صحة

العراق يوقع اتفاقا مع شركة فايزر وسط شكوك حيال اللقاحات الصينية والروسية

خالد الطائي

عضو في فريق صحي عراقي يأخذ عينات لفحص الإصابة بفيروس كورونا من تلاميذ في إحدى المدارس الابتدائية بمحافظة البصرة في 19 كانون الأول/ديسمبر 2020. [وزارة الصحة العراقية]

عضو في فريق صحي عراقي يأخذ عينات لفحص الإصابة بفيروس كورونا من تلاميذ في إحدى المدارس الابتدائية بمحافظة البصرة في 19 كانون الأول/ديسمبر 2020. [وزارة الصحة العراقية]

انضم العراق لعدد متزايد من البلدان حول العالم التي اختارت الحصول على لقاح شركة فايزر-بيونتيك ضد فيروس كورونا بدلا من اللقاحات الأقل موثوقية التي تروج لها روسيا والصين.

ففي أواخر كانون الأول/ديسمبر، أعلن الناطق باسم وزارة الصحة سيف البدر أن العراق "وقّع رسميا على اتفاق مبدئي" مع شركة فايزر الأميركية للمنتجات الصيدلانية لتأمين 1.5 مليون جرعة من اللقاح على عدة مراحل في مطلع العام 2021، مما يكفي لتلقيح 750 ألف شخص.

وفي اليوم التالي، قال مجلس الوزراء العراقي إن وزارة المالية خصصت 3 ملايين دولار كدفعة مقدمة لشركة فايزر وأمنت المبلغ المتبقي الذي يبلغ 12 مليون دولار، لتغطية عملية التسليم الكاملة للقاح.

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن الرئيس برهم صالح ذكر أن العراق يهدف إلى توفير اللقاح مجانا لمواطنيه البالغ عددهم 40 مليون نسمة.

موظفون حكوميون يشاركون في حملة لوزارة العمل تهدف إلى توعيتهم بمخاطر كوفيد-19 في 7 كانون الأول/ديسمبر 2020. [وزارة العمل العراقية]

موظفون حكوميون يشاركون في حملة لوزارة العمل تهدف إلى توعيتهم بمخاطر كوفيد-19 في 7 كانون الأول/ديسمبر 2020. [وزارة العمل العراقية]

ووفق وزارة الصحة، فإن الأولوية في التلقيح ستعطى للعاملين في المجال الصحي والطبي، يليهم كبار السن والمصابون بأمراض مزمنة، ثم أفراد قوات الأمن.

هذا وكان العراق من البلدان التي شهدت أعلى نسب الإصابة بكوفيد-19 في الشرق الأوسط، حيث تم تسجيل أكثر من 580 ألف حالة إصابة و12700 حالة وفاة.

ʼأرواح الناس ليست لعبةʻ

وقال عراقيون من مختلف شرائح المجتمع إن لديهم شكوك كبيرة حيال لقاحات كوفيد-19 التي تصنعها روسيا والصين.

وذكر عزيز البديري وهو من سكان حي المعرفة ببغداد، أنه يخشى الاعتماد على أي لقاح صيني لأنه لا يثق بأي منتج "صنع في الصين".

وأضاف أنه "من المعروف أن المنتجات الصينية بشكل عام رديئة أو أقل كفاءة، مقارنة بنظيراتها التي تصنع في دول أخرى تضع شروطا ومعايير جودة صارمة في الإنتاج".

وكانت الصين وهي أول دولة ظهرت فيها الجائحة، تسابق الغرب لتطوير لقاحات ضد كوفيد-19، حيث بلغت 5 لقاحات بالفعل مرحلة التجارب السريرية للمرحلة الثالثة، إلا أنه لم تتم الموافقة على أي منها رسميا بعد.

وواجه النظام الصيني صعوبات في نيل الثقة العالمية على لقاحاته المرشحة، وذلك بسبب غياب الشفافية في ما يخص نتائج الفحوصات.

وفي 30 كانون الأول/ديسمبر، أعلنت شركة سينوفارم الصينية العملاقة للأدوية أن تجارب المرحلة الثالثة على لقاحها ضد فيروس كورونا أظهرت أنه فعال بنسبة 79 في المائة، وهي نسبة أقل من تلك التي سجلتها اللقاحات المنافسة التي طورتها شركتا فايزر-بيونتيك ومودرنا، والتي بلغت معدلات فعاليتها 95 في المائة و94 في المائة على التوالي.

وشكّل الإعلان أول بيانات تصدر في ما يتعلق بفعالية لقاح صيني مرشح.

ومن جهتها، قالت زينب جاسم وهي طالبة في جامعة البصرة، إنها قلقة من كون اللقاحات الصينية والروسية قد طرحت "بشكل مستعجل"، وأنها "لم تخضع لتجارب كافية من أجل اكتشاف تأثيراتها السلبية أو حتى فعاليتها ضد الفيروس".

وأضافت أنه "يوجد انعدام لعنصر الشفافية ونقص في المعلومات بشأن نتائج الاختبارات".

وذكرت أن "أرواح الناس ليست لعبة".

ʼخطوة صائبةʻ

وأعرب مراقبون دوليون عن شكوكهم بشأن اللقاح الروسي منذ الإعلان الأول عنه في شهر آب/أغسطس، مثيرين مخاوف من إمكانية أن يؤثر "سباق" الكرملين ليكون أول من يطور لقاحا على الفعالية والسلامة.

وقد هدفت الجهود الروسية إلى الترويج للقاح سبوتنيك في على أن له نفس فعالية البدائل الغربية، أو حتى أنه أكثر فعالية منها، إلا أن روسيا لم تقدم بيانات دقيقة وموثوقة، الأمر الذي زعزع الثقة الشعبية في اللقاح المرشح.

وقد عبّر علماء ومراقبون في مختلف أنحاء العالم عن استغرابهم وقلقهم عندما أعلن الكرملين في 11 تشرين الثاني/نوفمبر أن لقاح سبوتنيك في كان فعالا بنسبة 92 في المائة، وذلك بعد يومين من إعلان شركتي فايزر وبيونتيك أن لقاحهما فعال بنسبة تزيد عن 90 في المائة.

وبعد أقل من أسبوع، قالت شركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية مودرنا التي طورت لقاحا خاصا بها ضد كوفيد-19 مع المعاهد الوطنية الأميركية للصحة، إن النتائج الأولية أظهرت أن لقاحها المرشح كان فعالا بنسبة 94.5 في المائة.

لكن في خطوة عكست ظاهريا نوعا من المزايدة، رفع الروس في 24 تشرين الثاني/نوفمبر نسبة فعالية لقاحهم الذي كان قد أبلع عنها إلى 95 في المائة.

وقال المواطن سيف سعد من بغداد إنه يبدو أن الصين وروسيا قد تبنتا "منطقا تجاريا بحتا" في تطوير اللقاح.

وأضاف أن البلدين "ذهبا لتسويق لقاحات غير مكتملة الجاهزية ولم يتم اعتمادها رسميا من قبل وكالات الدواء العالمية بهدف جني الأرباح فقط".

ومن جهتها، قالت عذراء مؤيد وهي من سكان حي الأمين ببغداد، إن العراق اتخذ "خطوة صائبة" بشراء لقاح كوفيد-19 من "شركات عالمية معروفة ولها خبرة طويلة في إنتاج العقاقير الدوائية".

وأضافت "نحن نثق باللقاحات المنتجة في الولايات المتحدة أو في أوروبا، حيث أنها خضعت لعدة اختبارات أثبتت كفاءتها وملاءمتها... وخلوها من الأعراض الجانبية".

يذكر أنه يلزم تخزين اللقاح في درجة حرارة -70 درجة مئوية (-94 درجة فهرنهايت)، وهي درجة حرارة أقل بكثير من درجة حرارة البرادات القياسية، مما اضطر الشركة لتطوير حاويات خاصة للنقل.

ويعتبر العراق من أكثر البلاد حرا على مستوى العالم وفيه شبكة توليد طاقة كهربائية متهالكة تؤدي إلى انقطاع الكهرباء بصورة يومية.

وأضاف البدر الناطق باسم وزارة الصحة، "لا زلنا بصدد حل مسائل النقل والمعاملات المالية"، مبينا أن العراق لديه المعدات اللازمة لتوزيع اللقاح على نحو آمن.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد خصص العراق 170 مليون دولار، ليكون بذلك من أول البلدان التي ستحصل على اللقاح.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500