أكد خبراء يمنيون أن تنظيم القاعدة في اليمن تعرض لعمليات اغتيال واعتقالات طالت قياداته في اليمن الشهر الماضي وقد تزامن ذلك مع عمليات أمنية لتطويقه مما أدى إلى تقييد التنظيم وأعاق قدرته على شن هجمات واسعة في البلاد.
وأشاروا إلى أن مستوى الضعف الذي وصل إليه التنظيم يظهر في طريقة تنفيذه عملياته الانتحارية التي تفتقد لكثير من الدقة مقارنة بالسابق.
وكان التنظيم قد حاول تنفيذ هجوم يوم الاثنين، 23 تشرين الأول/أكتوبر، جنوب محافظة ابين حيث أحبطت قوات الأمن هجوماً بسيارة مفخخة تقل خمسة مسلحين حاولوا اقتحام قاعدة عسكرية في مديرية مودية، وفق ما قال مصدر أمني.
وأضاف المصدر أن أربعة رجال يرتدون أحزمة ناسفة جروا من السيارة نحو القاعدة العسكرية، لكنهم قُتلوا جميعا قبل أن يتمكنوا من تفجير أنفسهم.
ثم انفجرت العربة خارج القاعدة، ما أسفر عن مقتل سائقها وأربعة جنود من وحدة في الجيش اليمني مدعومة من دولة الإمارات.
حملات أمنية مكثفة ضد القاعدة
وقال الباحث في الشؤون السياسية طارق الزريقي للمشارق إن "العمليات الانتحارية لتنظيم القاعدة تعكس مدى إفلاس قياداته أو ما تبقى من قياداته عسكرياً وفكرياً ومادياً".
وأشار إلى أن التنظيم بات يخشى من عملية الاشتباكات المسلحة وعمد إلى التفجيرات الانتحارية للقول إنه ما زال موجودا رغم حملات التطهير التي تقوم بها القوات الحكومية.
وأكد الزريقي أن التنظيم أصبح "يلفظ أنفاسه الأخيرة" حيث نجحت قوات الجيش، بدعم من قوات التحالف العربية، من تطهير محافظة حضرموت الساحل بفترة قياسية في نيسان/ أبريل 2016 بعد سيطرة دامت لعام كامل.
وشنت القوات الخاصة اليمنية المدربة من الامارات عملية أمنية كبيرة ضد القاعدة منذ شهرين تمكنت خلالها من طرد عناصر التنظيم من محافظة شبوة الغنية بالنفط.
وقد لعب أبناء القبائل دوراً هاماً إلى جانب القوات اليمنية في تحرير مديريات لودر ومودية والوضيع في ابين.
وتستمر العمليات الأمنية في مديريات لحج ومناطق وادي حضرموت في ابين للقضاء على خلايا القاعدة فيها.
وأضاف أن "وقوف سكان هذه المحافظات إلى جانب الجيش والأمن وهو ما نتج عنه غياب الحاضن الاجتماعي".
وأشار الزريقي إلى أن "تضييق الخناق المالي دولياً وتجفيف منابع تمويل القاعدة أثمرت".
استهداف قيادات القاعدة
من جانبه، قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية محمد عزان في حديث للمشارق إنه لا شك أن التنظيم قد ضعف إلى حد كبير ولم يعد كما كان.
وشدد على أن ذلك أدى إلى ضعف الإقبال عليه والالتحاق به.
ولفت الباحث السياسي عدنان الحميري للمشارق أن التنظيم يعيش حالة من التخبط "بسبب افتقاده لقاداته المؤثرين ميدانياً بسبب الحروب التي خاضها وخسرها".
ورأى أن القبائل اليمنية انلقبت على التنظيم وما عادت تشكل مأوى أمناً لعناصره.
واستشهد الحميري بعدد من قادة تنظيم القاعدة الذين قتلوا خلال الست السنوات الماضية من أمثال انور العولقي الذي قتل بغارة جوية أميركية في عام 2011.
وذكر أيضاً ناصر الوحيشي الذي يعد الزعيم الثاني في القاعدة عالميا وقد تزعم التنظيم في شبه الجزيرة العربية حتى مقتله بغارة جوية في عام 2015.
ويأتي مقتل القيادي في التنظيم أحمد عبد النبي في 27 أيلول/سبتمبر الفائت ضمن تلك السلسلة حيث قضا في تبادل لاطلاق النار مع قوات الحزام الأمني في مديرية يافع في لحج.
وفي اليوم ذاته وفي محافظة ابين، ألقت القوات الأمنية خلال العملية المستمرة في المحافظة القبض على خبير المتفجرات والعبوات الناسفة في التنظيم الخضر أحمد حسين المكنى الدرملي.
وفي 18 أيلول/سبتمبر، حاصرت قوات الحزام الأمني ووحدات الأمن الخاصة في ابين محمد العوسجي، أمير القاعدة في لودر، وقتلته بعد أن رفض تسليم نفسه.
واعتقلت القوات الأمنية عقيل أمطلي وهو قيادي آخر في القاعدة خلال العملية ذاتها.
وفي 21 نيسان/أبريل، جرى اعتقال القياديين الكبيرين في التنظيم وهما أحمد سعيد عوض بارحمة، المعروف بـ "زرقاوي اليمن"، وابو علي الصيعري خلال عمليتين منفصلتين في محافظة حضرموت، إلى جانب عدد آخر من عناصر التنظيم.