أكد خبراء عسكريون تحدثوا للمشارق أن العلاقة بين تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) وفرع التنظيم في مصر، ولاية سيناء، تشهد توترا كبيرا منذ الأشهر الأخيرة مع تعرض داعش لمعارك ضارية في العراق وسوريا.
وبحسب هؤلاء، فإن انفصال ولاية سيناء عن داعش أصبح أمرا متوقعا في ظل الضغوط التي يواجهها فرع التنظيم في مصر من الجيش المصري والقبائل المحلية.
وقد أدت الخسائر المتكررة إلى القضاء على حلم "دولة الخلافة" التي سعت داعش إلى ارسائها منتهكة بشكل مباشر سيادة العديد من الدول.
ومع تأكيد الجيش المصري سيطرته على أرضه وحدوده البحرية، تم قطع القنوات التي كان يستخدمها تنظيم داعش في تهريب السلاح لعناصره داخل سيناء، مما عمق الشرخ بين التنظيمين.
انقسامات داخلية متنامية
وقال أحمد بان، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، إن "العلاقة بين تنظيم ولاية سيناء وداعش تشهد خلافات حادة بعد فقدان داعش سيطرتها على أراض كبيرة في العراق وسوريا وعدم قدرتها على التواصل مع عناصرها داخل سيناء".
وأضاف للمشارق أن خسارة داعش للموصل "أكبر خسارة" تعرض لها التنظيم، لتصبح بذلك مدينة الرقة آخر معاقل التنظيم في العراق "هي الورقة الأخيرة في محاولة التنظيم لاستعادة حلم دولة الخلافة".
وأردف أن فريقا داخل ولاية سيناء يرى أنه في حالة خسارة داعش للرقة سيسحب تنظيم ولاية سيناء بيعته لأبو بكر البغدادي زعيم داعش أو من ينوبه.
وأوضح بان أن "تنظيم داعش يدعي سيطرته على مناطق في العراق وأخرى في تشاد بهدف الحفاظ على بيعة التنظيمات التابعة له"، معتبراً أن تلك المحاولات ستبوء بالفشل.
ورأى بان أن اقتراب سقوط داعش كان سببًا في دعوة تنظيم القاعدة لحمل السلاح في الفترة الأخيرة كانت موجهة لجذب مقاتلي داعش في نشرة إعلامية دعا فيها المتطرفين التكفيريين في أنحاء العالم للانضمام إليه.
وأضاف بان أن "تنظيم ولاية سيناء في مصر يعاني أشد المعاناة بعد قطع الإمدادات العسكرية عنه بسبب الضربات الجوية المتتالية لسلاح الطيران المصري، وتشديد الرقابة على الحدود المصرية الليبية".
وقال إن مداهمات أمنية متلاحقة للقوات المصري داخل سيناء استهدفت مخابئ عناصر التنظيم وقتل العديد من عناصره وتدمير مخازن الأسلحة.
وأردف أن عدم قدرة داعش على رفع هذه المعاناة عن ولاية سيناء أحدث انقساما داخل الأخير، ودعا عدد من قياداته إلى مراجعة عقيدته القتالية فيما يخص بيعته للبغدادي والانفصال عن داعش.
حلم ’دولة الخلافة‘ ينهار
الدكتورة إيمان رجب، عضو مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قالت للمشارق إن أهم عناصر قيام الدولة هي الأرض والشعب والسيادة.
وأكدت للمشارق أنه إذا فُقد أحد هذه العناصر تسقط الدولة.
وأوضحت أن داعش أعلنت تأسيس دولتها بعد استيلائها على أراضٍ ومساحات شاسعة في العراق وسوريا.
وأردفت أنه "في ظل تحرير هذه الأراضي من قبضة التنظيم ستفتقد "دولة الخلافة" أي شكل مادي وستتحول "إلى تنظيم راديكالي لا يمتلك الأرض".
وبالتالي سيفقد التنظيم بيعة ولاية سيناء كما سيفقد بيعة عناصره في نيجيريا وتشاد والفلبين بالإضافة إلى بعض "الذئاب المنفردة" المنتشرة في أوروبا، حسبما أكدت.
وأضافت أنه "على الرغم من أن فقدان تنظيم داعش للأرض سيفقده أيضًا عناصره، إلا أنه يجب تتبع العناصر الأخرى التي تدير الأموال الطائلة التي يمتلكها التنظيم، حتى تصبح داعش رأسا بلا ذيل".
وفيما يخص الوضع في سيناء قالت رجب إن نشاط داعش تراجع في الفترة الأخيرة داخل سيناء، بسبب تعاون القبائل مع الجيش والشرطة في قتال ولاية سيناء.
وأردفت أن ذلك تسبب في "إضعاف الروح المعنوية لعناصر ولاية سيناء وجعلهم ينفرون من القتال، خاصة بعد قتل العديد منهم".
وطالبت رجب بضرورة ملاحقة عناصر التنظيم حتى لا يفروا إلى وادي النيل والدلتا والاقتراب من العاصمة ذات الكثافة السكانية وينفذوا اعتداءات انتحارية، وفق ما أشارت.
انفصال ولاية سيناء
وبدوره قال اللواء جلال عبد الهادي، الخبير العسكري، إن "تنظيم ولاية سيناء أصبح عاجزًا عن مواجهة الجيش وتحقيق أي مكاسب للتنظيم".
وأضاف للمشارق أن طريقة تنفيذ عملياته في الفترة الأخيرة تشير إلى "فقدانه التواصل مع داعش".
وأردف أن "الخلافات الحالية بين عناصر ولاية سيناء أمر طبيعي نتيجة الخسائر التي تعرض لها التنظيم باستهداف قياداته الذي كان آخرهم غندر المصري مسؤول التجنيد".
ولفت إلى أن الضربات الجوية المتتالية دمرت الكثير من مخابئه ومخازن أسلحته.
وأضاف أن "ولاية سيناء أصبحت لا تستفيد من داعش بعد انقطاع الاتصال معها"، مشيراً إلى توقف إمدادات السلاح المهربة إليه بعد سيطرة الجيش المصري على الحدود البرية والبحرية.
وتوقع عبد الهادي أن تخرج ولاية سيناء في أقرب وقت من بيعتها لداعش.
وأشار إلى أن ذلك سيدفع العديد من التنظيمات الأخرى والعناصر التابعة لداعش إلى المراجعات الفكرية التي قد تقضي نهائيًا على حلم "دولة الخلافة" التي تسعى إليها داعش.
مقال هابط تكهنات وتوقعات فاضية لا بقل نتانه عن فضلات كاتبيه.
الرد1 تعليق