الرؤساء التنفيذيون للشركات الإسرائيلية يسعون إلى شراكات تجارية في الإمارات

لو كنت سألت رجل الأعمال الإسرائيلي يوناتان بن حموزغ مطلع هذا العام عن المكان الذي سيروج فيه لتكنولوجيا حماية أشجار النخيل في تشرين الأول/أكتوبر، لكان من سابع المستحيلات أن يقول لك في الإمارات.

ولكن بعد اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل التي جرت برعاية الولايات المتحدة، وجد رجل الأعمال حلو اللسان ذو الشعر الرمادي نفسه يفعل ذلك الأسبوع الماضي في أحد فنادق دبي.

وبن حموزغ هو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أغرينت المتخصصة في أجهزة الاستشعار الزلزالية لاكتشاف الحشرات التي تأكل أو تدمر أشجار النخيل من الداخل.

وقد سافر برفقة 13 من رجال الأعمال الإسرائيليين الآخرين إلى الإمارات في رحلة استغرقت أربعة أيام نظمتها شركة جيروزاليم فنتشر بارتنرز، وهي شركة لرأس المال المغامر.

قبل التطبيع، كان هناك علاقات سرية بين الدولة الخليجية وقطاع التكنولوجيا المزدهر في إسرائيل.

لكن توقيع الاتفاق بين البلدين برعاية الولايات المتحدة، أخرج هذه العلاقات إلى العلن ويبدو أنها ستتوسع.

وقال إريل مارغليت مؤسس شركة جيروزاليم فنتشر بارتنرز الذي ترأس الوفد الإسرائيلي، "نحن نتعلم ونفتح أعيننا، ويتم تأسيس صداقات وعلاقات شخصية".

وأصر على أن الإمكانات التي قد توفرها الإمارات للاقتصاد الإسرائيلي واسعة جدا، إن على صعيد الشراكات الاقتصادية المباشرة في قطاعات المال والتكنولوجيا والغذاء أو على صعيد فتح الباب أمام أسواق عربية أخرى.

وقال: "يمكن لإسرائيل الآن العمل مع المنطقة بدلا من الانغلاق عليها، إنها فرصة كبيرة بالنسبة لنا"، مضيفا "نريد استخدام هذا الاختراق لبدء مرحلة جديدة في المنطقة".

’في العلن‘

وصل الوفد الإسرائيلي إلى دبي الأسبوع الماضي على متن طائرة خاصة ضم 13 رئيسا تنفيذيا، واستقبل بأطعمة الكوشر ولافتات باللغة العبرية.

واختلطوا علانية مع رجال أعمال إماراتيين ومسؤولين حكوميين في فندق فخم في الحي المالي في دبي وفي جميع أنحاء المدينة.

وأشار محمد منديل، مدير العمليات لمجموعة رويال جروب استراتيجيك بارتنرز ومقرها أبو ظبي، إلى أن منتج الحمص البودرة العالي البروتين الذي تصنعه شركة إنوفوبرو الإسرائيلية، كأحد المنتجات التي يمكن التعاون حولها على مستوى المنطقة.

وقال إن الشركات الإسرائيلية يمكن أن تكون شريكة قوية لأنها تفهم الشرق الأوسط، بما في ذلك السعي لتحقيق الأمن الغذائي في بيئة زراعية غالبا ما تكون صعبة.

وبإمكانها أيضا أن تكون جسر سلام بين الدول.

وتابع: "لطالما آمنت أن الاقتصاد سيقود السياسة"، مضيفا أنه إذا "حركت الاقتصاد تسير بعد ذلك كل الأمور بشكل إيجابي".

وتعكساتفاقيات ابراهامالموقعة في 15 أيلول/سبتمبر بين إسرائيل والإمارات والبحرين، ديناميكية متغيرة في المنطقة باتت معها دولها تدرك الحاجة إلى التعاون الإقليمي لمواجهة النفوذ الإيراني.

وفي حين أن البحرين والإمارات ليستا حليفتين طبيعيتين لإسرائيل، إلا أنهما تتشاركان معها في عداوتهما لإيران التي تتمدد عبر مضيق ضيق من البحرين ومدينتي دبي وأبو ظبي الساحرتين في الإمارات.

وكانت إيران قد دانت إتفاقيات السلام هذه.

أصدقاء أولا والعمل لاحقا

وفي وقت كان فيه وفد مارغليت يسعى للعثور على شركاء تجاريين، شدد على أن الاتفاقات التجارية التي يبرمها القطاع الخاص أثبتت أنها وسيلة لترسيخ السلام بين الدول.

وفي طريقه إلى دبي، قال للوفد "أنتم مندوبو إسرائيل الحقيقيون".

وأضاف "أحترم السياسيين لقيادتهم وعقدهم اتفاق سلام". "الآن نحن بحاجة إلى الإتيان بالمحتوى".

من جانبها، قالت تالي نيشوشتان، الرئيسة التنفيذية لشركة إنوفو برو الذي استرعى انتاجها انتباه منديل الإماراتي، إن بودرة الحمص الذي يمكن استخدامها لصنع الأطعمة المختلفة بما في ذلك المثلجات وشطائر البرغر النباتية، شكلت منتجا جذابا في عالم "يبحث عن بدائل".

ولفتت إلى أن افتتاح مصنع في الإمارات يمكن أن يوفر للسوق المحلية هذا النوع من البروتين بشكل دائم، فتصبح الدولة "بوابة إنتاج" إقليمية.

وترى نيشوشتان أنه من السابق لأوانه الحديث عن صفقات خلال هذه الزيارة السريعة، على الرغم من كثافة الاجتماعات.

وختمت قائلة: "جئنا لتكوين صداقات، والعمل سيتبعها لاحقا"، مضيفة "نحن لسنا قلقين".