بعد تحرير مدينة الباب السورية من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، تعمل فصائل الجيش السوري الحر بالتعاون مع المجلس المحلي على تزويد الأهالي بالطعام والمواد التموينية الضرورية.
ورحب الأهالي بإعادة فتح الفرن الآلي في المدينة حيث لقيت الخطوة ارتياحا كبيرا في أوساطهم، حيث إنها ستساعد في تلبية حاجات عدد كبير من النازحين العائدين إلى المدينة.
وفي هذا السياق، قال حسن اسماعيل وهو من أعضاء المجلس المحلي لمدينة الباب، إن "الفصائل التابعة للجيش السوري الحر تتعاون مع المجلس المحلي لمدينة الباب في كل ما يتعلق بتأمين الضرورات الحياتية".
وأضاف لديارنا أنه نتيجةً لهذا التعاون، تمت إعادة فتح الفرن الآلي وأصبح الخبز متوفراً.
وأوضح أن الفرن "كان قد توقف عن العمل منذ عام 2015 إثر قيام عناصر داعش بسرقة كل تجهيزاته ونقلها إلى مدينة الرقة"، متابعاً أنه لم يبق من الفرن القديم إلا المبنى.
وذكر اسماعيل أنه منذ إعادة فتح الفرن، أصدر المجلس المحلي عدداً من القرارات لضبط الأمور المتعلقة بالخَبز وبيع الخبز، كما منع بيع وشراء الطحين والقمح عبر القنوات غير المصرح لها.
توزيع الخبز
كذلك، أضاف إسماعيل أن المجلس المحلي أجرى مسحاً لأبناء المنطقة وأعد لائحة مفصلة لتسهيل توزيع الخبز وغيرها من المساعدات.
ولفت إلى أنه "يجري توزيع الخبز المنتج من الفرن الآلي على العائلات مجاناً طبقاً للمعلومات الواردة في جدول الإحصاء، كما يتم بيع جزء صغير من الكمية المنتجة بمبلغ يعتبر رمزياً وهو مائة ليرة سورية (0.47 دولار) فقط".
وأشار اسماعيل إلى أن "الحاجة اليومية من مادة الطحين لسد حاجة المواطنين في المنطقة بأكملها تقارب الخمسة أطنان والكمية المتوفرة حالياً ثلاثة أطنان تقريباً، أي ما يتيح إنتاج أكثر من 12000 ربطة من الخبز".
وأكد أنه يجري العمل على سد النقص.
وبدوره، قال مروان الشهابي وهو قائد فصيل عسكري في الجيش الحر المتمركز في مدينة الباب، إن "المرحلة التي تلت تحرير مدينة الباب وريفها من عناصر التنظيم كانت صعبة على المدنيين بسبب فقدان معظم المواد التموينية".
وأشار إلى فرار المنظمات الإنسانية والإغاثية من المنطقة إثر استهداف داعش لها وعرقلتها لعملياتها.
وأضاف أن بعض التجار استغلوا الوضع لاحتكار مادتي الطحين والقمح وبيعها "بأسعار خيالية" بسبب الحاجة الماسة إليها.
وتابع الشهابي "كما قام البعض منهم باحتكار مادة الخبز نفسها التي كان يجري جلبها من مناطق أخرى، حتى وصل سعر ربطة الخبز إلى أكثر من 1500 ليرة سورية (سبعة دولارات)".
تأمين الغذاء للأهالي
ولفت الشهابي إلى أن الجيش السوري الحر "سارع إلى إعادة فتح الفرن في غضون أسبوعين بعد تحرير المدينة وقبل تطهيرها من الألغام".
ومن جهته، قال محمد النعوس وهو من أهالي مدينة الباب، لديارنا إن إعادة فتح فرن الباب أشاع الطمأنينة بين المدنيين في المنطقة.
ولفت إلى أن "الخبز يعتبر مادة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، ومع انعدام توفر مادة الطحين لإنتاجه، فالأمر كان يشكل إرباكاً للجميع".
وذكر أنه قبل عودة الفرن الآلي إلى العمل، كان يتم إنتاج الخبز في أفران صغيرة ولم يكن جيداً.
وأكد النعوس أن التدابير التي اتخذت لضمان توفير الخبز ومنع بيعه في السوق السوداء "أراحت الأهالي وأزاحت عنهم ضغطاً كبيراً من ضغوط الحياة اليومية".
وأوضح "أستلم حاجتي يومياً من مندوبي المجلس المحلي وهي عبارة عن ربطتين من الخبز تكفي لأربعة أفراد [من العائلة]، وذلك بحسب ما أظهره المسح الذي تم في المدينة وريفها".
وأضاف أن المجلس وبعد عملية المسح، استثنى من عملية التوزيع المجاني للخبز بعض العائلات الميسورة الحال التي تستطيع شراءه من السوق، مما أتاح توزيع الخبز مجاناً على عدد أكبر من الأهالي.
ولفت النعوس إلى أن قرار إنشاء المجلس المحلي بهذه السرعة بعد تحرير المدينة سهّل عودة المدنيين وسمح بعودة الحياة تدريجياً إلى المدينة وريفها.
وختم قائلاً إن عمليات الترميم والتشييد جارية، بما في ذلك إعادة تشغيل شبكتي الكهرباء والمياه.