أمن

القاعدة تقع بحالة من الفوضى في اليمن

أبو بكر اليماني من صنعاء

جندي يمني يقف على آلية مصفحة في زنجيبار في 16 آب/أغسطس بعد دخول محافظة أبين لتحريرها من القاعدة. [صالح العبيدي/أ ف ب]

جندي يمني يقف على آلية مصفحة في زنجيبار في 16 آب/أغسطس بعد دخول محافظة أبين لتحريرها من القاعدة. [صالح العبيدي/أ ف ب]

أصبح تنظيم القاعدة في حالة ضعف في اليمن بسبب خسارته لعدد من المدن، مما أدى إلى فقدانه مصادر الإيرادات المالية التي كانت عامل قوة في زيادة العناصر والسلاح.

وفي هذا الإطار، قال عدنان الحميري الخبير في الشؤون الاستراتيجية للمشارق "لقد اصبح تنظيم القاعدة يعاني بعد الضربات التي تلقاها" في حضرموت ومحافظات ابين.

وتتزامن الملاحقات المستمرة للاجهزة الامنية في المحافظات الجنوبية مع الضربات الجوية التي تستهدف عناصر التنظيم.

واضاف الحميري أن نتيجة هذه الخسائر، فقد خسرت القاعدة مصادر تمويل عدة خصوصا أن التنظيم كان يجني الأرباح خلال سيطرته على مدينة المكلا.

وشملت تلك المصادر ايرادات من الميناء والمنافذ الجمركية والضريبية واتاوات على الاسواق، بالإضافة إلى إيرادات من بيع النفط في حضرموت.

وهذا كله شكل اضافة كبيرة إلى تنظيم القاعدة استفاد منها في شراء الولاءات وجذب المزيد من العناصر في صفوفه و تقوية نفوذه، وفق ما ذكر.

وأشار إلى أن "نفوذ تنظيم القاعدة توسع في المدن والمناطق المحيطة بمدينة المكلا نظرا لتعدد مصادر القوة من المال والعناصر والسلاح".

الهزيمة في المكلا تمهد للانهيار

وتابع أن تنظيم القاعدة تعرض لانتكاسة حين نجحت حملة قوات التحالف في نيسان/أبريل من تطهير المدينة والمناطق المحيطة به من عناصره، بحسب ما اعتبر الحميري الذي أضاف أن "هذه الخطوة الاولى التي اوصلت التنظيم الى حالة التشرذم والارباك والضعف الآن".

واشار الحميري إلى أن انشغال الفروع الأخرى للتنظيم بمعارك محلية في مناطقها، إضافة إلى الحرب الدولية والحصار المالي المفروض على حركة نقل الأموال للتنظيم.

وقال إنه رغم أن الطرق التقليدية قائمة لكنها قليلة ومخاطرها كبيرة في ظل الظروف التي تعيشها بلدان المنطقة وخصوصا اليمن.

واضاف الحميري أن "كسر شوكة تنظيم القاعدة في نيسان/ابريل [وطردها] من محافظة حضرموت سهّل عملية تطهير محافظة ابين لاحقا والتي جعلت قيادات وعناصر التنظيم يفقدون مناطق كانوا يعتبرونها مواطنها".

وذلك يحصل خصوصا في جعار والتي تعددت المرات التي سيطر عليها التنظيم في 2011 عندما أعلنها إمارة اسلامية وخرج منها بعد معارك طاحنة مع الجيش واللجان الشعبية في 2012".

"ومن ثم عاد في 2015 للسيطرة على كثير من المناطق في المحافظات الجنوبية مستغلا انقسام مؤسسات الدولة والجيش في الحرب الدائرة"، وفق ما أضاف.

ضغط محلي ودولي

من جانبه، قال نايف حيدان المحلل السياسي للمشارق إن تنظيم القاعدة يعاني جراء الحصار المحلي والدولي.

وأشار إلى أن التنظيم كان قد اعتمد في استقطابه للمقاتلين في صفوفه على العامل الاقتصادي بسبب ارتفاع نسبة الفقر والبطالة خصوصا في ظل الحرب.

"مما مكنه من السيطرة على المكلا وعلى مواردها المالية وخصوصا القادمة من تصدير النفط".

وأكد حيدان أن فقدان القاعدة لهذه الايرادات تمثل "نكسة كبيرة وبالتالي سيفقد التنظيم المزيد من عناصره بسبب فقدان المال الذي كان مصدر جذب لهم".

كما أن هذا التأثير سيمتد على نفوذ التنظيم في المناطق الاخرى بدليل خروجهم من محافظة ابين والتي تفسر حالة الضعف الكبيرة التي وصل لها تنظيم القاعدة، وفق ما أشار.

وتؤدي المنافسة الشرسة بين القاعدة و"الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) إلى تقويض كلا التنظيمين .

طارق الزريقي المحلل السياسي والخبير في الجماعات المسلحة قال للمشارق إن "تنظيم القاعدة يواجه عدة متغيرات على الواقع محليا واقليميا أدت إلى حالة ضعف في صفوفه وبدأ ذلك مع انسحاب عناصر التنظيم من المدن التي كان يسيطر عليها لسنوات".

وأضاف الزريقي أن التنظيم لا يتخلى بسهولة عن المناطق التي يسيطر عليها، لكنه أمام الحملة التي اعدها الجيش والتحالف انسحب من مدينة المكلا.

"وكذلك انسحبت القاعدة في آب/اغسطس من مدينة عزان في محافظة شبوه وبعدها وفي نفس الشهر استعادت قوات الجيش والتحالف العربي مدن كبرى في محافظة ابين بدون وقوع معارك حقيقة"، وفق ما أضاف.

بعكس ما حصل في 2012 عندما استعاد الجيش مدن ابين من سيطرة التنظيم بعد معارك صعبة، قال الزريقي.

وهذا يدل على الوضع المنهار للتنظيم، كما ختم الزريقي داعيا الجيش إلى عدم ترك فرصة للتنظيم لالتقاط الانفاس واعادة ترتيب اوراقه.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500