قالت سلطنة عُمان يوم الاثنين، 22 تموز/يوليو، إن كبير دبلوماسييها سيتوجه إلى إيران في عطلة نهاية الأسبوع لمناقشة الوضع في الخليج وسط تصاعد التوترات.
وذكرت الوزارة أن وزير الشؤون الخارجية، يوسف بن علوي بن عبد الله، "سيزور إيران يوم السبت المقبل لمناقشة العلاقات الثنائية ولمواصلة التشاور بين البلدين خصوصا فيما يتعلق بالتطورات الإقليمية الأخيرة".
وحافظت عُمان على علاقات جيدة مع إيران طوال الأزمات المتتالية التي شهدتها المنطقة، ما سمح لها في بعض الأحيان بأن تلعب دور الوسيط حتى مع الولايات المتحدة.
وكانت التوترات في الخليج قد تصاعدت منذ شهر أيار/مايو وسط خلاف عميق بين إيران والولايات المتحدة حول برنامج طهران النووي،مع وقوع سلسلة من الاعتداءات شملت ناقلات نفط وطائرات مسيرة.
ويوم الجمعة الماضي، احتجزت قوات الحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط ستينا إيمبيرو التي تحمل العلم البريطاني في مضيق هرمز، مع أفراد طاقمها البالغ عددهم 23 فردا.
دعوات للإفراج عن السفينة
وعقب هذا الحادث، ترأست رئيسة الوزراء البريطانية المنتهية ولايتها تريزا ماي يوم الاثنين اجتماعا طارئا للوزراء ومسؤوليين أمنيين لمناقشة كيفية الرد.
وقال الناطق باسم ماي إن "السفينة احتجزت على خلفية حجج واهية وغير قانونية، وعلى الإيرانيين الإفراج عنها وعن طاقمها فورا".
وأضاف: "نحن لا نسعى إلى المواجهة مع إيران، لكن أن يتم احتجاز سفينة وهي تقوم بأعمال مشروعة عبر مسارات الشحن المعترف بها دوليا فهذا أمر غير مقبول وتصعيدي للغاية".
هذا ومن المتوقع أن يطلع وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هانت، البرلمان على آخر تطوارت هذا الحادث في وقت لاحق من يوم الاثنين.
وفيما دان الاتحاد الأوروبي ما قامت به إيران، تحدث هانت يوم الأحد إلى نظيريه الفرنسي والألماني.
وذكر بيان بريطاني أنهم اتفقوا على أن "المرور الآمن للسفن عبر مضيق هرمز يعتبر أولوية قصوى للدول الأوروبية، لكنهم حريصون في الوقت عينه على تجنب أي تصعيد محتمل في المنطقة".
هذا ودعت عُمان للإفراج عن الناقلة ستينا إيمبيرو ولتسوية النزاع بين لندن وطهران بالطرق الدبلوماسية.
من ناحيتها، دانت السعودية احتجاز السفينة ووصفته بأنه "أمر مرفوض تماما"، ودعت القوى العالمية "للتحرك واتخاذ الإجراءات اللازمة لردع مثل هذا السلوك".
'قلق بالغ'
وقالت كل من الكويت وقطر إنهما تتابعان "بقلق بالغ" التطورات في المنطقة، وحثتا كل الأطراف على ممارسة ضبط النفس.
وقالت الحكومة الكويتية في بيان بثته وكالة الأنباء الكويتية، إن "هذه الممارسات تزيد من التصعيد والتوترات وتعرض سلامة الملاحة لتهديد مباشر".
في هذه الأثناء، أفرج عن ناقلة إيرانية محتجزة في السعودية منذ أجبرت على إجراء إصلاحات في ميناء جدة، وهي الآن في طريق عودتها إلى الجمهورية الإسلامية، حسبما صرح وزير النقل الإيراني محمد إسلامي يوم الأحد.
وقال إسلامي وفقا لوكالة إيرنا الحكومية للأنباء، إن الناقلة هابينيس 1 "قد أفرج عنها عقب مفاوضات"، وهي الآن تتجه نحو مياه الخليج.
وكانت وكالة أنباء شانا التابعة لوزارة النفط الإيرانية قد أعلنت حينها أن السفينة أجبرت أوائل شهر أيار/مايو على إجراء إصلاحات في السعودية، بعد تعرضها "لعطل في المحرك وفقدان السيطرة عليها".
يذكر أن رسو السفينة الإيرانية في ميناء سعودي أمر نادر، وجاء على الرغم من التوترات المتصاعدة بين البلدين.