جسر الشغور -- قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 4 أطفال كانوا من بين 7 مدنيين على الأقل قتلوا يوم الجمعة، 22 تموز/يوليو، في غارة جوية روسية بمحافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية.
وذكر المرصد أن الأطفال الأربعة هم أشقاء (3 فتيات وصبي)، وكان جميعهم تحت سن العاشرة.
وتابع أن رجلين وشخصا آخر لم تحدد هويته قتلوا أيضا في غارات جوية روسية في الريف المحيط بجسر الشغور.
وقدمت مجموعة الإنقاذ الخوذ البيضاء الأرقام نفسها وأشارت إلى إصابة 12 شخصا آخرين بينهم 8 أطفال بجروح.
وفقد أيمن موزان، 31 عاما، أطفاله الأربعة عندما دمر منزله.
وقال مجهشا بالبكاء ومناديا أسماء أطفاله، "رحل أطفالي... رحل أقرب الأشخاص إلى قلبي".
وتابع وهو على سرير في مستشفى بمدينة دركوش الحدودية أنه كان وعائلته نائمين عندما استهدفت الغارة الأولى منزلهم.
وساعد في إنقاذ زوجته من تحت الأنقاض، ولكنه لم يستطع إيجاد أطفاله.
وفي فيديو نشرته الخوذ البيضاء على موقع تويتر يوم الجمعة، ظهرت امرأتان وهما تبكيان فوق جثث أطفالهن الراقدين جنبا إلى جنب تحت بطانية، وهما تلامسان وجوه الأطفال برقة.
وركع رجلان أمام الأطفال، مغطيان وجههما في حالة حزن شديد.
وقالت الخوذ البيضاء في نص مرافق للفيديو "عائلة تشيع 4 أطفال أبرياء خطفوا من هذا العالم في وقت مبكر للغاية. تستمر المعاناة السورية ويدفع الأبرياء الثمن الأغلى".
وفي الفيديو نفسه، يظهر 3 أطفال آخرين وهم على أسرة مستشفى. فيبكي أحد الأطفال من الألم والوجع، بينما يظهر آخر في حالة صدمة ويبدو الثالث في حالة غيبوبة ورأسه وعيناه ملفوفة بضمادة بيضاء.
ʼأرواح صغيرة بريئةʻ
وينحدر الأطفال الأربعة ومعظم الضحايا الآخرين من محافظة حماة المجاورة، ونزحوا بعد أن أجبروا على الفرار من منازلهم جراء الغارات الجوية للنظام السوري والقوات الروسية.
وقال أحد مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية من الموقع إن المنزل حيث كان الأشقاء الأربعة يقيمون بعد أن انتقلوا إليه لضمان سلامتهم قد دمر، وتناثرت الألعاب والأثاث والملابس بين الأنقاض.
ونشرت الخوذ البيضاء يوم الثلاثاء، 26 تموز/يوليو، فيديو إحياء لذكرى "الأرواح الصغيرة البريئة" الأربعة، كاشفة عن أسمائهم: إخلاص وجنى ويسرا ومحمد.
وكانت معلمة إخلاص، وهي الأكبر بين الأشقاء الأربعة، قد أعطت هذه الأخيرة لقب "الفراشة"، وأملت الفتاة أن تصبح طبيبة يوما ما.
وذكرت الخوذ البيضاء في الفيديو الذي يظهر صورا عن الأشقاء الأربعة في حياتهم العادية، أنهم كانوا "مجرد أطفال".
وأضافت "هؤلاء هم ʼالإرهابيونʻ المزعومون الذي تدعي روسيا استهدافهم في سوريا. كم من الأرواح البريئة الإضافية ستخطف بهذا الشكل؟".
يُذكر أن روسيا التي لم تعلق على الغارة على الفور، هي الجهة الداعمة الأساسية لنظام بشار الأسد الوحشي.
وقالت الخوذ البيضاء إن القوات الروسية وقوات النظام السوري واصلت الثلاثاء قصفها في جنوبي إدلب، مهاجمة أطراف قرى كنصفرة والفطيرة وبينين والقدورة ودير سنبل.
وذكر المرصد أن الطائرات الحربية الروسية شوهدت يوم الأربعاء وهي تحلق فوق منطقة منبج شرقي محافظة حلب.
وفي تقرير استقصائي نشر الأسبوع الماضي، كشف المركز السوري للعدالة والمساءلة أن النظام السوري وروسيا هما وراء 58 "غارة جوية مزدوجة" طالت أهدافا مدنية وإنسانية.
وتشكل "الضربة المزدوجة" ممارسة يتم فيها ضرب موقع ما، ومن ثم ضرب الموقع نفسه بعد ذلك مباشرة لاستهداف المدنيين والمستجيبين الأوائل الذين يصلون إلى المكان بين الضربتين، حسبما أوضح المركز الحقوقي الذي يديره سوريون.
وأشار المركز إلى أن هذه ممارسة شائعة تستخدمها قوات النظام السوري والقوات الروسية لمضاعفة الأذى، واصفا إياها بأنها "استراتيجية عسكرية تنفذ بشكل ممنهج".