قال خبراء ومحللون لموقع المشارق إن عملية قتل الجنرال الإيراني الأبرز قاسم سليماني على يد الولايات المتحدة في مطلع تشرين الثاني/يناير، جاءت بعد أكثر من 20 اعتداء في المنطقة أشرف عليها شخصيا.
وأوضحوا أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني كان المسؤول المباشر عن مقتل وإصابة أبرياء وتقويض الأمن والاستقرار في مختلف بلدان المنطقة.
وبصفته قائد فيلق القدس الذي يشرف على العمليات الخارجية للحرس الثوري، كان سليماني يمثل القوة الدافعة لتدخلات إيران وتهديداتها في المنطقة.
وقال الباحث بمركز الدراسات والبحوث القانونية في كلية القانون بجامعة القاهرة أحمد عبد السلام، إن "عملية التخلص من سليماني أشبه ما تكون باستئصال ورم سرطاني".
وأضاف للمشارق أن سليماني كان في الفترة الممتدة بين آذار/مارس 2018 ويوم مقتله، "متورطا بأكثر من 20 نشاطا مهددا للأمن تصنف كأعمال إرهابية بالمنطقة في دول تتدخل بها إيران سلبا".
وفي العراق، أطلقت الميليشيات المدعومة من إيران صواريخ على المعسكرات العراقية التي تضم قوات دولية، وقد أسفرت ضربة صاروخية على معسكر كي1 في محافظة كركوك عن مقتل مقاول أميركي وإصابة عدد من الجنود الأميركيين والعراقيين.
وتابع سلام أن هجوما صاروخيا استهدف القنصلية الأميركية في البصرة كما نفذ هجوم على السفارة الأميركية في بغداد وآخر على موقع شركة نفطية أميركية في البرجسية بالبصرة.
"وذكر "في ما يتعلق بسوريا، لا يمكن إلا استذكار ميليشيا فاطميون [...] وما سببته من جرائم بحق السوريين بواسطة أسلحة كانت تصلها من خلال سليماني".
وتابع أن "هجمات منشآت النفط السعودية والقصف على مطار الملك خالد الدولي والهجمات على نجران وجيزان بصواريخ حوثية كانت بأوامر من قاسم سليماني".
وأشار إلى أن "الهجمات على ناقلات النفط بمياه الخليج العربي أثبتت أيضا وقوف فيلق القدس خلفها".
وقال إنه لكل هذه الأسباب، كان قرار التخلص من سليماني بمثابة "حفظ حياة وأرواح عشرات الآلاف من الأبرياء".
استفزازات كبيرة
وبدوره، قال عضو البرلمان العراقي السابق ورئيس حزب المستقبل انتفاض قنبر "تمادى سليماني بالأشهر الأخيرة في استهداف المصالح الأميركية".
وأضاف للمشارق أن ذلك شمل "تهديد التجارة العالمية في الخليج وكسر خطوط الأمن بدول خليجية وأخرى بالمنطقة".
وتابع "لا نعني بذلك تهديد مصالح أميركية عسكرية أو أمنية، بل شمل ذلك تهديد رعايا أميركيين مدنيين عاملين بوظائف دبلوماسية ومدنية".
وأضاف أن من بين هؤلاء موظفي شركات النفط والعاملين في المنظمات الإنسانية التي تساعد سكان المدن المحررة شمالي وغربي العراق.
وقال إن "سليماني كان يهددهم ومن الطبيعي بالنسبة لكل دولة أو نظام سواء كانت الولايات المتحدة أو غيرها، أن تحمي مواطنيها وتمنع مصادر الخطر عنهم".
وأكد أن "قرار قتل [سليماني] هو بالتأكيد قرار صحيح، كون هذا الأخير أخطر من [أسامة] بن لادن و[أبو بكر] البغدادي".
الولايات المتحدة ʼصبرت طويلاʻ
وفي هذا السياق، جاء في بيان صدر في 2 كانون الثاني/يناير عن وزارة الدفاع الأميركية أن "سليماني وفيلق القدس التابع له مسؤولان عن مقتل مئات العناصر بالقوات الأميركية وقوات التحالف الدولي وإصابة آلاف الآخرين".
ولفت قنبر إلى أن "سليماني متورط بقتل أكثر من 600 جندي أميركي في العراق"، بعد أن سلّحت إيران ودرّبت الميليشيات التي نفذت أوامرها".
وتابع "هذا الرجل مجرم ونال جزاءه أخيرا بعد فترة طويلة حاولت فيها واشنطن اتباع أساليب مختلفة لإيقاف اعتداءاته على المصالح الأميركية وعلى مختلف دول المنطقة".
ومن جانبه، قال الخبير بالشأن الإيراني علي رضا زاده للمشارق، إن "عملية صبر طويلة من قبل الولايات المتحدة سبقت قرار التخلص من خطر قاسم سليماني".
وأضاف متسائلا "هل كان يجب مشاهدة سليماني وهو يتنقل بين الدول ويرسل شحنات الأسلحة إلى مختلف الميليشيات والمناطق ويقصف مصالح أميركية ويهدد مناطق النفط وممراتها؟".
ووصف مقتل سليماني قائلا إن "الموضوع لا يتطلب شرحا أو تفسيرا. هذا مجرم دولي وخطير والشعوب الواقعة تحت أذاه كلها ممتنة لجهة أنهم خلصوهم منه".