بالإضافة إلى التكنولوجيا الفائقة التي تتميز بها المقاتلة إف-35إيه لايتنيغ 2وقدرتها على التخفي وقوة النيران فيها، فإن التدريب العالي الذي يحصل عليه الطيارون يجعل الطائرة تتفوق على المقاتلات الأخرى في العالم.
وقالت شركة لوكهيد مارتين المصنعة للمقاتلة إن "الطيارين يبدأون تدريبهم في الفصول الدراسية بمساعدات التدريب ومناهج دورات تفاعلية لتعلم المهارات الأساسية وترتيب الأزرار على اللوحات والإجراءات الأساسية".
وأضافت "ثم ينتقل الطيارون إلى جهاز محاكاة المهام الكامل للمقاتلة إف-35 مع نظام عرض بصري 360 درجة يضاهي بدقة كل أجهزة الاستشعار ووظائف الأسلحة ويستخدم نفس البرمجيات التي تستخدمها الطائرة".
وهذا لأن تجهيز الطيارين للتحليق بالطائرة في السماء للمرة الأولى ليس بالأمر السهل.
فقبل التحليق بالطائرة، على الطيارين إكمال 192 ساعة من التدريب الأكاديمي والتدريب على جهاز المحاكاة، وفقا لسلاح الجو الأميركي.
ويجب أيضا إتمام 50 ساعة من الطيران لإكمال الدورة، ونصف هذه الساعات تقريبا معتمد من خلال جهاز محاكاة المهام الكامل للمقاتلة إف-35، وهي تكنولوجيا غامرة مصممة لمضاهاة أجهزة المقاتلة.
وفي نيسان/أبريل، تخرج الطيار رقم 2000 من دورة التدريب على المقاتلة إف-35.
واليوم، يوجد أكثر من 2000 طيار وأكثر من 14 ألف فني صيانة من عشر دول، وهي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا وهولندا والنرويج وأستراليا وإسرائيل واليابان وكوريا الجنوبية والدنمرك.
ومع وجود 24 قاعدة تدريب في الوقت الراهن، والتخطيط للوصول إلى 32 قاعدة بصورة إجمالية بحلول 2025، فإن عدد طياري المقاتلة وفنيي صيانتها سيستمر في الزيادة لسنوات مقبلة.
ويعد الطيارون الأميركيون للنسخة إف-35إيه من بين الأفضل تدريبا في العالم، إذ كل واحد منهم يحصل على ما بين 180 و250 ساعة طيران كحد أدنى سنويا.
لكن كل طيار، وبغض النظر عن مدى مهارته، يعتمد على صيانة الطائرة.
لذا، فإن فنيي الصيانة يتم تدريبهم بصورة قوية أيضا. وقالت شركة لوكهيد مارتين في نشرة إن نظامها يوفر "تدريبا بصريا عالي الدقة على المهام الأساسية، فضلا عن تدريب عملي باستخدام نسخ مقلدة مطابقة لكن مصغرة للمقاتلة".
القدرة على المناورة
ومع هذا التدريب، يستطيع طيارو المقاتلة إف-35إيه أن يستهدفوا الطائرات خلفهم.
فالمقاتلة مجهزة بنظام الفتحة الموزعة، وهو نظام الوعي الظرفي الكروي الوحيد بزاوية 360 درجة، وفقا لموقع jsf.com.
وهذا النظام يحيط المقاتلة بمجال حماية من الوعي الظرفي، إذ يحذر الطيار من تهديدات طائرات وصواريخ العدو القادمة، وأيضا يوفر "رؤية نهارية/ليلية وقدرة تحكم في النيران وتتبعا دقيقا للأجنحة/الطائرات الصديقة من أجل توفير المزيد من قدرة المناورة التكتيكية".
ويتكون هذا النظام، الذي يعرف أيضا باسم AN/AAQ-37، من ستة أجهزة استشعار كهروضوئية.
وتعد القدرة على اكتشاف الأعداء القادمين من الخلف مجرد عامل واحد في مثل هذا السيناريو.
وتستطيع المقاتلة إف-35إيه، مثلها في ذلك مثل مقاتلة التفوق الجوي من طراز إف-22 رابتور، أن تنفذ الالتفافات بتسعة أضعاف قوة الجاذبية الأرضية وهي تحمل كل الحمولة.
وتمكن هذه الالتفافات الصعبة المقاتلة من الفرار من أي طائرة تلاحقها، أو أن تلحق الهزيمة بأي طائرة منافسة أقل منها سرعة ودرجة في الكثير من السيناريوهات.
كما أن الكثير من صواريخ جو-جو في هذه المقاتلة، مثل الصاروخ AIM-120 AMRAAM والصاروخ AIM-9X سايدويندر، لديها قدرة "خارج خط تسديد" عالية، أو قدرة على إطلاقها من زاوية حادة بعيدا عن خط رؤية الطائرة.
أكثر الطائرات الحربية تطورا
وتعد المقاتلة إف-35واحدة من أكثر الطائرات العسكرية تنوعا وتطورا في العالم، وهي مصممة لتلبية الاحتياجات المختلفة للعمليات العسكرية الحديثة.
ومهمة إف-35 الأساسية هي القتال الجوي. ومع ما تتميز به من قدرات تخفي متقدمة وأجهزة استشعار متطورة، فهي مصممة للحؤول دون اكتشافها في المجال الجوي المعادي وللاشتباك مع مقاتلات العدو وإلحاق الهزيمة بها، فضلا عن توفير التفوق الجوي للقوات الصديقة.
وجهزت الطائرة كذلك بأنظمة رادار وإلكترونيات طيران متطورة تمكّنها من اكتشاف وتتبع طائرات العدو على مسافات طويلة، وهي تشتمل على أنظمة أسلحة متطورة تسمح لها بالاشتباك مع مقاتلات العدو وتدميرها بدقة وسرعة.
وتعتبر الطائرة إف-35 فعالة للغاية في ضربات جو-أرض. وهي مجهزة بقنابل وصواريخ دقيقة التوجيه تمكّنها من الاشتباك وتدمير الأهداف الأرضية بدقة كبيرة حتى في الظروف الجوية السيئة أو وسط رؤية ضعيفة.
وتستطيع اكتشاف وتحديد أهداف العدو من مسافات طويلة، ولديها روابط بيانات متطورة تسمح لها بمشاركة المعلومات مع الطائرات الأخرى ومراكز القيادة والسيطرة الأرضية.
وتأتي الطائرة لاييتنغ 2 بثلاث نسخ مختلفة.
وتعد النسخة إف-35إيه، التي يستخدمها سلاح الجو الأميركي، نسخة الإقلاع والهبوط التقليدي.
فيما يستخدم سلاح مشاة البحرية الأميركية النسخة إف-35 بي التي "تستطيع الهبوط عموديا كالمروحيات والإقلاع ضمن مسافات قصيرة للغاية. ويسمح ذلك لها بالعمل انطلاقا من قواعد ذات مدارج قصيرة وبنية بسيطة جدا ومن مجموعة من السفن ذات القدرات الجوية"، حسبما أفادت شركة لوكهيد مارتن.
والنسخة الثالثة هيإف-35 سي التابعة للبحرية الأميركية،والتي تعرف بأنها نسخة حاملة الطائرات، والتي تستطيع الإقلاع من أي حاملة طائرات أميركية من أي مكان على وجه الأرض.