أمن

محللون: اتفاقية ابراهام تلقى الردود الإيجابية في المنطقة

سلطان البارعي من الرياض

وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان (يسار) ووزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني يقفان لالتقاط صورة قبل مشاركتهما في توقيع اتفاقيات أبراهام التي تطبع العلاقات بين بلديهما وإسرائيل، وذلك في الحديقة الجنوبية بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة يوم 15 أيلول/سبتمبر. [سول لوب/وكالة الصحافة الفرنسية]

وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان (يسار) ووزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني يقفان لالتقاط صورة قبل مشاركتهما في توقيع اتفاقيات أبراهام التي تطبع العلاقات بين بلديهما وإسرائيل، وذلك في الحديقة الجنوبية بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة يوم 15 أيلول/سبتمبر. [سول لوب/وكالة الصحافة الفرنسية]

قال محللون للمشارق إن ردود الأفعال الإقليمية على اتفاقية أبراهام، وهي اتفاقية تطبيع علاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين وقعت بوساطة أميركية، جاءت إيجابية في غالبيتها.

وكان وزيرا خارجية إسرائيل والإمارات قد شاركا يوم الثلاثاء، 6 تشرين الأول/أكتوبر، في اجتماع أول تاريخي في برلين، وهي خطوة رئيسية للأمام في علاقاتها الجديدة.

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن ذلك كان أول لقاء مباشر بين وزير خارجية إسرائيل غابي أشكينازي ونظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان منذ أن نحت بلادهما جانبًا عقودًا من العداء ووقعتا على اتفاق لتطبيع العلاقات.

وعقب المباحثات التي استضافها وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أعرب وزيرا الخارجية الإسرائيلي والإمارات عن استعدادهما لفتح أفق التعاون في بعض المجالات، بما فيها التطوير التكنولوجي والأمن.

وقال أشكينازي إنه تم مناقشة بعض القضايا، بما في ذلك إقامة سفارات للبلدين أو إنشاء روابط جوية، أثناء المباحثات.

من جانبه، وصف ماس الاتفاق الإسرائيلي-الإماراتي بأنه "أول خبر جيد في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة".

لكنه حث الطرفين على المضي قدمًا للأمام أكثر ودعا المنطقة لانتهاز قوة الدفع لتحقيق سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأضاف ماس، الذي تتولى بلاده في الوقت الراهن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أنه "يلزم انتهاز هذه الفرصة"، معبرًا عن استعداد الاتحاد لتقديم المساعدة.

الاتفاق يعرقل خطط الحرس الثوري الإيراني

وقال محللون للمشارق إن الاستثناء هو ردود الأفعال الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين كون الاتفاقية تعرقل مخططات الحرس الثوري الإيراني القائمة على عدم الاستقرار وانعدام الأمن.

من جانبه، قال عبدالله الدخيل، وهو أستاذ محاضر في قسم العلوم السياسية بجامعة الملك سعود بالعاصمة السعودية الرياض، إن "ردود الفعل الإيجابية تطغى بشكل كبير على السلبية، ما يدل على اتجاه عام لدعم المبادرة".

وأضاف في حديث للمشارق أن "أية مبادرة تدعم السلام في منطقة الشرق الأوسط ستحظى بالدعم بعد سنوات طويلة من التوتر وعدم الاستقرار. فقادة الإمارات والبحرين يضعون مصلحة شعوبهم السياسية والأمنية والاقتصادية فوق كل اعتبار".

وتابع أن "التوقيع على الاتفاقية كان يستلزم إرادة وقرارًا جريئًا وسط التحديات الكبيرة، كونها تكسر التفكير النمطي تجاه دولة اسرائيل".

من جهته، قال الدكتور فتحي السيد الباحث المتخصص بالشأن الإيراني في مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية إن الاتفاقية من شأنها أن تضيق الخناق على التوغلات الإيرانية عبر الأحلاف المنتظرة.

وأضاف أن هذا لا يتناسب مع خطط الحرس الثوري القائمة على خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار من خلال فيلق القدس التابع للحرس الثوري.

وأكد السيد أن هذه الاتفاقية "تقطع الطريق على المنظمات الإرهابية الردايكالية من خلال تعزيز منظومة الأمن في المنطقة".

’فرصة للتواصل‘

بدوره، قال خالد الزعبي المدرس بكلية القانون بجامعة عجمان للمشارق إن "اتفاقية ابراهام تعتبر فرصة تاريخية للشعب الفلسطيني أيضًا".

وأضاف أن "الاتفاقية ستؤمن قنوات اتصال وتحاور ستصب بمصلحة الفلسطينيين من خلال نزع فتيل أي توتر"، مشيرًا إلى أن الاتفاقية "ستغير بدون شك قواعد اللعبة السياسية في المنطقة".

وتابع أن الإمارات تعتبر مركزًا اقتصاديًا عالميًا وأن اقتصادها سيزدهر نتيجة لهذه الاتفاقية من خلال خلق فرص جديدة للتعاون الاستثماري والمالي على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ولفت الزعبي إلى أن "الطريقة الوحيدة لمواجهة تداعيات وباء كورونا المستجد (كوفيد-19) والتوتر الذي يسببه الحرس الثوري الإيراني هي من خلال التعاون الدولي والإقليمي".

وأكد أن "الاتفاقية سيكون لها تأثير أكبر مقارنة بالجهود الفردية لأية دولة من الدول".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500