يواصل رئيس الوزراء اليمني المكلف معين عبد الملك مشاوراته مع الأحزاب والكتل السياسية في إطار خطوات تشكيل حكومة جديدة تضم ممثلين لكل أجزاء البلاد.
ويأتي التحرك لتشكيل حكومة جديدة في إطار اتفاق تقاسم السلطة الموقع في الرياض في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وكان عبد الملك قد التقى يوم الاثنين، 17 آب/أغسطس، مع قيادات الحزب الاشتراكي اليمني، عقب سلسلة من اللقاءات مع ممثلي المكونات والأحزاب السياسية الممثلة بالحكومة.
وتضم تلك الشخصيات قيادات حزب المؤتمر الشعب العام وحزب التجمع اليمني للإصلاح والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري.
وكان عبد الملك قد بدأ مشاوراته يوم 13 آب/أغسطس بلقاء مع قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي.
وقد استعرض عبد الملك خلال تلك اللقاءات مسؤوليات وواجبات الحكومة الجديدة، وأكد على ضرورة وقوف كل القوى السياسية مع الحكومة لضمان نجاحها.
وأكد أن الهدف هو أن تكون الحكومة الجديدة من ذوي الخبرات والكفاءات ممن يستطيعون التعاطي مع الأزمات المركبة التي تواجه البلاد.
وتشمل تلك الأزمات إنهاء انقلاب الحوثيين (أنصار الله) المدعومين من إيران وإنقاذ الاقتصاد وتحسين الخدمات والقضاء على الفساد وتحقيق إصلاحات حقيقية وجذرية في مؤسسات الدولة وضبط الإيرادات العامة.
كما أكد عبد الملك على أهمية تطبيق الآلية التي اقترحتها السعودية لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض، بما في ذلك جميع جوانبه السياسية والعسكرية والأمنية، وفق المدة الزمنية.
وكانت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي قد قبلا في أواخر تموز/يونيو الاقتراح السعودي الذي تخلى بموجبه المجلس الانتقالي عن إعلانه حول الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية، فيما كلف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رئيس الوزراء عبد الملك بتشكيل الحكومة الجديدة.
كما قام هادي في ذلك الوقت بتعيين محافظ جديد لعدن ومدير للأمن فيها.
قوات المجلس الانتقالي تبدأ الانسحاب من عدن
هذا وقد شرع فريق ارتباط سعودي، بدعم من قوات التحالف العربي في مدينة عدن، في مهمة الإشراف على تنفيذ الشق العسكري لاتفاق الرياض.
وكان السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر قد أعلن يوم 15 آب/أغسطس أن القوات التابعة للمجلس الانتقالي بدأت تنسحب من عدن.
وفي هذا الصدد، وصلت كتيبة عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي، تضم مدرعات عسكرية، يوم الأحد 16 آب/أغسطس إلى أبين قادمة من عدن ضمن تطبيق الشق العسكري لاتفاق الرياض.
وكتب جابر في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أن "فريق التنسيق والارتباط السعودي بقيادة محمد الربيعي ودعم من قوات التحالف قد باشر في تنفيذ مهمته المتمثلة في الإشراف على انسحاب القوات العسكرية من عدن والفصل بين القوات في أبين وإعادتها إلى مواقعها السابقة".
من جانبه، قال المحلل السياسي عبد الملك اليوسفي للمشارق إن الروح الإيجابية التي أظهرتها قيادات الأحزاب السياسية خلال لقاءاتها مع عبد الملك تؤكد التزامها بتشكيل حكومة جديدة.
وأضاف أنه "من المهم أن تساند كل الأحزاب والمكونات السياسية الحكومة من أجل تحسين الخدمات في المناطق المحررة واستكمال تحرير واستعادة بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين".
بدوره، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للمشارق إن تزامن تنفيذ الشق العسكري لاتفاق الرياض مع بدء مشاورات تنفيذ الشق السياسي أمر إيجابي.
وأضاف أن "هذا سيساعد في تنفيذ الاتفاق كمنظومة واحدة ستتوج بتشكيل حكومة كفاءات تتألف من 24 وزيرًا مناصفة بين الشمال والجنوب".
وحث أحمد القوى السياسية المختلفة على أن تتجاوب بالكامل مع دعوة رئيس الحكومة لترشيح ممثلين بناء على الكفاءة والخبرة.