ظهرت في محافظة دير الزور شرقي سوريا خلال الأشهر الأخيرة ميليشيا جديدة تابعة للحرس الثوري الإيراني تعرف باسم لواء السيدة زينب وتتركز أنشطتها في الميادين.
ورغم أنه أنشئ مؤخرا، يعد لواء السيدة زينب متجذرا في شبكة الميليشيات الموالية للنظام والتابعة لإيران وحزب الله والتي دخلت إلى جنوبي دمشق في عام 2013 تقريبا لحماية مقام السيدة زينب.
وتضم هذه الشبكة كتائب أبو الفضل العباس ولواء زينبيون، وهو ميليشيا مؤلفة من مقاتلين من باكستان جندهم الحرس الثوري للقتال في سوريا.
وفي هذا السياق، قال الناشط جميل العبد وهو من دير الزور، إن الحرس الثوري أعاد تنظيم الميليشيا قبل نحو 6 أشهر، مجندا في صفوفها شباب من المنطقة المحيطة بالميادين.
وأضاف أن مؤيد الضويحي (الملقب بأبو نزار) هو حاليا على رأس لواء السيدة زينب، علما أنه كان تابعا في السابق لميليشيا قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام.
ويعاونه بحسب العبد مقاتل يعرف باسم "أبو فاطمة".
من جانبه، أكد الناشط الإعلامي أيهم العلي، أن نحو 150 عنصرا من لواء السيدة زينب منتشرون حاليا في منطقة الميادين، ولا سيما في مدينة الميادين وبلدتي العشارة ومحكان.
وأوضح أنهم تمركزا في مقرات ثابتة ترفع الأعلام السورية والطائفية، علما أن آخر هذه المقرات قد استحدث قبل بضعة أيام في مدينة الميادين بالقرب من ساحة سوق الهال.
وقال العلي إن المبنى يعود لطبيب نزح من المنطقة، ويعتبر اليوم مقر العمليات الرئيسي.
وتابع أن المجندين الجدد هم من أبناء منطقة الميادين وقد تم إغراؤهم للانضمام إلى الميليشيا مقابل تأمين الحماية الأمنية لهم أو تجنب ملاحقة النظام السوري لهم لعدم التحاقهم بالخدمة العسكرية الإلزامية.
ولفت إلى أنهم تلقوا تدريبا على يد عناصر من حزب الله اللبناني، ويتقاضون راتبا شهريا يتراوح بين 70 ألف و100 ألف ليرة سورية (أي بين 135 و195 دولارا)، فضلا عن حصولهم على مساعدات غذائية شهرية.
تغيير ديموغرافي
وكشف العلي أن معظم عناصر لواء السيدة زينب هم عناصر سابقون من قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام، وانشقوا عنها هربا من القتال في منطقة البادية شرقي سوريا.
هذا وتكبد النظام في الأشهر الأخيرة خسائر فادحة في هذه المنطقة.
وذكر العلي أنهم انضموا إلى الميليشيا التي شكلت حديثا بعد تلقيهم ضمانات بأن عملهم سينحصر بحماية منطقة الميادين وبأنهم لن يشاركوا في العمليات بالمنطقة الصحراوية، مضيفا "بمعنى آخر، سيكون عملهم محليا فقط".
وتحدث عن عامل آخر يؤثر على قرارهم بالالتحاق بلواء السيدة زينب وهو انقطاع رواتبهم خلال الأشهر الأخيرة "بسبب الأوضاع المالية التي يعاني منها النظام".
ويتعرض النظام السوري لضغوط إضافية مع العقوبات الأميركية التي فرضت عليه بموجب قانون قيصر لحماية المدنيين لعام 2019، والذي يسعى إلى منع التطبيع مع النظام من دون محاسبته في قضايا انتهاك حقوق الإنسان.
وأشار العلي إلى أن جميع عناصر اللواء يعتنقون عقيدة ولاية الفقيه التي تدعو إلى الولاء للمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي.
وكشف أن الالتزام بهذه العقيدة هو شرط أساسي للانضمام إلى صفوف الميليشيا.
وأوضح العلي أن ظهور لواء السيدة زينب في منطقة الميادين ووجوده فيها، يندرجان ضمن الجهود المتواصلة التي يبذلها الحرس الثوري لإحداث تغيير ديموغرافي في محافظة دير الزور ككل.
ومن شملت هذه العملية الاستيلاء على منازل السكان المحليين الذين نزحوا من المنطقة وتعزيز وجود الميليشيات التابعة للحرس الثوري فيها، إضافة إلى ثني النازحين عن العودة.
وأكد العلي أن الهدف الأكبر للحرس الثوري الإيراني من وراء هذا النهج هو "تعزيز وجوده وخلق واقع اجتماعي يؤمن وجوده لأطول فترة ممكنة".
وللميادين أهمية استراتيجية نظرا لقربها من منطقة البادية السورية وموقعها في وسط محافظة دير الزور بالقرب من الحدود مع العراق.