قال خبراء إن حزب الله اللبناني بات في موقف حرج جراء حالة التوتر المتصاعدة في سوريا بين الجهة التي تدعمه أي إيران وحليف النظام، روسيا.
وأوضحوا للمشارق أنه في ظل بروز المصالح المتضاربة بين إيران وروسيا، توقفت روسيا عن توفير الدعم الجوي لحزب الله، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى في صفوفه.
وفي الوقت عينه، تخسر الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني الدعم الشعبي الذي كانت تحظى به.
فقال الصحافي السوري محمد العبدالله إن الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني والمنتشرة في دير الزور والبادية الشرقية وتدمر وحلب تواجه مأزقا كبيرا، لا سيما أنها تخسر مقاتليها وتواجه رفضا شعبيا لها في تلك المناطق.
وأكد أن "عناصر حزب الله شبه مختفين ويقل ظهورهم في هذه المناطق مقارنة مع الاستعراضات التي كانوا يقومون بها في السابق".
وتابع "يتم تبديل أماكن تواجدهم بشكل دائم وتخضع المناطق التي يتواجدون بها لمراقبة صارمة أمنيا وإعلاميا".
وأضاف أن مناطق شاسعة من البادية، حيث كان الحزب قد أعلن سابقا سيطرته عليها، قد أصبحت "مناطق للمعارك اليومية حيث تتعرض دوريات الحزب ومراكزه للهجمات".
وقال إنه من المرجح أن تكون هذه الهجمات من تنفيذ عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أو مقاتلين معارضين لتواجد إيران في سوريا.
ولفت العبدالله إلى أن الحرس الثوري وميليشياته يشددون في هذه الفترة على "عمليات التجنيد ونشر فكر ولاية الفقيه".
وقال إنه عوضا عن تنفيذ عمليات عسكرية ضد جماعات متطرفة مثل داعش، تعمل إيران وأذرعها على إحداث تغيير ديموغرافي من شأنه أن يساعدها على اتخاذ موطئ قدم لها في المناطق المرغوبة أو الاستراتيجية في سوريا.
وذكر أن هذه الاستراتيجية التي تخدم مصالحها الذاتية تكشف السبب الحقيقي لتدخل الحرس الثوري في سوريا.
تراجع الدعم الروسي
وبدوره، قال فتحي السيد المتخصص في الشأن الإيراني، إن "التجاذب بين روسيا وإيران على اقتسام النفوذ في سوريا انعكس على الأرض بضعف الدعم الروسي المقدم للقوات الحليفة لإيران".
وأضاف للمشارق أن ذلك يظهر خصوصا في مناطق دير الزور والبادية وحلب.
وتابع أنه في عمليات عسكرية سابقة، تلقت هذه القوات "دعما مدفعيا وجويا وأحيانا دعما من قبل القوات البرية، مما سهل على ميليشيات الحرس عملها في هذه المنطقة وساعد على انتشارها".
وقال "أما في الوقت الحالي، فإن الوضع مغاير بسبب رغبة روسيا بإقصاء ايران لأي درجة مقبولة لكي تستحوذ على ما أمكنها من الثروات والنفوذ".
وأشار إلى أن ذلك ينعكس في ارتفاع حصيلة القتلى في صفوف الميليشيات الموالية لإيران ولا سيما حزب الله، لافتا إلى أن وحدات حزب الله تتوزع على عدد كبير من النقاط العسكرية أكانت منفردة أو مدمجة مع باقي الميليشيات غير السورية.
وتوقع السيد ارتفاع أعداد قتلى حزب الله في سوريا خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع ارتفاع عدد الهجمات التي ستستهدف مراكز وقواعد الحرس الثوري الإيراني وميليشياته.
حصيلة قتلى حزب الله
ومن جانبه، قال الناشط اللبناني صلاح منصور للمشارق، إن "حزب الله في لبنان يحاول عبر آلته الإعلامية الترويج عن انتصاره في سوريا ويدعي إنجازات لم تحصل إطلاقا".
وتابع أن الميليشيا تخفي "حقيقة ما يجري على الأرض، خصوصا استمرار مقتل الشبان اللبنانيين في أكثر من منطقة سورية".
وأضاف "لكن ما لا يستطيع إخفاءه حزب الله بشكل كامل هو مقتل عناصره، حيث أنه بعد انقطاع تواصلهم مع ذوييهم، ترتفع الأصوات للمطالبة بكشف الحقيقة".
وأشار إلى أنه إضافة إلى ذلك، تنكشف أي أخبار تعتبر سرية، عند حصول عمليات التبديل بين المجموعات التي تعود إلى لبنان.
ولفت منصور إلى تراجع ملحوظ بأعداد الشبان غير النظاميين الذين أرسلهم حزب الله للقتال في سوريا، وبينهم شبان موالين له وعاطلين عن العمل يتطوعون للذهاب إلى سوريا مقابل الراتب الذي يدفع لهم.
وقال إنه "وعلى رغم سعي الحزب إلى استغلال الأزمة الاقتصادية الحاصلة في لبنان لتجنيد المزيد من الشباب، إلا أن الأعداد تتراجع مما يعكس عدم الثقة".
ولفت منصور إلى أن جنازات قتلى حزب الله تتم بعيدا عن الأنظار، من دون دعوة وسائل الإعلام.
وذكر أن "بعض الناشطين المناوئين لحزب الله يحاولون الحصول على نسخة من ملفات مؤسسات الشهيد في لبنان كونها تحتوي على الأعداد الحقيقية لقتلى الحزب وجداول توزيع المساعدات على أهاليهم".
وقال إنه يمكن لهذه الملفات أن تكشف "الأرقام الحقيقية لعدد الشبان اللبنانيين الذين قتلوا في سوريا بعد جرهم إليها من قبل حزب الله والحرس الثوري الإيراني".