كثفت الحكومة المصرية جهودها الرامية إلى إتمام عدد كبير من مشاريع التنمية في شمال سيناء، حيث تنفذ حملة للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وفي مطلع الشهر الجاري، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن عملية التنمية الشاملة في سيناء تتقدم "بخطوات ملموسة"، بفضل "التحسن الكبير" في الوضع الأمني.
وأكد السيسي في بيان صدر في 13 تشرين الأول/أكتوبر، أن "أهالي سيناء لهم الحق في توفير الأمن والأمان والاستقرار"، لافتا إلى أن التعاون بين وكالات الدولة وأهالي سيناء ضروري لتحقيق التنمية الشاملة.
وأضاف أن للدولة ولشعب سيناء المصالح نفسها.
وأشار السيسي إلى أن سيناء التي تعد قيد التطور، قد شهدت خلال السنوات الـ 5 الماضية، استثمارات حكومية كبيرة، مشددا على أن تحسين الأوضاع وتحقيق تلك الأهداف يتطلبان مزيدا من الجهود وتعاونا بين مختلف الجهات.
وأضاف أن مشاريع تنمية سيناء تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية في شبه الجزيرة، وإقامة مجتمعات زراعية وصناعية وعمرانية تجذب السكان الجدد من وادي النيل.
تنمية الموارد المائية
وبعد أيام من صدور بيان السيسي، أعلنت وزارة الري والموارد المائية في ـ19 تشرين الأول/أكتوبر عن بدء ضخ مياه معالجة في ترعة الشيخ جابر في شمال سيناء.
وجاء في بيان للوزارة أن ذلك سيساعد في استصلاح وزراعة نحو 400 ألف فدان (168 ألف هكتار) من الأراضي الزراعية، ويأتي في إطار استراتيجية الدولة الشاملة لتنمية شمال سيناء.
وأضاف أن مصر تهدف إلى "تعمير وتنمية سيناء من خلال توفير مصادر مائية من المياه الجوفية ومياه البحر المحلاة، بالإضافة إلى حصاد مياه الأمطار واستخدام المياه المعالجة".
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الوزارة محمد السباعي للمشارق إن المشروع يأتي في إطار خطة أوسع معنية لتوفير الموارد المائية النقية لشمال سيناء.
وأشار السباعي إلى أن "وزارة الموارد المائية والري، معنية بتوصيل المياه لمناطق سيناء، حيث تم الانتهاء من البنية التحتية".
وأضاف أنه تم حفر مجموعة من آبار المياه الجوفية في جنوب سيناء، وتنفيذ العديد من محطات المعالجة الضخمة للمياه وإنشاء عدد كبير من سدود حصاد الأمطار.
وتابع أن هذه الأخيرة "شملت 59 سدا وحاجزا و19 خزانا أرضيا و15 بحيرة صناعية، وذلك خلال المرحلة الأولى، وجار الانتهاء من إعداد عقود عمليات المرحلة الثانية".
ولفت إلى أنه في شمال سيناء، أكملت الوزارة أعمال بناء 8 سدود و15 خزانا أرضيا.
وأوضح أنه تم الانتهاء من العمل على حاجز توجيه وقناة صناعية في منطقة أبو طريفة لحماية منطقة نخل من السيول.
ربط سيناء بالمناطق الداخلية
وبدوره، قال خبير التمويل والاستثمار هشام ابراهيم، إن "الاستراتيجية الوطنية لتنمية سيناء تقوم على أساس جعل شبه جزيرة سيناء منطقة جاذبة للاستثمار".
وأضاف أنه يتم تحقيق ذلك "من خلال الاستفادة القصوى من موقعها الاستراتيجي وكذلك ثرواتها الطبيعية".
وتابع أنه للمرة الأولى في تاريخ مصر، ستربط الأنفاق سيناء بباقي مناطق البلاد لتسهيل حركة العبور والسفر والتجارة، مما سيؤدي أيضا إلى تشجيع المستثمرين.
وقال إن مشاريع الأنفاق صاحبها عدد كبير من المشاريع لتطوير وبناء طرقات جديدة تربط بين جميع المحافظات وسيناء.
وتشمل هذه الأخيرة نفق شرم الشيخ والذي يختصر المسافة بين القاهرة ومدينة شرم الشيخ السياحية لتبلغ 4 ساعات فقط وبطول 342 كيلومترا.
وذكر أن "نجاح الحملة العسكرية ضد الجماعات الإرهابية في شمال سيناء واستقرار الأوضاع هناك ساهم في إتمام عدد كبير من مشروعات تنمية سيناء".
وأشار إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار "خطة [الدولة] الشاملة للنهوض بهذه المنطقة وجعلها بيئة خصبة للاستثمار".
أنفاق تسهل حركة الشحن
وتم الانتهاء من أعمال الإعمار مؤخرا في نفقين يربطان بين محافظة بور سعيد وشبه جزيرة سيناء.
وتبلغ مسافة النفقين اللذين يمران تحت قناة السويس، 4 كيلومترات ويربطان بين محافظة بور سعيد الجنوبية وسيناء بصورة مباشرة.
وقبل فتح النفقين، كان يتطلب نقل البضائع بين الأراضي الداخلية وشبه الجزيرة بين يومين و5 أيام.
ويمكن للنفقين أن يستوعبا حركة مرور 2000 مركبة في الساعة، مع مرور معدل 40 ألف مركبة يوميا، وقد قصرا مدة الرحلة لتبلغ 20 دقيقة فقط.
ويهدف المشروع إلى إنعاش التنمية والحركة التجارية من وإلى سيناء، التي كانت سابقا مقيدة بمعابر تديرها هيئة قناة السويس، أي جسر السلام ونفق الشهيد أحمد حمدي.
وفي أيار/مايو، افتتح السيسي نفقين يربطان مدينة الإسماعيلية المطلة على قناة السويس، بسيناء وذلك لتسهيل حركة المرور والحركة التجارية.
وتساعد الأنفاق الجديدة في ربط سيناء بباقي أنحاء البلاد.
اخبار طيبة داءما بالنجاح والتوفيق لمصر الحبيبة
الرد1 تعليق