أمن

خبراء: الولايات المتحدة سترد على هجمات وكلاء إيران

حسن العبيدي من بغداد

قوات أميركية تتمركز على سطح السفارة الأميركية في بغداد لحمايتها، يوم 1 كانون الثاني/يناير الماضي. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

قوات أميركية تتمركز على سطح السفارة الأميركية في بغداد لحمايتها، يوم 1 كانون الثاني/يناير الماضي. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

أكد بعض الخبراء أنه مع اغتيال القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني، وجهت الولايات المتحدة رسالة واضحة بأنها لن تتردد بحماية مواطنيها ومصالحها وحلفائها ضد أي هجمات تشنها إيران أو وكلاؤها.

وفي هذا الإطار، قال أستاذ العلاقات السياسية في جامعة عدن، أحمد خليل الكمالي، إن الغارة الأميركية التي قضت على قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، "أسقطت فرضية" أنه لا يمكن التصدي لسليماني ووقف نشاطه.

وأسقطت أيضا حسبما أوضح للمشارق، "الهالة التي أحاطت تحركاته لجهة سريتها العالية وعدم إمكانية رصدها من قبل أي شخص كان".

وأضاف أن "الصدمة ما تزال تسيطر على وكلاء إيران، على الرغم من مرور نحو [شهرين] على القضاء على سليماني".

وأكد الكمالي أن القلق يعتري الميليشيات المدعومة من إيران في كل من اليمن، لبنان وسوريا، بسبب نجاح الولايات المتحدة بتعقب سليماني وقتله، ويشعرون بالضعف لا سيما أنه اعتاد السفر للاجتماع إليهم.

وأردف أنهم دون شك "سيتريثون مليا اليوم قبل التفكير بتهديد مصالح الولايات المتحدة أو حياة مواطنيها"، كما حلفائها.

الولايات المتحدة سترد على كل التهديدات

وأعرب الكمالي عن اعتقاده أن مقتل سليماني شكل تحذيرا لكل أعداء الولايات المتحدة بأن الأميركيين "لن يسكتوا بعد اليوم" عن تحرشات إيران أو هجماتها التي تنفذها عبر وكلائها.

ويؤشر أيضا وفقا له إلى أن "الولايات المتحدة ستعتمد مستقبلا الضربات الاستباقية للقضاء على أعدائها، وقبل أن يلحقوا الأذى بمواطنيها أو مصالحها".

من جانبه، ذكر رئيس حزب المستقبل العراقي، انتفاض قنبر، أنه سبق للولايات المتحدة أن حذرت من مغبة التعرض لمواطنيها أو مصالحها، "لكن إيران ووكلاءها ظنوا أن واشنطن لن تمضي قدما في تنفيذ تهديداتها".

وأكد للمشارق أن "قتل قاسم سليماني شكل ضربة أعادتهم إلى الواقع".

وأوضح أن "الثابت الوحيد اليوم هو أن واشنطن لن تغض النظر أو تقف مكتوفة الأيدي أمام تهديد مواطنيها ومصالحها في المنطقة".

فمن المرجح وفقا لقنبر أن "تلجأ الولايات المتحدة إلى تنفيذ ضربات استباقية لدرء أي مخاطر"، مشيرا إلى أن "القضاء على سليماني بعد تورطه في قتل مواطنين أميركيين خير دليل على هذا الاحتمال".

وأضاف: "ثمة صواريخ كاتيوشا تهدد العاملين في السفارة الأميركية في بغداد والعاملين في القواعد العراقية لمساعدة الجيش العراقي في حربه ضد الإرهاب". "أشك أن تستمر واشنطن بالصمت على مثل هكذا تهديدات".

وأشار إلى أن "المناطق التي انطلقت الصواريخ منها لاستهداف المصالح الأميركية تنشط فيها ميليشيات تابعة لإيران مثل كتائب حزب الله وحركة النجباء"، والولايات المتحدة تدرك هذا الأمر جيدا.

وفي الواقع، قال قنبر، أبلغ المسؤولون الأميركيون السلطات العراقية منذ فترة، "أن بلادهم سترد بما تراه مناسبا للدفاع عن مصالحها وأهدافها في العراق".

رد ’قاس وواضح‘

أما الخبير العسكري السعودي عبد الله القحطاني، فقال للمشارق إن قتل سليماني "أجبر عدة أطراف متهمة بزعزعة أمن المنطقة على مراجعة استراتيجيتها الخاصة بالتعامل مع تهديد مصالح الولايات المتحدة".

وأردف القحطاني أنه "خلال السنوات القليلة الماضية، ساد اعتقاد بأن الأميركيين لن يردوا على هذه التهديدات أو محاولات إيران والميليشيات الموالية لها القيام باستعراض عضلات".

لكن في حال تهديد مواطنين أميركيين "سيكون الرد قاسيا وواضحا" حسبما قال، لافتا إلى أن الرد كان محدد الهدف ونفد بدقة عالية لتفادي أي خسائر جانبية في أرواح الأبرياء.

وتوقع أن يكون الرد مثله خاطفا في حال "عمد وكلاء إيران أو إيران نفسها إلى تهديد الأميركيين مجددا".

وختم مؤكدا أنه "في المرة المقبلة، قد يكون الرد أقسى".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500