قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأربعاء، 28 حزيران/يونيو، إن القوات الروسية والسورية قتلت 16 مدنيا و13 من مقاتلي المعارضة في هجمات على محافظة إدلب في الأسبوع الماضي وحده.
ويأتي تصاعد حدة العنف في سوريا فيما تستمر روسيا في إظهار تجاهلها لحياة المدنيين في أوكرانيا حيث ضرب صاروخ روسي يوم الثلاثاء مطعما في كراماتورسك، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.
وبين القتلى ثلاثة أطفال، بينهم طفل رضيع ولد عام 2022، فيما أصيب أكثر من 40 شخصا في الحادث الأوكراني الذي أثار انتقادات دولية.
وفي سوريا، أسفرت الغارات الجوية الروسية يوم الأحد عن مقتل 13 شخصا على الأقل في محافظة إدلب.
وبين القتلى تسعة مدنيين على الأقل، بينهم طفلان، حيث قتل ستة منهم في سوق للفواكه والخضروات في جسر الشغور.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "هذه الغارات الروسية هي الأكثر دموية في سوريا هذا العام وترقى إلى المذبحة".
وفي حين أن هجمات النظام السوري والهجمات الروسية في سوريا تستهدف ظاهريا المتطرفين، وبصورة أساسية من هيئة تحرير الشام، فإن عددا كبيرا من المدنيين، منهم أطفال، يقتلون بصورة روتينية في عمليات القصف.
الهجوم على سوق الخضروات
وقال سعد فاتو، 35 عاما، وهو عامل نجا من الموت في غارة الأحد على السوق، إن "القذائف الروسية أمطرتنا".
وأضاف أنه كان يقوم بتفريغ الطماطم والخيار وقت الهجوم.
وتابع، ويداه ما تزالان مغطاتين بالدماء، "كان أمرا لا يمكن وصفه برؤية الموتى والمصابين".
وأضاف عبد الرحمن أن ستة مدنيين قتلوا في جسر الشغور وثلاثة من مقاتلي المعارضة قتلوا على مقربة منها في الغارات الجوية الروسية.
وتابع أن ثلاثة مدنيين آخرين، بينهم طفلان، ومقاتل من المعارضة قتلوا في ضربة على أطراف مدينة إدلب.
وأوضح أن ذلك المقاتل كان عضوا في الحزب الإسلامي التركستاني، وهو فصيل متطرف يهيمن عليه الإيغور، مضيفا أن آباء الأطفال القتلى ينتمون أيضا لنفس الفصيل.
وذكر أن 30 مدينا على الأقل أصيبوا في ضربات يوم الأحد.
ووصف أحمد يازيغي من الدفاع المدني في جسر الشغور الهجوم بأنه "اعتداء مباشر على سوق شعبي يوفر مصدرا أساسيا للدخل للمزارعين".
ويوم السبت، أسفرت غارة جوية روسية عن مقتل اثنين من المدنيين في منطقة إدلب.
وقال المرصد إن ضربات المدفعية التي نفذها النظام السوري في بلدة كفر نوران في غرب محافظة إدلب يوم 21 حزيران/يونيو، أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم طفل، وإصابة اثنين آخرين.
كما تسبب القصف في إلحاق الأضرار بأحد المنازل.
وقال أهالي البلدة إن نيران المدفعية أصابت حيا حيث كان بعض الناس قد تجمعوا لشراء البطيخ.
إدراج زعماء سوريين على اللائحة السوداء
هذا وتأتي موجة العنف الأخيرة فيما تحاول روسيا إظهار القوة في أعقاب تمرد فاشل قامت به مجموعة فاغنر، وهي مجموعة مرتزقة روسية كانت نشطة في سوريا ويترأسها الزعيم الذي أصبح الآن منفيا يفجيني بريغوزين.
وتأتي أيضا فيما يحاول نظام بشار الأسد تطبيع العلاقات مع المنطقة عقب عزلة استمرت عقدا من الزمان على خلفية جرائمه ضد الشعب السوري.
وفي حين أن الجامعة العربية أعادت عضوية سوريا يوم 19 أيار/مايو، ما يزال كثيرون يتشككون في إعادة الأسد إلى الجامعة بدون المساءلة الكاملة.
وأعلنت المملكة المتحدة يوم 19 حزيران/يونيو عقوبات جديدة على وزير الدفاع السوري ورئيس أركان القوات المسلحة السورية، وذلك في إطار قيود جديدة تستهدف العنف الجنسي المرتبط بالصراع.
وقالت وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث بالمملكة المتحدة إن علي محمود عباس له "دور قيادي في الجيش والقوات المسلحة السورية التي استخدمت بصورة ممنهجة الاغتصاب والأشكال الأخرى من العنف الجنسي والجنساني ضد المدنيين".
وأضافت أن عبد الكريم محمود إبراهيم، وهو رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش والقوات المسلحة السورية، "كان مشاركا في قمع الشعب السوري من خلال قيادة القوات المسلحة حيث كان هناك استخدام ممنهج للاغتصاب والأشكال الأخرى من العنف الجنسي والجنساني".
وقال أيضا مساعد وزير الخارجية بالمملكة المتحدة طارق أحمد إن "تهديدات العنف الجنسي كسلاح في الصراع يجب أن تتوقف، ويجب دعم الناجين حتى يتقدموا ويتحدثوا".
وأضاف أن "هذه العقوبات ترسل إشارة واضحة للجناة بأن المملكة المتحدة ستقوم بمساءلتكم على جرائكم المروعة".