واشنطن -- إن المقاتلة إف-35 بي لايتينينغ II التي تستطيع التسلل والإقلاع من سفن هجومية برمائية، غيرت دور الوحدات الاستطلاعية في سلاح مشاة البحرية الأميركية الذي يستخدمها مع إدخالها مفهوم جديد 'للحاملة الخفيفة'.
ويتميز تصميم مقاتلة إف-35 بي بقدرتها على الهبوط عموديا مثل مروحية والإقلاع من مسافات قصيرة جدا، ما يمكنها من العمل انطلاقا من سفن ذات قدرات جوية متنوعة وقواعد ذات مدرجات قصيرة، وفقا للشركة المصنعة لوكهيد مارتين.
ويستخدم سلاح مشاة البحرية الأميركية والمملكة المتحدة وسلاح الجو الإيطالي هذا التصميم الذي يمكن أن تصل سرعته القصوى إلى 1.6 ضعف سرعة الصوت وله نطاق قتالي يبلغ نصف قطره 833 كيلومترا.
كما أن تصميم أف-35 بي والتصاميم الأخرى مزودة بما يعرف بـ "الوضع الوحشي"، وهو وضع يمكنها من تحميل أسلحة على الأبراج المركبة على جناحي الطائرة وأيضا ضمن هيكلها الداخلي.
وفي وضع التسلل العادي، تستطيع الطائرة أن تحمل على متنها في هيكلها الداخلي 2.6 طن من الذخائر.
أما في الوضع الوحشي حين تزداد فيه هذه الكمية إلى أربعة أضعاف لتصل إلى 10 أطنان، فيتم اعتماده خصيصا عند القضاء على أنظمة المضادات الجوية المعادية وحين لا تكون المقاتلة مضطرة للاعتماد على قدرتها على التسلل من أجل النجاة.
وبحسب تقرير لخدمة الأبحاث بالكونغرس صدر في أيار/مايو 2020، فإن سلاح مشاة البحرية يعتزم شراء 353 من تصميم إف-35 بي.
وقال التقرير نقلا عن وزارة البحرية الأميركية إن "سلاح مشاة البحرية يعتزم الاستفادة من مجموعة المجسات المعقدة والحديثة وقدرات المقاتلة الهجومية التي يصعب كشفها من الجيل الخامس في تصميم إف-35 بي، ولا سيما في مجال جمع البيانات، لإسناد قوة المهام البرية الجوية على نحو يفوق بكثير القدرات الهجومية الحالية وأدوات الحرب الإلكترونية المتوفرة اليوم".
وفي احتفال باليابان في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي بمناسبة إنشاء سرب سلاح مشاة البحرية الثاني الذي يستخدم المقاتلة إف-35 بي، قال الجنرال كريس ماكفيليبس من سلاح مشاة البحرية إن "الشكل إف-35 بي يعطينا القدرة على الهيمنة على الفضاء الجوي والبحري والاستمرار بالهينمة حيث نكون بدون منافس".
وأضاف أن هذه "منصة استطلاعية وتفتح الأبواب حرفيا أمام مشاة بحرية الأسطول والقوة المشتركة".
الحاملة الخفيفة
بالنسبة لسلاح مشاة البحرية، فإن الشكل إف-35 بي يفتح الباب أمام مفهوم "الحاملة الخفيفة" ويمثل تغييرا كبيرا في الطريقة التي تعمل بها الوحدات الاستطلاعية التابعة لمشاة البحرية، وهي قوة رد سريع استطلاعية.
وقد نفذت المقاتلة إف-35 بي أولى عملياتها القتالية في عام 2018، حين وجهت ضربتها الأولى على أهداف تابعة لحركة طالبان في أفغانستان.
وقبل إدخال المقاتلة إف-35 بي، كانت السفن الهجومية البرمائية التابعة للبحرية الأميركية تستخدم الطائرات من طراز هارير وأسبراي ومروحيات لأداء دورها الرئيس المتمثل في إسناد هجوم برمائي وقوات على البر.
إلا أنه على النقيض من الطائرة الهجومية من طراز إيه في-8 بي القديمة والتابعة لسلاح مشاة البحرية، فإن المقاتلة إف-35 بي يمكن أن تصل لسرعة تفوق سرعة الصوت وفي نفس الوقت تتجنب رادار العدو، كما أن مداها أطول وتستطيع أن تحمل المزيد من الأسلحة.
ومع قدرات إف-35 بي الهجومية ومجساتها ذات المدى البعيد وقدرتها على تعزيز قدرات نظم الأسلحة الأخرى، تستطيع سفن البحرية الهجومية البرمائية أن تقوم بدور مماثل أكثر لدور حاملات الطائرات الأكبر من حيث الهجوم في المحيطات وإظهار القوة وبسط النفوذ، بحسب ما أفادت مجلة ناشيونال إنتريست في شباط/فبراير.
وأضافت المجلة أنه "كجزء من هذه المعادلة، يمكن أيضا للمقاتلة إف-35 أن تقدم الدعم الجوي القريب للوحدات الاستطلاعية التابعة لسلاح مشاة البحرية التي تجري عمليات هجومية برمائية من السفينة للشاطئ بطرق تغير التكتيكات العملياتية".
نظريا، تستطيع "الحاملة الخفيفة"، وهي سفينة هجومية برمائية تحمل حملا أثقل يتألف من 12 مقاتلة من طراز إف-35 بي أو أكثر، أن تطلق الطائرة بصورة أقرب إلى الشاطئ وتسمح في الوقت نفسه للحاملات الأكبر بالعمل خارج نطاق الصواريخ المضادة للسفن.
ولأن المقاتلة إف-35 بي مجهزة بقدرات تخفي وقدرات هجومية إضافة إلى قدرتها على جمع البيانات وتوزيعها، فإنها تطلق الطلقات الأولى في أي معركة.
فالمقاتلات لديها القدرة على الانتشار من على متن الحاملات البرمائية وتدمير دفاعات العدو وجمع المعلومات، وفي نفس الوقت تقليل المخاطر بالنسبة للحاملات الأكبر.
'مزيج قاتل'
وكانت البحرية الأميركية تختبر مفهوم "الحاملة الخفيفة"، ويتم الآن نشر المقاتلات إف-35 بي بصورة منتظمة على متن السفن الهجومية البرمائية.
فسفن البحرية الأميركية من فئة واسب (Wasp) وفئة أميركا (America) قادرة على نشر المقاتلات من طراز إف-35 بي. وتستطيع السفن الهجومية البرمائية من فئة أميركا التي تم تعزيزها بقدرات طيران وتتضمن السفينة يو إس إس أميركا والسفينة يو إس إس تريبولي، أن تحمل ما يصل إلى 25 طائرة من طراز إف-35 بي.
وقد أكملت السفينة يو إس إس أميركا في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 عمليات انتشار مع 13 طائرة من طراز إف-35 بي على متنها، وهو عدد يزيد عن العدد المعتاد الذي يبلغ ست مقاتلات.
وقال سلاح مشاة البحرية في بيان في ذلك الوقت إن عملية الانتشار "أشارت إلى مولد أكثر السفن الهجومية البرمائية فتكا وقدرة على حمل الطائرات حتى تاريخه".
وذكر المقدم جون ديرك في البيان إن النسبة الأعلى من المقاتلات من طراز إف-35 بي تعني أن القوات الأميركية لديها "عقلية هجومية تضم 12 مقاتلة أو أكثر تعطي الأسطول أو... القائد القدرة على التأثير على نحو أفضل على العدو القريب".
وأكد أن "الجمع بين مجسات وأسلحة المقاتلة إف-35 بي وأسلحة ومجسات الأسطول هو مزيج فتاك".