500