ذكر ناشطون سوريون أن أبناء عشيرة الشعيطات وعشائر أخرى في شرقي سوريا ينتقمون من فلول تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) عبر التعاون مع التحالف الدولي.
وكان عناصر داعش قد أقدموا عام 2014 على ذبح نحو 700 شخصا من أبناء العشيرة الذين تصدوا بشجاعة للتنظيم عندما توغل في محافظة دير الزور السورية.
ولم ينس أقرباء الشهداء الأذى الذي تعرضوا له.
وفي تموز/يوليو، زرع أحد أبناء العشيرة جهاز تعقب بدراجة نارية تابعة لقائد رفيع المستوى في التنظيم هو ماهر العقال، ما سمح لقوات التحالف الدولي بتحديد موقع هذا الأخير وتصفيته في غارة جوية.
وكشفت وزارة الدفاع الأميركية أن العقال كان واحدا من 5 قادة كبار في صفوف داعش وكان مسؤولا عن الجهود المكثفة لتطوير شبكات التنظيم المتطرف خارج العراق وسوريا.
وفي حديث للمشارق، قال الناشط الإعلامي سامح العقيدي المتحدر من عشيرة الشعيطات إن "أبناء عشيرة الشعيطات لم ينسوا ما قام به تنظيم داعش بحقهم وحق أبنائهم وذويهم وأقاربهم".
ولفت الى أن الثأر من التنظيم لا يزال حاضرا في وجدانهم ويعتبر "ذات أولوية لجميع من فقد شخصا خلال هذه الإعدامات".
وأضاف العقيدي أن "علاقة أبناء العشيرة قوية جدا مع قوات التحالف، وخصوصا القوات الأميركية".
وأكد "يرون أن هذه القوات حمتهم ومدتهم بالسلاح ودعمتهم ودعمت كل من وقف بوجه عناصر التنظيم وصولا لتحرير الأراضي من سيطرته".
وتابع "يرون فيها بالوقت الحالي الداعم الأساسي للثأر ممن قتلوا ذويهم".
وأوضح أن أبناء العشيرة يتعاونون "على الصعيد الاستخباراتي على نطاق موسع"، لافتا إلى أن "تقريبا كل شخص من أبناء العشيرة يعتبر مخبرا ضد تنظيم داعش".
وأردف أن "كل من تعاونوا مع التنظيم أو شاركوا بعمليات الإعدام معروفون، وكل من استطاع التنظيم حاليا بأن يجنده يتم كشفه كون الرقابة مشددة على الجميع دون استثناء".
لا مكان للاختباء
ومن جهته، قال الناشط الإعلامي جميل العبد وهو من دير الزور للمشارق، إن "قوات التحالف خصصت أرقام هواتف للإبلاغ عن عناصر داعش المتبقين وأماكن تواجدهم أو أي شخص قد يتعاون معهم".
وأضاف أنه يتم تقديم مكافآت نقدية مقابل بلاغات عن هوية من يزود فلول داعش بالمعلومات أو يمدهم بالمستلزمات الطبية أو الطعام.
وأشار إلى أن الاتصالات انهالت على الخطوط الساخنة منذ وضعها بالخدمة، إلا أن المال لم يكن الدافع وراء اتصالات المخبرين.
وأوضح أن معظمهم "يرفضون استلام الأموال كونهم يقومون بالأمر بدافع الثأر والانتقام ويعتبرون تقاضي المال أمرا لا يليق بهم".
وذكر أنه على رغم قلة عددهم، لا يزال فلول داعش "ينشرون الموت والرعب بين أبناء منطقة دير الزور من خلال أعمال التهديد وحرق المنازل والإجبار على دفع الأموال".
وأوضح أن خطر العنف الذي يتهددهم أعطى السكان المحليين دافعا كبيرا للتعاون مع التحالف الدولي والكشف عن أماكن وجود فلول المتطرفين للتخلص منهم والعيش بسلام وأمن.
وأثنى على جهود قوات سوريا الديموقراطية بمواصلتها محاربة التنظيم، حتى في ظل الخسائر التي تكبدتها بعد أن صعد تنظيم داعش هجماته.
دور العشائر محوري
وبدوره، كشف معتز العكيدي وهو من أهالي ريف دير الزور ويعمل في مجال الأعمال الحرة، أن عشائر شرقي سوريا "اتخذت قرارها منذ سنوات بضرورة التخلص من تنظيم داعش مهما كان الثمن".
وأضاف أن أبناء المنطقة شاركوا في المواجهات ضد تنظيم داعش "سواء بمجموعات محلية أو من خلال الانخراط بقوات سوريا الديموقراطية والتي أصبحت تضم عددا كبيرا من أبناء العشائر".
وأكد العكيدي أن التحالف الدولي يعتبر العشائر المحلية "جزءا أساسيا من المعركة مع التنظيم".
ولفت قائلا "لولا المعلومات الاستخباراتية التي يتم تقديمها منهم، لما تم إلقاء القبض أو القضاء على العشرات من الإرهابيين خلال الفترة الاخيرة".
وتابع أن أبناء العشائر يتمتعون بميزة طبيعية عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على أمن المناطق التي يعيشون فيها، إذ تربطهم روابط قوية "ويعرفون كل دخيل عليهم".
وذكر أنه إضافة إلى ذلك، أكد زعماء العشائر على ضرورة الإبلاغ عن الأقارب العاملين أو المتعاونين مع داعش.
وقال إن هذا الأمر كان يسبب حرجا لكثيرين، "إذ تم فعلا الإبلاغ عن أبناء عم وأقارب من الدرجة الأولى تورطوا في الأعمال الإجرامية مع التنظيم الإرهابي".