أمن

الجيش الأميركي يدعم الشراكة الأمنية الخليجية

سلطان البارعي من الرياض

جنود أميركيون وسعوديون ينزلون علم بلديهما في 28 شباط/فبراير بمناسبة ذكرى نجاح عملية مناورات الصداقة 2. وقد منحت هذه المناورات البلدين فرصة لتبادل الأفكار وتعلم أساليب عملياتية جديدة وتحسين العلاقات العسكرية. [حقوق الصورة للجيش الأميركي]

جنود أميركيون وسعوديون ينزلون علم بلديهما في 28 شباط/فبراير بمناسبة ذكرى نجاح عملية مناورات الصداقة 2. وقد منحت هذه المناورات البلدين فرصة لتبادل الأفكار وتعلم أساليب عملياتية جديدة وتحسين العلاقات العسكرية. [حقوق الصورة للجيش الأميركي]

أكد خبراء تحدثوا للمشارق أن الوجود العسكري الأميركي في الخليج يعتبر عاملا أساسيا للحفاظ على استقرار المنطقة، وهو نابع من الشراكة الاقليمية التي عقدتها الولايات المتحدة مع دول مجلس التعاون الخليجي.

وتشمل هذه الشراكة التعاون الأمني والفني لمواجهة أي خطر على الأمن الإقليمي، إضافة إلى تمارين ومناورات مشتركة تهدف إلى إنشاء تنسيق فعال بين الولايات المتحدة والجيوش الإقليمية.

وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع السعودية في 19 تموز/يوليو موافقة الملك سلمان على استضافة القوات المسلحة الأميركية، وذلك نظرا للجهود الرامية إلى تعزيز التعاون المشترك للدفاع عن الأمن والاستقرار الإقليمي.

وتعمل الولايات المتحدة على إعادة تثبيت وجودها في قاعدة الأمير سلطان الجوية في الصحراء جنوبي الرياض، وقد أرسلت إليها المعدات ومئات الجنود ومن المتوقع أن ترسل المزيد ضمن سرب جوي.

طائرات هجومية وللنقل العسكري في قاعدة العديد الأميركية الجوية في قطر. [صورة تم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي]

طائرات هجومية وللنقل العسكري في قاعدة العديد الأميركية الجوية في قطر. [صورة تم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي]

جهوزية للرد في أي حالات طارئة

وقال الخبير العسكري السعودي منصور الشهري للمشارق، إن التواجد الأميركي العسكري في منطقة الخليج "يأتي من خلال شراكة إقليمية معقودة بين دول مجلس التعاون الخليجي وبين الولايات المتحدة".

وأشار في حديثه للمشارق إلى أن الأمر لا يقتصر على الردع العسكري، "بل يتعداه ليشمل العديد من أوجه التعاون، خصوصا التدريبات العسكرية المشتركة للبقاء على أهبة الاستعداد لأي طارئ".

وذكر أن هذا التعاون يضم أيضا تعريف الشركاء الاستراتيجيين على أحدث التقنيات العسكرية، مع تقديم المشورة والتدريب لهم وتنفيذ المناورات العسكرية معهم.

وأكد أن الشراكة تهدف إلى تأمين "بنية تحتية تقنية وعسكرية تمكّن القطاعات العسكرية والأمنية في دول مجلس التعاون من أن تكون جاهزة عسكريا لمواجهة أي طارئ أمني وتعقب الجرائم الإلكترونية".

وقال إن الشراكة تساعد في تعقب الإرهابيين وإحباط أنشطة التجنيد ومحاولات التنقل والتسلل عبر الحدود.

وأضاف أنه يتم التركيز على "أمن السواحل وعمليات خفر السواحل نظرا لما يمثله هذا الأمر من نتائج على صعيد مكافحة الإرهاب وقطع وسائل ومصادر التمويل ووقف انتشار المواد الممنوعة والمخدرات".

ضمان الأمن الإقليمي

ومن جهته، اعتبر فتحي السيد المتخصص في الشأن الإيراني في مركز الشرق للدراسات الاقليمية والاستراتيجية، أن التعاون العسكري بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي يهدف بشكل أساسي إلى "ضمان الأمن الإقليمي".

وأوضح للمشارق أن الهدف هو "الوصول إلى اتجاه دائم بإمكانية الوصول إلى الحل السلمي لأي صراع من دون اللجوء إلى القوة كحل أول".

وأضاف السيد أن "الولايات المتحدة استطاعت فعلا خلال العقود الماضية نقل التعاون العسكري مع دول الخليج إلى مستوى الشراكة الحقيقية، وهو ما يتم ترجمته على جميع الأصعدة السياسية وحتى الاقتصادية".

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تطمح خلال هذه الفترة إلى تعزيز أمن المياه الإقليمية في دول مجلس التعاون الخليجي وصد أي اعتداءات قد تصدر عن أي جانب، وخصوصا الجانب الإيراني.

وتابع أن زيادة الوجود العسكري الأميركي يعتبر "رسالة قوية لإيران مفادها أن أمن المنطقة خط أحمر"، مشيرا إلى أن باعتقاده تستطيع جيوش الولايات المتحدة والخليج "صد أي عدوان إيراني".

وأضاف السيد أن جيوش المنطقة أظهرت مستوى عال من الجهوزية، لا سيما نتيجة تفاعلها مع القطعات العسكرية الأميركية، "وهو ما يؤمن بالتالي أمن واستقرار إنتاج وتصدير النفط".

خلق شركاء أقوياء

ومن جهته، قال الضابط المتقاعد في الجيش الإماراتي عبدالله العامري للمشارق، إن التواجد العسكري الأميركي المتزايد في الخليج يهدف إلى خلق "منطقة آمنة ومستقرة بعيدة عن التوتر الأمني" الذي يهدد بجر المنطقة إلى الحرب.

وأكد أن "هذا التواجد ورغم طابعه العسكري، يهدف إلى ضمان الاستقرار أولا واعتبار الحل العسكري آخر الحلول بعد استنفادها".

وأشار إلى أن ذلك يأتي في ظل تصاعد التهديدات الإيرانية التي "وصلت ذروتها في الآونة الأخيرة".

وذكر أن التواجد الأميركي يهدف أيضا إلى إحباط العمليات التي تنفذها أذرع إيران في المنطقة، وهي مدعومة وموجهة من قبل الحرس الثوري الإيراني لدعم أجندة إيران التوسعية.

وأشار العامري إلى أن الولايات المتحدة تعزز تواجدها العسكري من خلال المناورات والتدريبات الثنائية والمشتركة، بهدف خلق شريك قوي مجهز ومستعد بالكامل للحفاظ على الأمن.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500