أكد باحثون يمنيون للمشارق أن تنظيم القاعدة يركز على نصب كمائن وتنفيذ عمليات اغتيال عشوائية لتأكيد وجوده في اليمن وأن ذلك دليل على أن قدرته في شن هجمات كبيرة أصبحت محدودة.
وفي الأسابيع الأخيرة نفذ عناصر تنظيم القاعدة اغتيالات عشوائية استهدفت جنوداً وضباطاً كالاعتداء الذي وقع في 29 تموز/يوليو واستهدف سيارة تقل مسؤولاً عسكرياً رفيعاً أثناء مرورها في منطقة مهيدان شرق مديرية لودر بمحافظة أبين.
وكان العقيد ناصر الجعري الذي قتل في الهجوم، قد شارك في العمليات العسكرية لتحرير أبين من قبضة القاعدة في آب/أغسطس من العام الماضي.
وكذلك نصب عناصر القاعدة كميناً وقتلوا ثلاثة جنود تابعين لأمن مديرية الضليعة التابعة لمحافظة حضرموت بالقرب من نقطة تفتيش للجيش في 25 تموز/يوليو.
كما اغتيل مدير امن مديرية رضوم في محافظة شبوة ناصر الحميري برصاص مسلحين هاجموه أثناء تواجده في مديرية غيل باوزير بمحافظة حضرموت يوم 22 تموز/يوليو، بحسبما ذكرت مصادر أمنية محلية.
وعلى الرغم من الهجمات العشوائية، اعتبر المحلل السياسي طارق الزريقي أن القاعدة أصبحت غير قادرة على التخطيط وشن اعتداءات متزامنة في اليمن.
اعتداءات انتهازية
وقال الزريقي إن "العمليات التي ينفذها تنظيم القاعدة حالياً في اليمن ليس لها تأثير وانما بهدف اعلام الاخرين بانه موجود".
وأشار إلى أن الهجمات البسيطة والعشوائية الحالية التي ينفذها التنظيم على نقطة عسكرية او نصب كمين لقائد عسكري أصغر بكثير مقارنة بالاعتداءات الهائلة التي كان يشنها في السابق.
وذكر من بين تلك الاعتداءات الهجوم الذي نفذه عناصر التنظيم في 5 كانون الأول/ديسمبر 2013 واستهدف مستشفى العرضي داخل مبنى وزارة الدفاع اليمنية في العاصمة صنعاء والذي قتل عناصر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة فيها 56 شخصاً وجرحوا 150 آخرين بينهم أطباء وممرضون ومرضى وزوار مدنيين وعسكريين.
إصافة إلى العملية التي استهدفت معسكراً بقرب مطار عدن في 6 تموز/يوليو 2016 فجر أولى أيام عيد الفطر وقد أسفرت عن مقتل 10 جنود.
وقال الدكتور سعيد الجمحي الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية المسلحة في حديث للمشارق إن "تنظيم القاعدة ينشط حالياً خاصة بعد التضييق عليه، وهزيمته في المناطق التي كان يبسط سيطرته عليها".
ورأى أن الكثير من القادة البارزين في التنظيم قتلوا في غارات جوية، وأن العمليات العشوائية التي تنفذها القاعدة هي طبقا لاستراتيجية تمارسها في مثل هذه الظروف، حتى تتمكن التقاط انفاسها ولملمة صفوفها.
جفاف الموارد
وعزى الزريقي ضعف التنظيم في المرحلة الحالية "بجفاف موارده المالية وافتقاده للحاضنة الاجتماعية التي كانت تشكل له ملجأ".
ولفت إلى أن التنظيم استخدم "بعض الأموال التي كان يتلاقها في توسيع نفوذه بين القبائل"، لكنه أوضح أن هذا النفوذ يتراجع بشكل مستمر وأن القبائل تتصدى لما تبقى من جيوب للتنظيم في مناطقهم.
وأضاف الزريقي أن الهجمات التي تعرضت له المناطق يتخذها معقلاً له والتي شنها الجيش بمساندة دول التحالف قضت على ما تبقى للتنظيم من قدرات، حيث أصبح لا يستطيع بعدها لملمة ما تبعثر.
المحلل السياسي عدنان الحميري قال إن التنظيم أصبح ينفذ عمليات بدون استراتيجية وبدون هدف مما يعني أن التنظيم "يعيش مرحلة تخبط".
وأضاف الحميري في حديثه للمشارق أن تنظيم القاعدة أصبح يلفظ انفاسه الاخيرة بسبب جفاف موارده الماليه، وأشار إلى أن حالة الضعف التي وصل إليه التنظيم ممكن تجبره للتحالف مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).