حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأحد من "رد سريع وقاس جدا" إذا حاولت إيران الثأر لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وقد جاء التهديد بعدما أعلنت إيران أنها ستقلص أكثر من التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الدولي المترنح، وأنها ستنهي القيود المفروضة على أعداد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.
وجاءت الضربة الأخيرة للاتفاق، الذي كان يهدف للتأكد من أن إيران لا تطور سلاحا نوويا تحت غطاء صناعتها النووية، لتعمق الأزمة الإقليمية التي تسبب فيها مقتل سليماني يوم الجمعة في بغداد.
وقال ترامب"إذا فعلوا أي شيء، سيكون الرد سريعا جدا وقاسيا جدا".
وكان الرئيس الأميركي قد هدد بالفعل باستهداف 52 هدفا غير محدد في إيران إذا هاجمت طهران القوات والمصالح الأميركية في المنطقة.
تهديدات ودعوات للانتقام
وكان سليماني أحد أشهر الشخصيات العامة في إيران، حيث يُنظر له على أنه بطل من أبطال الحرب الإيرانية-العراقية التي اندلعت في الفترة 1980-1988.
كما أنه كان الشخصية الرئيسية وراء شبكة إيران من الميليشيات والتحالفات عبر المنطقة حيث ينظر لإيران في الغالب على أنها في منافسة شرسة مع حلفاء الولايات المتحدة.
وكان المرشد الأعلى الإيراني على خامنئني قد توعد "بانتقام شديد".
ولا يزال الشكل الذي قد يكون عليه ذلك موضوعا لمناقشات ساخنة في البنتاغون والبيت الأبيض. لكن المحللين يقولون إن إيران قد تكون محدودة في المناورة إذا أرادت تجنب حرب شاملة مع الولايات المتحدة الأكثر قوة منها بكثير.
إلا أن أحد الرؤساء السابقين للحرس الثوري الإيراني هدد يوم الأحد بتحويل مدينتيّ حيفا وتل أبيب الإسرائيليتين "إلى غبار" إذا هاجمت الولايات المتحدة أهدافا في إيران.
كما قال حسين دهقان المستشار العسكري لخامنئي في تصريح لمحطة سي إن إن إن رد إيران "سيكون عسكريا بالتأكيد ضد مواقع عسكرية".
بومبيو يدافع عن القرار
ويوم الأحد، دافع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن قرار قتل سليماني وأصر على أن أي عمل عسكري أميركي آخر ضد إيران سيكون متوافقا مع القانون الدولي.
وقال إنه من المحتمل أن تحاول إيران مهاجمة القوات الأميركية.
حيث ذكر في حديث لوكالة فوكس نيوز في تعليقات نشرت الأحد "نعتقد أنه يوجد احتمال حقيقي أن ترتكب إيران خطأ وتقرر استهداف بعض قواتنا العسكرية في العراق أو الجنود في شمال شرق سوريا".
وأضاف "لكن هذا سيكون خطأ كبيرا إذا أقدمت إيران عليه".
يذكر أن الولايات المتحدة لديها حوالي 60 ألف جندي في المنطقة، منهم حوالي 5200 في العراق. وكانت واشنطن قد أصدرت أوامر لآلاف الجنود بالتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط يوم الجمعة عقب مقتل سليماني.
وأكد بومبيو "نحن نستعد لكافة أنواع الردود المخلتفة"، بما فيها هجمات سيبرانية.
بريطانيا لن تأسف على وفاة سليماني
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الأحد إن بريطانيا لن ترثي وفاة سليماني، لكنه حذر في نفس الوقت من أن عمليات الانتقام ستؤدي إلى المزيد من العنف.
وفي أول مداخلة له حول تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، قال جونسون إنه تحدث يوم الأحد مع ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل.
وأضاف أنه سيتحدث إلى زعماء آخرين في الأيام المقبلة.
وأكد أن "الجنرال سليماني كان يشكل تهديدا لمصالحنا وكان مسؤولا عن نمط من السلوك التخريبي المزعزع للاستقرار في المنطقة".
وأضاف "بالنظر إلى الدور الرئيسي الذي لعبه في الأفعال التي أدت إلى مقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء والأفراد الغربيين، فلن نأسف لوفاته".
وتابع "لكن من الواضح أن جميع الدعوات للانتقام أو الثأر ستؤدي ببساطة إلى مزيد من العنف في المنطقة وأنها ليست في مصلحة أي أحد".