عدالة

الأمم المتحدة وناشطون ينددون بمواصلة الحوثيين انتهاك حقوق البهائيين في اليمن

نبيل عبد الله التميمي

لا تزال الانتهاكات المستمرة لحقوق الطائفة البهائية في اليمن وكان آخرها حادثة وقعت في 25 أيار/مايو، تثير مخاوف الناشطين الحقوقيين. [إيران إنترناشونال]

لا تزال الانتهاكات المستمرة لحقوق الطائفة البهائية في اليمن وكان آخرها حادثة وقعت في 25 أيار/مايو، تثير مخاوف الناشطين الحقوقيين. [إيران إنترناشونال]

عدن - لا تزال انتهاكات الحوثيين المدعومين من إيران لحقوق الطائفة البهائية في اليمن، بما في ذلك مداهمة حصلت مؤخرا لاجتماع سلمي عقدته الأقلية الدينية في صنعاء، تثير مخاوف الناشطين الحقوقيين.

فخلال مداهمة 25 أيار/مايو، اعتقل الحوثيون 17 شخصا من أبناء الطائفة البهائية بينهم 5 سيدات، وصادروا ممتلكاتهم. ونقلوهم إلى مكان مجهول وأفرج في ما بعد عن أحد المعتقلين.

وبعد المداهمة والاعتقالات، أدلى مفتي الحوثيين شمس الدين شرف الدين بتصريحات ضد البهائيين في خطبة الجمعة.

واتهم المعتقلين بالردة والخيانة وقال "يجب قتلهم في حال لم يتوبوا".

صورة التقطت في 12 تشرين الأول/أكتوبر على جبل الكرمل (جبل مار إلياس) في شمالي إسرائيل، تظهر منظرا من أعلى ضريح الباب في المدرجات البهائية أو ما يعرف بالحدائق المعلقة في حيفا. [رونالدو شيميدت/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت في 12 تشرين الأول/أكتوبر على جبل الكرمل (جبل مار إلياس) في شمالي إسرائيل، تظهر منظرا من أعلى ضريح الباب في المدرجات البهائية أو ما يعرف بالحدائق المعلقة في حيفا. [رونالدو شيميدت/وكالة الصحافة الفرنسية]

دأب الحوثيون المدعومون من إيران على اضطهاد الأقليات الدينية في اليمن، بما في ذلك أعضاء الطائفة البهائية. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

دأب الحوثيون المدعومون من إيران على اضطهاد الأقليات الدينية في اليمن، بما في ذلك أعضاء الطائفة البهائية. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

وطوال الصراع في اليمن، واصل الحوثيون انتهاك حقوق الأقليات الدينية، ومن بينها أتباع الديانة البهائية.

ويعيش نحو 2000 بهائي في اليمن ويشكلون نحو 1 في المائة من السكان غير المسلمين في البلاد.

ويضطهد النظام الإيراني الذي يدعم ويمول ويسلح الحوثيين، أبناء الطائفة البهائية في إيران ويلاحقهم، وقد حذا الحوثيون حذوه منذ استيلائهم على السلطة في صنعاء فقمعوا البهائيين اليمنيين.

وثمة أمثلة عدة عن الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون لحقوق البهائيين.

ففي عام 2016، اقتحم الحوثيون مؤتمرا للبهائيين في صنعاء واحتجزوا ما لا يقل عن 60 رجلا وامرأة وطفلا.

وفي أيار/مايو من العام 2017، حذر المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية الدين أو المعتقد، قائلا إن "التصعيد بنمط الاضطهاد المستمر لطائفة البهائيين في صنعاء يشكل انعكاسا للاضطهاد الذي يعاني منه البهائيون الذين يعيشون في إيران".

وفي 2018، اتهم الحوثيون 22 بهائيا بالردة والتجسس دون مراعاة الأصول القانونية.

وفي عام 2019، طالبت الولايات المتحدة الحوثيين بوضع حد لإساءة معاملتهم للبهائيين بعد أن انتقد المجتمع مزاعم مدع عام ضد بهائي محكوم بالإعدام واصفا إياها بأنها "سخيفة".

استنكار تصريحات المفتي

واستنكر ناشطون حقوقيون تصريحات مفتي الحوثيين ضد أتباع المذهب البهائي، محذرين من أنها قد تؤدي إلى اضطرابات وأعمال عنف.

وقالت المبادرة اليمنية للدفاع عن حقوق البهائيين إن عمليات الاعتقال وخطاب الكراهية ضد الأقلية تتم بأمر من الجمهورية الإسلامية.

وذكرت المجموعة على موقع فيسبوك أن الحوثيين يتلقون أوامرهم مباشرة من دولة أخرى هي إيران لملاحقة واعتقال وتعذيب مواطنين يمنيين، لا سيما أبناء الطائفة البهائية.

واستنكرت الجامعة البهائية العالمية أيضا تصريحات شرف الدين ووصفتها بأنها "خطبة مليئة بالدماء والتضليل والكراهية ضد الطائفة البهائية اليمنية".

وأضافت أن الخطبة هدفت إلى التحريض على الكراهية وإثارة الشكوك بين اليمنيين ضد الطائفة البهائية.

وفي 9 حزيران/يونيو، ندد المتحدث باسم مكتب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان جيريمي لورانس باستخدام "أي لغة تحرض على التمييز والعنف، لا سيما ضد الأقليات".

وأشار في إحاطة إعلامية في جنيف إلى أنه بالإضافة إلى مخالفة القانون الدولي، "يؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلى النفي والتشريد القسريين".

وقال "نذكّر سلطات الأمر الواقع [أي الحوثيين] في صنعاء بضرورة احترام حقوق الإنسان للأشخاص الذين يعيشون تحت سيطرتهم".

وبدوره، أكد المحامي والناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان أن الحوثيين اضطهدوا الطائفة البهائية "وحاولوا حتى القضاء عليهم".

وقال إنهم فعلوا ذلك بطرق عدة، بينها الإخفاء القسري والاحتجاز والمحاكمات غير القانونية أمام محاكم الحوثيين التي لا تتمتع بأي صفة قانونية.

وأوضح للمشارق أن الحوثيين أصدروا أحكاما بالإعدام بحق أبناء الطائفة البهائية وصادروا أموالهم وممتلكاتهم، كما أغلقوا مؤسسات وجمعيات تابعة للأقلية.

وأضاف أن "تحريض رجال الدين على الكراهية يثير المخاوف من تدمير النسيج الاجتماعي اليمني الذي كان معروفا بتماسكه وتقاربه. وسيؤدي ذلك إلى موجات هائلة من العنف والعنف المضاد".

وقال برمان إن تصريحات مفتي الحوثيين ضد البهائيين ترقى إلى مستوى "التحريض على كل من يختلف مع الحوثيين".

’ثقافة الخوف‘

وفي حديثه للمشارق، قال وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمنية نبيل عبد الحفيظ إن اضطهاد الحوثيين للطائفة البهائية في اليمن "ينشر ثقافة الخوف".

وأوضح أنه عبر انتهاك حقوق البهائيين، يثبت الحوثيون تطرف عقيدتهم الطائفية التي تصر على اعتبار كل من لا يشاركهم الرأي بأنهم مخطئون وتدفعهم لمحاربة أتباع أي جماعة أخرى.

أما المحلل السياسي فارس البيل فقال للمشارق إن الحوثيين يريدون أن تكون عقيدتهم هي فقط المهيمنة.

وأضاف أن الجماعة المدعومة من إيران تضطهد البهائيين والأقليات الأخرى، ليس لأنها تعتبرهم تهديدا لها ولكن بسبب طبيعتها كميليشيا لا يقبل عناصرها وجود أي عقيدة غير عقيدتهم.

وأكد أن الحوثيين كانوا يعتبرون نفسهم سابقا أقلية مضطهدة، لكنهم عندما سيطروا على الدولة شرعوا في اضطهاد الأقليات وبينهم البهائيين.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500